اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين أن السر في قوة وثبات الموقف الروسي في سوريا يكمن في مصداقية موسكو وتبنيها العقلانية في خطواتها. فيما أشار مسح بريطاني جديد ، الى أن هناك ما لا يقل عن 15 قوة من المتمردين جاهزة لتتحول إلى داعش ، إذا نجحت قوات التحالف
اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين أن السر في قوة وثبات الموقف الروسي في سوريا يكمن في مصداقية موسكو وتبنيها العقلانية في خطواتها. فيما أشار مسح بريطاني جديد ، الى أن هناك ما لا يقل عن 15 قوة من المتمردين جاهزة لتتحول إلى داعش ، إذا نجحت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في هزيمته. وأضاف بوتين في تصريح لوكالة روسيا 1 ، في فيلم "النظام العالمي" الوثائقي ان قوة موقفنا في سوريا "لا تستند إلى شفافيتنا ورتابة خطانا فحسب، وإنما تنبع من نزاهة هذا الموقف".وفي معرض التعليق على الأزمة السورية وسبل حلها، أشار إلى أن روسيا "تتعاون مع الرئيس الأسد، ومع الجانب الأميركي بسهولة، ذلك أنها لا تراوغ ولا تبدل مواقفها، حيث استمعت إلى الجميع واختارت مسارها الذي يبدو لها أنه يرضي الجميع".وأضاف"لقد صغنا موقفنا حينها استنادا إلى مقومات عامة ومقبولة، ومنه فنحن لسنا بحاجة إلى التنطط بين جانب وآخر كالبرغوث على حبل جر الحيوانات".
وأكد الرئيس بوتين أن الموقف الروسي قائم على أساس الحوارات التي أجرتها موسكو، وهذا الأمر بحد ذاته ما يعزز طرحها.وجدد الرئيس بوتين التأكيد في هذه المناسبة على تقيد روسيا التام بعدم نقض العهود التي تقطعها، و"عدم الإخلال بتنفيذ الالتزامات التي تتعهد بها بلادنا".ولفت النظر إلى أن تطبيق روسيا التزاماتها نابع بالدرجة الأولى من البراغماتية، وعدم إهمالها المبادئ الأخلاقية "بما يخدم تسهيل العمل وفقاً لذلك". ياتي ذلك فيما أعرب العربي عن ترحيبه بصدور هذا القرار الذى كانت جامعة الدول العربية قد طالبت بإصداره مباشرة بعد إعلان بيان جنيف فى نهاية يونيو 2012، مؤكداً على أهمية ما تحقق فى مجلس الأمن من إجماع دولى فى هذا الشأن، واستعداد الجامعة لمواصلة جهودها بالتنسيق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دى ميستورا، والعمل سوياً مع مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسوريا من أجل تذليل ما يعترض تنفيذ هذا القرار من عقبات. وأكد الأمين العام على ضرورة مواصلة المساعي من قبل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية من أجل حث جميع أطراف المعارضة والحكومة السورية على الاستجابة لتنفيذ مقتضيات قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والبدء بمسار الحل السياسى التفاوضى المؤدى إلى الاتفاق على تشكيل هيئة حكم انتقالى ذات صلاحيات تنفيذية كاملة، وشدد العربى على ضرورة قيام مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لوضع آلية رقابة دولية تفرض على جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار ومنع استهداف المدنيين بالغارات والقصف العشوائى، وكذلك العمل وبسرعة من أجل البدء بإجراءات بناء الثقة عبر إتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المنكوبة والمحاصرة، وكذلك إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين. ياتي ذلك فيما اشار مسح جديد الى أن هناك ما لا يقل عن 15 قوة من المتمردين جاهزة لتتحول إلى داعش ، إذا نجحت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في هزيمته.ويقول مركز الدين والجغرافيا السياسية، الذي يرتبط برئيس وزراء بريطانيا الأسبق، توني بلير، أن هناك أيضا 60 بالمئة من المتمردين يمكن أن يصنفوا كإسلاميين.ويوضح أن محاولات القوى الدولية للتمييز بين الفصائل المعتدلة والمتطرفة أمر خاطئ.وكثفت الدول الغربية ضرباتها الجوية ضد تنظيم داعش الموجود في سوريا والعراق.لكن مركز الدين والجغرافيا السياسية قال إن أكبر خطر على المجتمع الدولي هو الجماعات التي تشارك تنظيم داعش نفس الأفكار لكن يجري تجاهلها حاليا موضحا أنها تمتلك حوالي 100 ألف مقاتل.
