اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بلاد لا تنتظر " خبر مفرح "

بلاد لا تنتظر " خبر مفرح "

نشر في: 20 ديسمبر, 2015: 09:01 م

هل  الاحتفال بالجمال والحُسن والفرح  في هذا الزمن الداعشي ، نوع من البطر واساءة  لملايين المهجرين ،  كان هذا ما سألته لبعض الزملاء وأنا أسمع  ان عددا من النواب والسياسيين إعتذروا عن حضور حفل تتويج ملكة جمال العراق ، خوفا من ان يحسب حضورهم ، بانه نوع من  الترف  وإساءة لارواح الشهداء كما قال أحدهم ، او أن تنفض الناس عنهم في الانتخابات القادمة  كما تخوّف نائب  
لله في خلقه شؤون - كما يقولون - البعض يعشق السياسة وآخرون يحبون الحزن ،  وأنا من المخلوقات التي تكتب عن السياسة والثقافة والفن ، كما أنني لست من المخلوقات التي تؤمن  بشعار " الفرح ليس مهنتي " لصاحبه الراحل  الكبير محمد الماغوط  الذي حول حزنه وأساه الى قصائد جميلة تحكي قصة وطن استبدل المفكرين بالسجانين ، والكفاءات باصحاب الثقة والولاء  ، فقد عاش حياته يندد بالذل والخوف وسقوط الساسة في بئر الانتهازية ، لكنه حول الحزن الى ملحمة شعرية جميلة ، ظل فيها يلاحق سراق مستقبل الناس .
وأعود لخوف الساسة وشططهم من الفرح ، ومحاولاتهم المستمرة لتذكيرنا  بالبؤس الذي تتسع رقعته في بلاد الرافدين، يوما بعد آخر بفضل مسؤول فاشل يريد الانتقام من الناس لأنهم لايصدقون انه زاهد في المنصب، ، لكن إياكم والاقتراب منه والا سيحولكم جميعا الى أبطال لرواية المرحوم فكتور هيجو " البؤساء "  .
أمضى   علي الوردي  سنوات كثيرة في رفقة الناس يراقب حركتهم يسجل  ما يقولونه يصغي الى معاناتهم ،. ورأى كيف يتآلف الناس في أوقات الفرح . فيكتب "الناس تسعى الى البهجة لكن حياة الضنك هي أشبه بعدو متوحش ضاري يغزو أيامهم ويسرق بهجتهم ويُضعف فيهم  الرغبة في السعادة "
في زمن مضى تنافست بغداد على إقامة المهرجانات  وتعميم الثقافة والفنون . فيما المعممون والرهبان واليهود والأفندية، تنافسوا على إشاعة روح الجمال والخير ولم يتنافسوا على القتل، والطائفية والعودة بالمدينة الى القرون الوسطى.
ايها السادة  الخائفون من جمال العراقيات مازال فينا  رمق حياة، نثور نغضب ، نرضى ،  ننخدع لكننا سنرفض  الموت، سنُصر على ثقافة الحياة لا ثقافة الحزن، ثقافة الحياة هي التي قدمت الاوربيين إلى العالم رسل علم وفكر وتقدم، الشعوب التي لا تفرح لا تستطيع العيش، والشعوب التي لا تسعد هي شعوب لا تبالي بمصائرها .
أحلم لبغداد بالخروج من عصور الظلمة والتخلف والحزن    ، هذا أمر يحققه مسؤول يحب الخير لشعبه ، اكثر من عشقة  لشعوب البلدان المجاورة  ، ، لكن للاسف المسؤول عندنا،  لايطيق ان يرى الفرح ينمو حول بغداد والبصرة والانبار  ، لانه مصر ان نعيش في ظل " منجزاته "  بصحراء قاحلة من التخلف والانتهازية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram