عرف الكاتب الإنكليزي جوناثان كو (من مواليد 19 أغسطس / آب 1961) برواياته السياسية التي كثيرا ما خالطتها السخرية ومنها روايته التي تناول فيها الفترة التي حكمت فيها زعيمة المحافظين مارغريت تاتشر البلاد منذ عام 1980 وما اتبعته من سياسة حازمة تجاه عدد من
عرف الكاتب الإنكليزي جوناثان كو (من مواليد 19 أغسطس / آب 1961) برواياته السياسية التي كثيرا ما خالطتها السخرية ومنها روايته التي تناول فيها الفترة التي حكمت فيها زعيمة المحافظين مارغريت تاتشر البلاد منذ عام 1980 وما اتبعته من سياسة حازمة تجاه عدد من القضايا المهمة كالاقتصاد وتطبيق قوانين الخصخصة وإتباع السياسة الليبرالية في الحكم وحتى الحرب التي خاضتها مع الأرجنتين ما جعلها تصطدم مع المعارضة اليسارية كثيرا ، هذا الخط هو الذي رسمه كو لأحداث رواياته فيما بعد والذي عرفه القارئ الإنكليزي من خلالها ، حيث يضع أحد المواضيع المركزية فيها كمحور أساسي للانطلاق إلى بناء باقي وحداتها وتبيان تصرف أبطاله حيالها والوقوف على عواقبها وهي السمة التي اكتشفها عنه النقاد منذ عام 1994 ما جعل من كتبه الأكثر مبيعاً هناك .
روايته الجديدة " العدد 11 " هي عبارة عن تحليل لواقع الحياة المعاصرة في بريطانيا هجا من خلالها مجتمعه المتمسك بالجشع والأنانية وتصويره كل ذلك من خلال عائلة ونشو التي تمسك بتلابيب الأعمال المصرفية والصحفية وعالم الفن مرورا بالسياسة ، وضع لها العدد أحد عشر كمنطلق ركز فيه على الروابط غير المتوقعة لشخصياته راشيل ، أليسون ، لورا ، الكاتبة اليمينية جوزفين . هذا العدد تخلل كل أقسام الرواية ، فهناك المنزل رقم 11 حيث تعيش إحدى شخصياتها فيه تدخل عليها إحدى صديقاتها تعرض إيواء بعض المهاجرين غير الشرعيين لديها والذين يتعرضون لمحن كثيرة ، وهناك الحافلة رقم 11 برمنغهام التي تسافر يوميا إلى العاصمة تنقل صمت وحديث ركابها وشتى الأفكار التي يتناولونها ، والعدد 11 هو كذلك منزل وزير الخزانة في الحكومة الحالية عنيف جدا ، لكنه يتعرض لنقد ساخر من كو ، والعدد 11 يدخل حتى في بطاقات الأسعار على كل شيء وحتى في نظام الرعاية الصحية هناك .
كو في هذه الرواية الصادرة حديثا عن دار نشر فايكنغ يتخيل كيف من المفترض وجود معهد لتقييم الجودة في جميع مناحي المجتمع الإنكليزي يكون بشكل مدروس ، وهي في النهاية رواية تبدو أكثر حماسة من سابقاتها ومليئة بالسخرية وضعها مؤلفها بعين ثاقبة للحياة المعاصرة في بريطانيا.