TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تنزيلات

تنزيلات

نشر في: 18 ديسمبر, 2015: 09:01 م

الكذب انواع  ، اكثرها سوءاً التكرار ،  اما الأسوأ من الأسوأ، فهو ان تُصر على ان ما قلته هو الحقيقة الوحيدة ،  ، جميعها مضحك، وأسوأها هو قلب الحقائق، ، أما الأسوأ من الكذب، هو الإصرار على أن الجمهور مجموعة من السذّج .
في كل مرة أقرأ فيها بيانا لأحد الجهات السياسية  ، تتبنى فيه احدى الكوارث  ،   أتساءل ما الفائدة التي تعود على العراقيين من تصريحات وبيانات تسعى إلى تفخيخ المشهد العراقي  بأكمله حين يصرّ أصحابها على أنهم يملكون أسلحة ثقيلة خارج سلطة الدولة التي أخذت للأسف تتآكل يوما بعد آخر ؟ بالتأكيد كل الذين يشاركون في مسرحية:"اكذب اكذب حتى يصدّقك الناس" يدركون جيداً أنّ شيئاً ما سينفجر في وجوه الجميع، ليأخذ البلاد إلى فقرة جديدة في مسلسل الخراب الذي لا تنتهي حلقاته.
بالأمس خرجت علينا  جهة سياسية تتبنى تفجيرات بعشيقة ،  ونقلت الفضائية التابعة لهذه الجهة انهم تمكنوا  خلال الأيام الماضية من رصد تحركات القوات التركية في معسكر بعشيقة ، وقاموا بقصفه بصواريخ متطورة ، ولم تمض 24 ساعة ، وقبل ان تتوقف برقيات التهنئة والاشادة ، حتى خرجت علينا القناة نفسها ببيان تنفي فيه  قصفها المعسكر ، التغيير الوحيد بين البيانين هو المذيع الذي خرج علينا يرتدي بدلة ذات لون فاتح في البيان الاول ، ولون غامق في البيان الثاني.
هل إنتهت المسرحية عند هذا المشهد وأغلق الستار ؟ لا ياسادة هناك مشهد أكثر سخرية ، فبالأمس خرجت علينا النائبة حنان الفتلاوي بتصريح ظريف وطريف تقول فيه ان النقد الذي يوجهه العبادي للحكومة السابقة  ، هو محاولة للهروب من المسؤولية  وإيجاد ذرائع للفشل ، لماذا ؟ تجيبنا بكل صراحة ، لأن العبادي  عندما كان نائبا  في البرلمان ورئيسا للجنة المالية لم نسمعه يوما ينتقد هذه الحكومة  
سأصدّق أنّ السيدة النائبة مخلصة في حديثها   ، وسأفترض حُسن النية وهي تتهم العبادي بالصمت أيام كان نائبا في البرلمان ، ولكن كيف لي أن أصدّق أن النائبة نفسها كان كرسيها لايبتعد عن كرسي السيد العبادي سوى أمتار قليلة ولم نسمعها يوما وجهت إنتقادا للحكومة السابقة ، وانها كانت   تتنقل مثل " الفراشة " من فضائية إلى فضائية، لتكيل المديح للحكومة والقائمين عليها وتشتم كل من يقترب من قلاعها .
سيقول أحدهم حتما وأين المشكلة ، قناة تصحح الخبر ونائبة " تعدل " من جلستها المشكلة  ياسيدي فينا نحن الشعب .. دائما نجري تخفيضات مجانية فى إطار المقايضة على حياتنا وحقوقنا وكرامتنا، وكلما أمعن هؤلاء فى الكذب  وتوجيه الإهانات لنا ، لا نملك من الأوراق أكثر من ان نهمس في سرنا خوفا من ان نتعرض للعقاب .  
هناك وفرة في الخطابات اليوم، ووفرة الشعارات ، وتصريحات رنانة  تؤكد أن التنزيلات على الوطن  أوشكت على البدء .. الحق نفسك هل انت مع اردوغان ام تعشق روحاني ،  ام تفضل ان تعيش في دور المرحوم
" ابو جاسم لر " ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    نشكركاتبنا الموقر علي هذه المداخلات غير المجديه لساسه ابتلي بهم الوطن , وعبرها ضاع الفكر والرويا والعقل الرشيد . فالعراق الان وتحت رايه النائبه الموقره او السيد الرئيس الموقر اصبح البلد في ضياع والسؤال المحير ...ما المخرج ؟ هل فقط تناوب الش

  2. HILAL

    صباح الخير يكذب بعض الناس باستمرار حتى يصدقوا اكاذيبهم بمرور الوقت وهو ما يفعله سياسيي العراق فتصبح المشكلة متفاقمة لاننا سنكون امام امرين اولها الكاذب الذي يعتقد انه صادق وثانيا ان المشكلة نفسها التي ستضل كما هي.

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram