الرئيسية > أعمدة واراء > عراقيو داعش

عراقيو داعش

نشر في: 20 ديسمبر, 2015: 09:01 م

في استطلاع للرأي قامت به ثلاثة مراكز للبحوث بين عامي 2014 و 2015، كشفت النتائج ان هناك اكثر من 42 مليون عربي يؤيدون تنظيم داعش. هؤلاء طبعا غير المنخرطين في التنظيم بشكل فعلي. رغم هذا العدد المخيف فإني اراه متواضعا وضئيلا جدا. شلون؟ لأنه استفتاء وليس اختبارا. ما الفرق؟ الاستفتاء مجرد سؤال اعتمده الباحثون وحصروه بـ "كيف تنظر لداعش؟". الخلل هنا هو أنك مثل الذي يسأل شخصا هل انت غبي ام ذكي؟ الصحيح هو ان تختبره وفق مقاييس خاصة تكتشف درجة غبائه او ذكائه بشكل غير مباشر.
مع ذلك كله كان الذي يهمني فيه عيّنة العراقيين التي خضعت للاستفتاء. كانت النتيجة ان عدد الذين يؤيدون داعش في السر او العلن وصل الى مليوني عراقي. الرقم قطعا أكبر من ذلك بكثير لو تم عبر اختبار يعتمد قواعد واصول بناء اختبارات قياس الرأي والاتجاهات.
الخلل الأكبر في الاستفتاء هو حصر البحث بالرأي حول داعش. داعش تنظيم إرهابي لكنه ليس الإرهاب كله. فهناك اشكال وارناك من أنواع الإرهاب. فالذي يحرم انسانا من الغناء ماذا تسمونه؟ وكذلك الذي يحرم عليك ان تقول رأيك بحرية في الحجاب مثلا. ثم لا تنسوا ان كل طائفي مهما كان مذهبه إرهابي حتى وان كان علمانيا. من يؤمن بان الرصاصة او السوط او الراشدي وليس الفكر او الحوار هي الخصم والحكم، إرهابي ابن إرهابي. من يحاصر أصحاب الفكر الحر بالشائعات والتهم والاكاذيب إرهابي. اترك لمخيلتكم الواعية، اذن، حساب نسبة الإرهابيين بالعراق.
اكرر ان داعش جزء من الإرهاب العام. ومن يريد ان ينقذ العراق ويعيده هو اهله على سكة الحياة والأمان والاستقرار عليه ان لا يظن بان القضاء على داعش سينهي المصيبة الكبرى. تذكروا ان الإرهاب من شيم النفوس فان هي لم تربَّ تربية صحيحة من الجذر ستعود لنا ومعها من هو أتعس من داعش.
هذه الأرقام المرعبة نتائج وليست أسبابا. وبداية الحل يجب ان تبدأ بقلب النظام التربوي الحالي ونسفه. ليس في المدارس والجامعات بل حتى في الاعلام والجوامع والحسينيات والبيوت. دودة الإرهاب ليست عصية على الاستئصال ان تصدى لها شجعان لا يخافون بحب الحياة والحرية والفرح لومة لائم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. عراقي مشرد

    لكنك ياخي لم تسال عن سبب هذا التأييد العارم لداعش هل هو الاقصاء والتهميش والظلم الفاحش الذي تعرض اليه أهل السنة على من يدعون لعقود بمظلومي الشيعة.على أية حال الدنيا ماشية بالمكلوبب ولا شي يرتجى من حل لان كل واحد رافع سيفه ورايته وصاير ابو زيد الهلالي .اج

  2. moayed ibraheem

    اتكلم عن النصوص المقدسه وليس عن المسلمين المسلمون هم اول ضحيه للاسلام كل مسلم ازا فهم الاسلام جيدا وطبق تعاليمه ف سيصبح داعشيا بامتياز ولكن خلق االمسلم ك انسان لا ك مسلم وحسه الانساني يمنعه من ان يقر او يفعل هده الافعال ابحث في النصوص والسيره والافعا

  3. محمد فريد

    تحية لكل الاخوة والاخ العقابي لطيف جداً أن نذكر انواع الأرهابيون والدواعش بالخصوص ونحن في خضام الصراع القصري معهم والغالم معناولكن الادهى والأمر أرهابي الداخل مشخصين بقياداتهم وكوادرهم الطائفية المتعاليةعلى الشعب بجهلهاوالمدمرة لطموحاته ماذا نفعل معها

يحدث الآن

"يومياتهم 20 مليون دينار" .. 6 آلاف موظف في العراق يحتكرون ثلث الرواتب

مدراء المدارس يقدمون طلبات إعفاء جماعي.. والمعلمون يلوحون بمقاطعة أمرين!

السيد الصدر يوجه اتباعه بتحديث بطاقة الناخب!

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

قاعة الإبراهيمي تضيف معرضاً شخصياً للتشكيلي الرائد سعد الطائي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

 علي حسين ظلّ الكتاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون وضع تصور للدولة العادلة، لم يوفق أفلاطون في حل اللغز حتى وهو يخصص للموضوع كتابا بعنوان "الجمهورية" تاركا المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي...
علي حسين

قناديل: مقالةٌ عن المقالة !!

 لطفية الدليمي لِما يزيدُ عن الخمس عشرة سنة وأنا مواظبةٌ على كتابة مقالة أسبوعية في (المدى). اليوم سأروي بعضاً من مسرّات وشجون كتابة المقالة. حتى عام 2009 كنتُ أكتبُ مقالاتٍ متفرّقة في موضوعات...
لطفية الدليمي

قناطر: أغنيةُ أبي

طالب عبد العزيز حزينٌ، لأنني ما زلتُ ألتذُّ بسماع الموسيقى القديمة، وأقرأُ الاجملَ في كتبي القديمة، وأشاهد الأفضل من الأفلام القديمة، وأتذكرُ الاحسنَ المتحضرَ من الأمكنة؛ والمدن القديمة، وحزينٌ جداً لأنَّ النظام السياسي –الديني-...
طالب عبد العزيز

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

حسن الجنابي انتقل القاضي الدولي كريم خان في عام 2021 الى منصب رفيع آخر هو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وسيستمر في المنصب لمدة تسعة أعوام أي حتى عام 2030. وواضح أن الرجل...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram