بغداد/ أفراح شوقيجسدت السنوات التسع والثلاثون من عمر الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية، والتي تأسست عام 1971 ركيزة أساسية ومميزة من خصائص وملامح الفنون الشعبية العراقية بجميع صورها والوانها، حتى غدت العلامة الدالة على روعة الوصلات الفنية العراقية وارتباطها بمفردات الحياة البغدادية القديمة والعادات و التقاليد الموروثة.
 ولعل الميزة اللافتة للاهتمام في تلك الفرقة هي احتفاظها وأعضائها بشباب دائم، وغزارة وتنوع في العطاء، وعندما سألت مديرها الفنان فؤاد ذنون عن تلك المفارقة قال: السر يكمن في الحب الكبير الذي يجمع كل أعضاء الفرقة لما يقدمونه من فعاليات، والرغبة في التجديد والإبداع، حتى صارت الفرقة تكنى بحاصدة الجوائز والشهادات ووجه العراق الاصيل، وأحدى أهم صروح الثقافة والفن العراقي وغيرها من القاب نعتز بها كثيراً، سواء في مهرجانات وفعاليات الداخل أو الخارج، ومازال هدفنا الأسمى هو نشر وتعميق الفنون الشعبية العراقية. وعن نشاطات الفرقة حالياً يقول ذنون: لدينا مشاركات كثيرة، آخرها في الصين بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيسها، وقدمنا فيها عرضين الأول رسمياً أمام السفراء العرب والاجانب والآخر أمام الشعب الصيني، وقد أدهشهم التراث والفلكلور العراقيين وصفقوا لهما كثيراً، وقبلها قدمنا أوبريت المصالحة الوطنية الذي أبكى الجمهور الأردني في فعاليات أيام الثقافة العراقية في عمان. وتجاوزت مشاركات الفرقة اكثر من 80 دولة عربية وأجنبية، منها مهرجان يوغسلافيا والاتحاد السوفيتي انذاك ومهرجان بوركاس في بلغاريا واخر في اكرجنتو في ايطاليا حيث حصلنا على الجائزة الاولى وهي عبارة عن معبد هرقل الذهبي بين أكثر من 40 دولة عالمية مشاركة. وعن رفد الفرقة بالدماء الجديدة من الشباب وابتكار لوحات جديدة تتماشى مع الواقع العراقي قال ذنون: ان الفرقة عددها الحالي 60 فناناً وفنانة، وسعينا الى رفدها بشباب جدد، وطورنا عملنا بادخال لوحات مبتكرة حاولنا من خلالها الولوج الى العالمية في الأداء، في حين كنا نختص بتقديم المقاطع الفلكلورية فقط، ويضيف ذنون: قمت باجراء مسوحات تراثية فلكلورية في كل مناطق العراق لجمع اللوحات والرقصات الفلكلورية، وقمت بتقديم لوحات الرقص التعبيري والاستعراضي والباليه. *وهل توجد مشلكة لديكم في العنصر النسوي الان بسبب طبيعة الاجواء المتشددة في بعض المناطق؟ - مطلقاً الان هناك ثلاث بنات جديدت اضافة للقديمات ولا نعاني مشاكل من هذا النوع كون ان معظم المنتميات للفرقة، من الوسط الفني ومن أبناء أو بنات الفنانين، وتتولى تدريبهم معي الفنانة المخضرمة هناء عبد الله التي واكبت الفرقة منذ تأسيسها، وترافقنا الفرقة الموسيقية الشعبية التي تعزف على الآلات الفلكلورية منها الزرنة والناي والعود والقانون والسنطور وغيرها كما اننا نتلقى دعما ً واسناداً لابأس به من قبل دائرة السينما والمسرح، رغم حاجتنا لدعم رواتب أعضاء الفرقة. ومن مشاركاتنا المحلية فقد قدمنا عروضاً فنية في مناسبات كثيرة، منها احياء اسبوع القدس الثقافي في العراق، وكذلك أوبريت المراة في بيت الحكمة، ومشاركة في احتفالية مؤسسة النور بمناسبة ذكرى التأسيس، وكذلك في مهرجان الشعر الذهبي.