اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قتـل المشاهير والقـادة..الســـــــــــِّل يـدُق ناقوس الخطـر مـن جـديـد!

قتـل المشاهير والقـادة..الســـــــــــِّل يـدُق ناقوس الخطـر مـن جـديـد!

نشر في: 22 ديسمبر, 2015: 12:01 ص

أكثر من أسبوعين يعاني احمد  من سعال مستمر حيث  تناول العديد من المضادات الحيوية ولم يحصل على نتيجة، احمد الساكن قضاء الزبير / البصرة بدأ وزنه  بالنزول وسعال مستمر راجع العديد من الأطباء ولكل طبيب رأي خاص بمرضه. حتى طلب والد احمد من أبن

أكثر من أسبوعين يعاني احمد  من سعال مستمر حيث  تناول العديد من المضادات الحيوية ولم يحصل على نتيجة، احمد الساكن قضاء الزبير / البصرة بدأ وزنه  بالنزول وسعال مستمر راجع العديد من الأطباء ولكل طبيب رأي خاص بمرضه. حتى طلب والد احمد من أبنائه الاستعداد للسفر الى بغداد لعرضه على الأطباء المتخصصين، لتكن الرحلة ما بين البصرة وبغداد أشبه (بسفرة الموت!) نتيجة تدهور صحة احمد في الطريق. عُرِض احمد على الأطباء المتخصصين في مركز الأمراض الصدرية ليتبيّن من الفحص والتشخيص إصابته بمرض التدرن الرئوي الفعال والمعدي. مرض احمد أُكتشف بعد فترة ليست بالقصيرة، تُرى كم شخصاً أُصيب بالعدوى خاصة ممن كان يخالطهم الطعام والشراب والمنام.

واقع التـدرن في العراق
مركز الأمراض الصدرية والتنفسية التخصصي  في وزارة الصحة أصدر تقريره السنوي حول وبائية التدرن في العراق لعام 2012 وحصلت (المدى) على نسخة منه إذ أشار الى مجموع الحالات المسجلة في عموم العراق قد بلغ (9099) حالة منها (3206) حالات تدرن رئوي موجبة القشع وتشكل 35.22% من مجموع الحالات الكلية. (328) حالة تدرن رئوي موجبة القشع ناكسة من مجموع حالات التدرن الرئوي موجبة القشع المكتشفة خلال عام اما الاصابات الرئوية سالبة القشع فقد بلغت (1861) فيما بلغ عدد حالات التدرن خارج الرئة (3261) ، كما أوضح التقرير أن نتائج المعالجة لمجموعة المرضى المصابين بالتدرن الرئوي ومن خلال اجراء الفحوصات المختبرية بلغت نسبة نجاح المعالجة (89%).

طـارد الملاكات الطبية
مدير مركز الأمراض الصدرية والتنفسية  التخصصي الدكتور سامر عبد الستار أمين   التابع لدائرة الصحة العامة بيّن لـ(المدى) أن مرض التدرن والمعروف بـ(السل) طارد للملاكات الطبية والصحية كونه لا يرد بأي مردود مادي كبقية الاختصاصات الأخرى التي يمكن أن تسهم في دخل اضافي سواء في عيادته الخاصة أو في مستشفى أهلي. مشيراً إلى أنها من المشاكل التي يعاني الكادر العامل في مجال مكافحة هذا المرض اضافة الى ذلك لا توجد أة مخصصات مالية تحتسب سواء للطبيب او الكادر الآخر العامل معه.

أدوية لعـام واحـد
واضاف الدكتور امين: طالبنا من وزارة الصحة شمولهم بمخصصات اضافية تشجعية والحال نفسها في الطبابة العدلية لكن الى الآن لم تتم الموافقة، موضحا: أننا في الوقت الحاضر نعمل وفق الامكانيات المتاحة، مشيرا الى أن المشروع الوطني الذي يدعم من الصندوق العالمي أسهم بشكل فعّال في تنفيذ العديد من فقرات البرنامج الخاص بالمسوحات واكتشاف الحالات وتوفير الأدوية الخاصة بالمرض للخطين الأول والثاني.
وبشأن الأدوية واللقوحات أكد مدير مركز الأمراض الصدرية والتنفسية  التخصصي أن خزين الأدوية الخاصة بمرض التدرن متوفر لعام قادم فقط، داعيا: الى ضرورة توفير كميات أخرى من الادوية مع اهمية الاهتمام بالكوادر الصحية العاملة بهذا الاختصاص.  

