الكذب انواع ، اكثرها سوءاً التكرار ، اما الأسوأ من الأسوأ، فهو ان تُصر على ان ما قلته هو الحقيقة الوحيدة ، ، جميعها مضحك، وأسوأها هو قلب الحقائق، ، أما الأسوأ من الكذب، هو الإصرار على أن الجمهور مجموعة من السذّج .
في كل مرة أقرأ فيها بيانا لأحد الجهات السياسية ، تتبنى فيه احدى الكوارث ، أتساءل ما الفائدة التي تعود على العراقيين من تصريحات وبيانات تسعى إلى تفخيخ المشهد العراقي بأكمله حين يصرّ أصحابها على أنهم يملكون أسلحة ثقيلة خارج سلطة الدولة التي أخذت للأسف تتآكل يوما بعد آخر ؟ بالتأكيد كل الذين يشاركون في مسرحية:"اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس" يدركون جيداً أنّ شيئاً ما سينفجر في وجوه الجميع، ليأخذ البلاد إلى فقرة جديدة في مسلسل الخراب الذي لا تنتهي حلقاته.
بالأمس خرجت علينا جهة سياسية تتبنى تفجيرات بعشيقة ، ونقلت الفضائية التابعة لهذه الجهة انهم تمكنوا خلال الأيام الماضية من رصد تحركات القوات التركية في معسكر بعشيقة ، وقاموا بقصفه بصواريخ متطورة ، ولم تمض 24 ساعة ، وقبل ان تتوقف برقيات التهنئة والاشادة ، حتى خرجت علينا القناة نفسها ببيان تنفي فيه قصفها المعسكر ، التغيير الوحيد بين البيانين هو المذيع الذي خرج علينا يرتدي بدلة ذات لون فاتح في البيان الاول ، ولون غامق في البيان الثاني.
هل إنتهت المسرحية عند هذا المشهد وأغلق الستار ؟ لا ياسادة هناك مشهد أكثر سخرية ، فبالأمس خرجت علينا النائبة حنان الفتلاوي بتصريح ظريف وطريف تقول فيه ان النقد الذي يوجهه العبادي للحكومة السابقة ، هو محاولة للهروب من المسؤولية وإيجاد ذرائع للفشل ، لماذا ؟ تجيبنا بكل صراحة ، لأن العبادي عندما كان نائبا في البرلمان ورئيسا للجنة المالية لم نسمعه يوما ينتقد هذه الحكومة
سأصدّق أنّ السيدة النائبة مخلصة في حديثها ، وسأفترض حُسن النية وهي تتهم العبادي بالصمت أيام كان نائبا في البرلمان ، ولكن كيف لي أن أصدّق أن النائبة نفسها كان كرسيها لايبتعد عن كرسي السيد العبادي سوى أمتار قليلة ولم نسمعها يوما وجهت إنتقادا للحكومة السابقة ، وانها كانت تتنقل مثل " الفراشة " من فضائية إلى فضائية، لتكيل المديح للحكومة والقائمين عليها وتشتم كل من يقترب من قلاعها .
سيقول أحدهم حتما وأين المشكلة ، قناة تصحح الخبر ونائبة " تعدل " من جلستها المشكلة ياسيدي فينا نحن الشعب .. دائما نجري تخفيضات مجانية فى إطار المقايضة على حياتنا وحقوقنا وكرامتنا، وكلما أمعن هؤلاء فى الكذب وتوجيه الإهانات لنا ، لا نملك من الأوراق أكثر من ان نهمس في سرنا خوفا من ان نتعرض للعقاب .
هناك وفرة في الخطابات اليوم، ووفرة الشعارات ، وتصريحات رنانة تؤكد أن التنزيلات على الوطن أوشكت على البدء .. الحق نفسك هل انت مع اردوغان ام تعشق روحاني ، ام تفضل ان تعيش في دور المرحوم
" ابو جاسم لر " ؟
تنزيلات
[post-views]
نشر في: 18 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
محمد سعيد
نشكركاتبنا الموقر علي هذه المداخلات غير المجديه لساسه ابتلي بهم الوطن , وعبرها ضاع الفكر والرويا والعقل الرشيد . فالعراق الان وتحت رايه النائبه الموقره او السيد الرئيس الموقر اصبح البلد في ضياع والسؤال المحير ...ما المخرج ؟ هل فقط تناوب الش
HILAL
صباح الخير يكذب بعض الناس باستمرار حتى يصدقوا اكاذيبهم بمرور الوقت وهو ما يفعله سياسيي العراق فتصبح المشكلة متفاقمة لاننا سنكون امام امرين اولها الكاذب الذي يعتقد انه صادق وثانيا ان المشكلة نفسها التي ستضل كما هي.