قال عدد من النواب الافاضل  ان :"  رئاسة مجلس النواب  يجب ان تشكل وفدا برلمانيا وحكوميا لزيارة نيجريا والوقوف على ما يجري فيها "
ماذا يلفت نظركم  في هذا البيان " المهم " ؟ انا شخصيا لفت نظري، ، أن السادة النواب " الاعزاء " جادون في دعوتهم ، مثلما أنا جاد في  متابعة ما تجود به قريحتهم ، قبل هذا الخبر اللطيف شاهدنا نوابا ومسؤولين طالبونا بعزل حكام البحرين ومحاسبتهم .
  وقبل أن يحاول البعض تفسير الموضوع بإتجاهات أخرى فأنني مع الشعب البحريني في مطالبه العادلة ، ومتضامن مع ضحايا العنف الطائفي في نيجيريا  ، ومع كل حقوق الشعوب التي ظلت تعاني من ظلم سلطة الزعيم الأوحد.. ولكني يا سادة دعوني أسأل ماذا عن الثلاثة ملايين نازح عراقي  الى ديارهم مكرمين معززين..
وأنا أتابع صولة نيجيريا وأناشيد البحرين ، قال لي أحد الاصدقاء ، هل السادة النواب أصحاب البيان الثوري السعيد " يعرفون فعلًا ان هناك اناساً يقتلون ويهجرون في  البصرة ، وان هناك حملة اغتيالات يتعرض لها البعض من أهالي  البصرة منذ أكثر من شهر  ، أم انهم كانوا يتابعون أخبار حركة الوفاق البحرينية، وتطورات الوضع في بلاد اليمن..
لقد امتلأت صفحات الفيسبوك بالسخرية من أناس بسطاء  في الموصل ذنبهم الوحيد انهم لم يستطيعوا الفرار من قبضة داعش ، إلا أن الغريب ان المنتقدين والساخرين كانوا مصابين من قبل بـ"البكم والصم" إزاء تصرفات بعض القوى السياسية التي هيمنت على محافظاتهم وسلبت ثرواتها وخربت تراثها وأشاعت الفوضى والفساد..لماذا لانهم حسب المنطق العراقي الجديد " من طائفتنا " .
ولكن من بين جميع الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام حول السبي الداعشي،ومحنة أهالي البصرة ، والإصرار على أن يعود " ديغول " العراق الى كرسيه الذي لايريد ان يفارقه ، ووسط المشاهد المضحكة للديمقراطية العراقية التي لا يزال فيها ساستنا"الأكارم"منشغلين بتقديم فواصل من التهديد والوعيد لكل مَن يُطالب أو يطلب مساعدة دولية في مواجهة دولة الخليفة، وخطب ساسة مصرِّين على أن يحملوا رسالتهم "التنويرية" بفصل الطلبة عن الطالبات في المعاهد والجامعات  ، ووضع ضوابط لملابس المراة في دوائر الدولة ، وسط كل هذه الفواصل المسرحية ، كان هناك مشهد عراقي بإمتياز بطلته مدارس محافظة الديوانية  التي إطلع المسؤولون فيها  على هاشتاغ (#ست أشواق) الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ، ليقرر التدريسيون أن تكون وقفة رفع العلم في جميع مدارس الديوانية ، مخصصة لإستذكار الشهيدة الموصلية، التربوية أشواق النعيمي، التي  قتلت على يد عصابة داعش  لانها رفضت تدريس المناهج التكفيرية .
أتمنى أن يزيح هاتشتاغ أشواق النعيمي لافتات أحزابنا المؤمنة التي ترفع شعار لامكان للمسيحيين في بغداد ، وان تنسينا بطولة أشواق النعيمي دعوات " سفهاء " السياسة ممن طالبوا بحرق أهالي الموصل والفلوجة ومعهم ما تبقى من الرافضين للحملة  النيجيرية .