مخاوف وصندوق تمويل
اما رئيس جمعية الامراض الصدرية  الدكتور ظافر هاشم سلمان فيقول لـ(المدى) إن هناك مخاوف كبيرة من انتشار المرض في بعض المحافظات غير المسيطر عليها والتي تشكل الثلث، لافتا: ليس لدينا أي تصوّر واضح وملموس عن الواقع الفعلي لمرض التدرن في المناطق المسيطر عليها من قبل المجاميع الإرهابية، مردفاً: إضافة الى نزوح الملايين من المواطنين الى مناطق واماكن ليس لفرق المتابعة الصحية أية معلومات عن واقع المرض.
واضاف الدكتور سلمان: بعض الحالات التى رُصِدَت آنذاك  انقطعت عن استلام العلاج ولأسباب عديدة بالرغم من المحاولات والتحركات التي تقوم بها الفرق الخاصة بمركز الامراض الصدرية، موضحا: أن العراق وبجهود خاصة تمكن من الفوز بمشروع تمويل من قبل الصندوق العالمي ليتكفل بتمويل المشروع لفترة محدودة. مشيداً: بدور منظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم المادي لعدد من المشاريع المشتركة وذات الاهتمام المشترك مع منظمات محلية لغرض إجراء المسوحات الخاصة بالكشف عن أكبر عدد ممكن من المصابين.

مستشفيات الصومال والعـراق
وأوضح الدكتور ظافر أن العراق يفتقر الى وجود مستشفى متخصص لمرض التدرن  أسسته الجمعية وقامت بتنفيذ مشروع مستشفى التويثة العام كملك أرض وبناء لكن الحكومة وضعت اليد عليها في السبعينيات من القرن الماضي. مؤكداً: ان المستشفى تعرَّض الى النهب والسرقة إبان أحداث نيسان 2003 ولم تسلم حتى الجدران!
منوِّهاً: أن الصومال يمتلك في كل محافظة مستشفى متخصصاً في مجال مكافحة التدرن وتشرف عليها جمعيات خيرية ونحن في العراق وبالرغم من وجود ميزانيات انفجارية لم تتمكن  وزارة الصحة من بناء مستشفى متخصص!

زيارة النازحين
وبشأن أحوال النازحين او متابعة ممن كان مصاباً منهم بالمرض قال رئيس جمعية الامراض الصدرية:  ان هناك فرقاً متخصصة مشتركة لمكافحة مرض التدرن  والمتكونة من دائرة الصحة العامة من خلال مركز الامراض الصدرية وجمعية مكافحة التدرن، مبينا: انها  تقوم باجراء الفحص على النازحين في المقرات الخاصة بهم والمتوزعة ما بين محافظة بغداد وأطرافها وبعض المحافظات الأخرى لترصد ان تكون هناك حالات مصابة بمرض التدرن.

مشاهير ماتـوا بالمرض!
وللمشاهير قصة وصراع طويل مع مرض السل، إذ توفى الملك الفرعوني توت عنخ آمون كذلك الممثلة البريطانية (فيفان لي) التي اشتهرت في فيلم (ذهب مع الريح) والكاتب البريطاني جورج أوريل وأيضاً زوجة الرئيس الأميركي روزفلت التي تسمى (ألينور روزفلت) والكاتب الروسي فاودور دوستوفسكي والكاتبة والشاعرة البريطانية ( إميلي برونتي ) والموسيقي وعازف البيانو البولندي فريدريك شوبان ولم يتمكن القادة الكبار من التخلص من هذا الوباء، إذ توفى القائد الثوري الفنزولي سيمون بلفار الذي عاش ما بين السنوات 1782- 1830م كما توفى جبران خليل جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين من عمره.
وقصة صراع الشاعر العراقي  بدر شاكر السياب معروفة مع هذا المرض ، كما توفى بسببه رئيس باكستان محمد إقبال خان وأسماء أخرى كثيرة، فيما نجا منه أودلف هتلر ونيلسون مانديلا وآخرون.

4400 شخص يومياً
تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية يبيِّن حصول تقدم كبير في محاربة السل خلال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة، إلا أن المرض لا يزال يحصد أرواح (4400) شخص يومياً لعجزهم عن الحصول على الرعاية الطبية .وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان: إن التقرير يظهر ان المعركة ضد مرض السل كان لها أثر هائل على صعيد إنقاذ الأرواح والشفاءات لافتة الى أن (هذا التقدم يُثير الارتياح لكن إذا أراد العالم إنهاء هذا الوباء يتعين عليه تعزيز الخدمات والاستثمار في البحوث وهي نقطة جوهرية.) وجرى بلوغ هدف الامم المتحدة القاضي بالسيطرة على مرض السل في 16 من أصل 22 بلداً تضم 80% من حالات الاصابة حول العالم.

