احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي بالشاعر موفق محمد في حفل توقيع لإصداره الجديد (سعدي الحلي في جنائنه) بمشاركة عدد من الأدباء والنقاد والفنانين والمحبين للمطرب الحلي حيث ضاقت قاعة الجواهري بجمهور غفير. وا
احتفى نادي الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين ضمن منهاجه الثقافي الاسبوعي بالشاعر موفق محمد في حفل توقيع لإصداره الجديد (سعدي الحلي في جنائنه) بمشاركة عدد من الأدباء والنقاد والفنانين والمحبين للمطرب الحلي حيث ضاقت قاعة الجواهري بجمهور غفير. واوضح مقدم الجلسة الناقد زهير الجبوري ان منجز المحتفى به انطوى على مادة شعرية معاصرة تضمنت اجناساً وانواعاً تشكل ملحمة تمزج ما بين اغنيات الفنان سعدي الحلي والموروث الحكائي وباسلوب خطابي ناقد.
وبيّن المحتفى به انه منذ زمن طويل كان يفكر بكتابة نص بحجم المنجز الذي قدمه الحلي واستطاع عبر حنجرته ان يفلتر الألم من سومر واكد الى يومنا هذا. مشيراً الى انه كان باعثاً للجمال والمحبة، لكنه تعرض لصناع الحقد والشر من الذين حاولوا ان ينسفوه بما اثاروه حوله.
في مداخلته ، اشار الناقد فاضل ثامر الى ان الشاعر موفق محمد يمثل صوت الوجع العراقي والتحدي والرفض من دون مساومات او ضحك على الذقون. وقال: شعريته مميزة وذات نسيج يتحوي على الكثير من الموروثات الشعبية المختلفة، ومن خلالها يستطيع دائماً ان يغوص الى اعماق جرحنا وينتزع ما هو جوهري يؤكد قدرة الانسان على مواصلة الحياة. وفي مراحل سابقة كان يعد صوتاً مخيفاً للآخرين، وقد طلب منا منعه من تقديم مشاركة في مهرجانات المربد، فرفضنا ذلك وقلنا لابد ان يظل صوته عالياً.فيما ذكر الناقد علي الفواز بأنه يمثل مرحلة مهمة من مراحل السحر العراقي، ومن الصعب على الباحث والناقد العراقي ان يمر بتاريخ العراق من دون ان يمر بهذا المنعطف المهم الذي يشكل وعياً صارماً واستفزازاً للبنية الاخلاقية المقفلة. وقال: حينما يتكئ موفق محمد على رمزية سعدي الحلي، اظن انه كان موفقاً جداً لأن الحلي بمقدار ما كان يمثل لنا من بنية صوتية، كان خزاناً للاحزان والهم الوطني. لافتاً الى انه من الصعب جداً على النقد ان يتعاطى مع قصيدة موفق، لكنه لم يعذر ويعد مقصراً ازاءه، لأن في قصيدته تختلط البنى الغنائية والتأملية والمباشرة والكثير من تشكيلات القصيدة العراقية منذ الستينات والى يومنا، فقصائده تحتاج الى درس حفري للكشف عن الانساق المضمرة فيها.
من جانبه ، اشار الناقد علي حداد الى ان تجربة الشاعر موفق تكشف عن مكابداتنا وهو يصرخ بجرحنا، ممسكاً ازميلاً لغوياً ليحفر في ارضنا بحدة تستوجب الصراخ. وقال: هنا في منجزه الاخير يبدو الفنان سعدي الحلي ليس قناعاً وانما حالة ترميزية مشخصة نتلقاها جميعاً وندرك ابعادها من خلال قلب المعادلة فيصبح الشاعر فيها صوتاً للجماعة.