وأضاف التقرير :"الغرب يخاطر بارتكاب فشل استراتيجي بالتركيز فقط على تنظيم داعش ".ويردف "هزيمة التنظيم عسكريا لن تُنهي الجهاد العالمي، ونحن لا يمكننا قصف عقيدة، ولكن حربنا هي حرب ذات طابع عقدي".وحذر من أنه في حال هزيمة التنظيم فإن المقاتلين الفارين وغيرهم من المتطرفين سيهاجمون أهدافا خارج سوريا تحت شعار "الغرب دمر الخلافة".وقال المركز على النقيض من ذلك، فإن أقل من ربع المتمردين الذين شملهم الاستطلاع لم يكن لديهم عقيدة ثابتة.لكن الكثير من هؤلاء كانوا على استعداد للقتال الى جانب المتطرفين، وربما قبول تسوية سياسية إسلامية لتلك الحرب الأهلية.وقال المركز في الاستجابة، يجب أن يصاحب الحملة العسكرية ضد داعش "هزيمة فكرية للعقيدة الخبيثة التي تقود التنظيم".وقال المركز أيضا إنه ما لم يترك الرئيس السوري بشار الأسد الحكم أو يتم عزله من منصبه، فمن المرجح زيادة انتشار الحرب في البلاد.
على صعيد اخر قالت صحيفة نيويورك تايمز أن خطة السلام السورية التى وافق عليها مجلس الأمن الجمعة الماضى تقدم بعض الأمل، إلا أن بها كثير من المخاطر. وأوضحت الصحيفة أن الخطة نتاج ما قاله وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لزملائه بالإدارة الأمريكية جزء من عملية دبلوماسية قسرية طالت ثلاثة أشهر. إلا أن الأختبار الذى يلوح فى الأفق سيكون ما إذا كان هذا القرار سيأتي بأى تخفيف لمأساة الشعب السورى. وسيواجه هذا الأختبار القوى العالمية، وبشكل أساسى الولايات المتحدة وروسيا، وأيضا القوى الإقليمية فى المنطقة التى قد يتهمها البعض بإشعال الحرب مثل إيران وتركيا والسعودية. ورأت الصحيفة أن هناك أسباب عدة تدعو للتشكك، وأخرى قليلة تدعو للأمل.
أما عن الشكوك، فقد أعرب عنها بوضوح وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عندما قال فى مؤتمر صحفي مع نظيره الأمريكي إنه ليس متفائلا للغاية بشأن ما تحقق فى هذا اليوم. وبعد دقائق، بدا عليه الإنزعاج عندما قال كيرى أن 80% من الضربات الجوية الروسية لا تزال موجهة إلى جماعات المعارضة للأسد، والتى من المتوقع أن يشارك كثير منها فى مفاوضات الشهر المقبل لتشكيل حكومة بديلة. وحتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، الذى طالما ألقى باللوم على القوى العالمية فى تركيز اهتمامها على مصير الأسد بدلا من مصير الشعب السوري، ضغط عليهم من أجل أن يتصرفوا بشكل أفضل. وحددت الصحيفة بعض المخاطر التى تنطوى على الخطة الأخيرة، منها ما يتعلق بكيفية وقف إطلاق النار. وقالت أن الأمم المتحدة ذكرت بعض اتفاقات الهدنة لوقف إطلاق النار بين الفصائل السورية المتحارية بمساعدة من أطراف خارجية مثل قطر وإيران. شمل بعضها نقل سوريين بناء على طوائفهم، فى حين تم التوصل إلى هدن أخرى بعد حصار لمدنيين فى منطقة تعانى من المجاعة. وهناك أيضا ما يتعلق بمن يراقب وقف إطلاق النار.