أنواع المقاومة للعلاجات
وأوضح التقرير أن التصدي لمرض السل يستدعي سد الثغرات على صعيد التشخيص والعلاج اضافة الى التمويل غير الكافي، وتطوير ادوية ولقاحات وأدوات تشخيصية جديدة لمواصلة التقدم، ولفت التقرير أيضاً الى أن عدد الحالات الجديدة  سنة 2014، كان أعلى من المسجل في السنوات السابقة.
التقرير أشار الى ان المرض يودي بحياة 4400 شخص يومياً، وهو رقم غير مقبول في وقت نستطيع تشخيص اصابة جميع المرضى تقريبا وشفائهم وتسجل أكثرية حالات الاصابة بالسل في الصين والهند وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان. كذلك لم يتم تشخيص اكثر من ثلث الحالات (5،37 % ) في العالم او الابلاغ عنها للسلطات الصحية الوطنية سنة 2014 وفق منظمة الصحة العالمية. وتعود 3،3% من الاصابات الجديدة لأنواع شديدة المقاومة للعلاجات ضد السل، وهو مستوى ثابت في السنوات الاخيرة. وكان 400 الف من أصل 1،5 مليون شخص توفوا جراء السل سنة 2014، وتضم الصين والهند وروسيا اكبر أعداد من حالات الإصابة بمرض السل الشديد في العالم.

العراق خارج الـ 22دولة
مدير الوطني للبرامج الطبية في الهيئة الدولية البروفسور طارق الحسون، اشار إلى المؤتمر الاول الذي عقدته العيادة الاستشارية للأمراض الصدرية والتنفسية في الديوانية بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والبرنامج الوطني للسيطرة على مرض التدرن أن العراق خارج نطاق الـ22 دولة على مستوى العالم التي تعد الأكثر تعرضا لانتشار التدرن فيها، لكنه يحتل المرتبة الثامنة بين (22) دولة ينتشر فيها المرض بالشرق الأوسط، مبينا: أن نسبة الإصابة في العراق لا تزال تشكل نسبة عالية قياسا بدول الجوار، ويحتاج إلى دعم واهتمام جميع الجهات المعنية للحد من انتشار المرض في البلد.
وأضاف الحسون أن البرنامج الوطني يعمل على تدريب الكوادر العاملة في العيادات والمراكز الصحية المتخصصة بمعالجة مرضى التدرن في جميع المحافظات، مشيرا إلى أن التدريب بمستوى عالي العلمية يعتمد الأُسس والمبادئ المعتمدة في منظمة الصحة العالمية في التشخيص والسيطرة وعلاج مرضى التدرن.

برنامج الشراكة الوطنية
مكافحة مرض التدرن او ما يُعرف بالسل لم يقتصر على  مركز الامراض الصدرية فقط وجمعية مكافحة التدرن اذ بادرت منظمة الصحة العالمية الى فكرة تاسيس مجموعة من ممثلي الدوائر الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام الى اطلاق برنامج الشراكة الوطنية لتأخذ على عاتقها تنفيذ بعض برامج التوعية من خلال الوزارات والمنظمات كذلك دورها المهم في التأثير على الحكومات وأصحاب القرار لغرض المساهمة الجادة والفاعلة في القضاء على هذا المرض. الفكرة تبلورات في العديد من المنظمات ومنها منظمة عمار (البريطانية) ووزارات العمل والبيئة والدفاع وغيرها كالنقابات لكن هذا المشروع هو الآخر يسير ببطء بسبب بعض الإجراءات.

الأركيلة سبب رئيسي
من جهتها حذرت وزارة الصحة من مخاطر تدخين الأركيلة كونها أحد أسباب الإصابة بمرض التدرن، مبينة انها ستعمل على تطبيق قانون منع التدخين في المؤسسات الحكومية. وقال المتحدث الإعلامي باسم الوزارة أحمد الرديني بتصريح صحفي اطلعت عليه (المدى): ان الـ[SOL]  وهي مجموعة من الأمراض من ضمنها مرض التدرن ينتقل عن طريق تدخين الأركيلة لأنها تستخدم من قبل اكثر من شخص مضيفا: إن الأركيلة تُعــد مُضرّة أكثر من تدخين السكائر، لأنها تحتوي على كمية عالية من النيكوتين المسبب للسرطان لهذا نحذر الشباب العراقي من تدخين الأركيلة. مشيرا: الى ان وزارة الصحة ستعمل على تطبيق قانون منع التدخين في المؤسسات الحكومية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram