تزامنا مع بدء العد التنازلي لاستقبال العام الجديد ، انشغلت وسائل اعلام عربية ومحلية ومنها الفضائيات العراقية المستقلة، واخواتها التابعة لاحزاب مشاركة في الحكومة، واخرى ذات علاقة متينة بدول الجوار، باجراء استفتاء لاختيار شخصية العام . على الصعيد المحلي العراقيون ليس لديهم الاستعداد للإدلاء باصواتهم لصالح شخصية سياسية معينة ، لانهم فقدوا ثقتهم بكل النخب السياسية ، معظمهم لايرغب في ممارسة لعبة الاستفتاء .
احد المواقع الالكترونية طرح اسماء شخصيات معروفة طلب من الجمهور التصويت لصالح شخصية قدمت خدمات كبيرة خلال العام الجاري ، وفضائية اعلنت انها ستبث برنامجا بمشاركة الخبراء والمحللين السياسيين للحديث عن دور شخصية العام في مقاومة الامبريالية والصهيونية ، وبعد ذلك سيتناول الحاضرون دور الشخصية في القضاء على تنظيم داعش ورفع راية الله اكبر في المناطق المحررة ، في يوم اعلان شخصية العام ستدعو الفضائية العراقيين كافة الى تنظيم تظاهرات للتعبير عن فرحهم باختيار رمزهم الوطني تنطلق في وقت واحد بجميع المحافظات.
في دول العالم تقوم جهات مستقلة تعتمد معايير ثابتة في اجراء الاستفتاءات ، لاختيار الافضل في مجالات ثقافية وفنية ، اما اختيار الشخصية السياسية الافضل ، فيكون عبر الاستعانة باراء مختصين ، على الرغم من ذلك تبرز الاعتراضات ، لان الشخصية المختارة لا تستحق اللقب، في العراق الامر يختلف ، الجهة المسؤولة عن اجراء الاستفتاء لديها قناعة بان امين عام الحزب او الممول المالي هو الوحيد بين المئات يستحق شرف حمل اللقب .
زيارة واحدة للمواقع الالكترونية صاحبة فكرة اجراء الاستفتاء ، تعطي اشارة واضحة الى انها منحت الجمهور حق الاختيار من بين مجموعة اشخاص على قاعدة ايهما افضل الحيّة ام البطنج ،من الطبيعي جدا ان يقع الاختيار لصالح البطنج بوصفه العدو اللدود للأفاعي ، فضلا عن فاعليته المعروفة ، وسمعته لدى الاوساط الشعبية لقدرته على طرد الغازات ، على وفق هذه المعادلة لقياس الافضلية ،حققت المواقع الالكترونية اهداف الاستفتاء .
اختيار شخصية العام السياسية في العراق سيثير اعتراض الكثيرين لاعتبارات طائفية ومذهبية ربما تصل الى اندلاع ازمة جديدة، لاسيما ان التعامل مع البطنج يعود الى عصورتاريخية قديمة لم يكن سببا في نشوب نزاعات مسلحة ، اهميته ترتبط بوجوده في كل البيوت لأبعاد خطر الافاعي، فكل جهة ترغب ان يكون البطنج واحدا من منجزاتها الثورية في المرحلة الراهنة.
في عام 2005 تبنى موقع الكتروني يديره شخص مقيم حاليا في العاصمة البريطانية اجراء استفتاء لاختيار شخصية ذلك العام ، طرح الموقع اسماء الكثير من السياسيين العراقيين ولكنه فشل في اختيار شخصية ذلك العام، لأنه جعل الجمهور في حيرة من امرهم حين وقعوا ضحية ثنائية الحية والبطنج .
استفتاء الحيّة والبطنج
[post-views]
نشر في: 21 ديسمبر, 2015: 09:01 م