تتكرر صور الموت رُغم اختلافها ، إلا انها تستمر ببث مشاعر الفراق والخوف في الوطن . وبدل أن نقف مكتوفي الأيدي بانتظار منيتنا بدأنا نخلق من الموت إبداعاً . وأحد المشاهد التي خلقها الإبداع العراقي من خاصرة الموت هو الفيلم العراقي " re موت " للمخرج عمر ال
تتكرر صور الموت رُغم اختلافها ، إلا انها تستمر ببث مشاعر الفراق والخوف في الوطن . وبدل أن نقف مكتوفي الأيدي بانتظار منيتنا بدأنا نخلق من الموت إبداعاً . وأحد المشاهد التي خلقها الإبداع العراقي من خاصرة الموت هو الفيلم العراقي " re موت " للمخرج عمر السراي والذي تم عرضه مساء السبت الماضي في مبنى مؤسسة برج بابل . وقد حضر الفيلم عدد كبير من الفنانين والمخرجين والمثقفين العراقيين .
ذكر مُخرج الفيلم عمر السراي ان " الفيلم هو محاولة لإنجاز عمل ٍ فني بعيد عن الضجيج الذي لا يحقق إلا مكاسب فردية لبعض العاملين في المجالات الفنية , لذلك كان الهدف الأساس هو هدف ٌ تربوي و تعليمي , فقد لمحت ُ رغبة ً لدى مجموعة من الطالبات والطلبة في الاطلاع على الكيفية التي تدار من خلالها الأفلام , فتصديت مع مجموعة من الزملاء لهذا العمل , وكانت المراحل مترابطة , بدءا من الفكرة وكتابة السيناريو وصولا إلى إنجاز الفيلم . "
وبين السراي قائلاً " فكرة الفيلم تبتدئ من العنوان الذي ينحت ُ بين المقطع ( re ) الذي يمثل إعادة الأشياء , و المقطع العربي ( موت ) للوصول إلى فكرة إعادة إنتاج الموت الذي ينتشر في العراق , لذلك ينقسم العمل بين ثلاث شخصيات محورية تمثل أقطاب الوطن , فضلا عن شخصية الراوي أو الكاتب الذي يتكلم نيابة عن الأفكار , التي تجري داخل الفيلم . "
وأشار قائلاً "الفيلم يعتمد المنحى الرمزي الذي يلمح ولا يصرح بالأفكار , كما يعتمد البعد التجريبي في إدارة اللقطات و المونتاج , كما أن لإسهام الموسيقى بتأليفها من قبل فنان مميز مثل كمال حسن , والتصوير من قبل أحمد الفكيكي وهو ينتشر بإبداعه فضلا عن المونتاج الذي لعب دورا كبيرا في الإضافة للفيلم , كما تم الاعتماد على ممثلين من الطلبة دون الاعتماد على نجومية المشاركين , وهو ما منح الفيلم بعداً تعليميا أيضا."
من جانبه ، قال أحد أبطال العمل الفنان ماهر كاظم قائلاً : "الفيلم يتحدث عن واقعية الموت في العراق ولهُ جانبان الإيجابي والسلبي ، حيث أُمثل أنا الجانب السلبي من الفيلم ، ويتم استعراض الفيلم بشكل " الفلاش باك."
وبيّن كاظم "ان الفكرة بدأت من خلال طلاب الفنون الجميلة ، وتم اختيار اسم الفيلم من خلال المخرج عمر السراي وهو من عمل على السيناريو والإخراج ، وقد شاركت في التمثيل بالفيلم ولم تكن تلك مشاركتي الأولى فقد عملت سابقاً عدة أفلام منها " ظل وضوء ، الخط الفاصل ، الهوية، وآخرها reموت ."
كما بين المونتير علي هاشم ان "فكرة الفيلم مذهلة ولم يتطرق لها أحد مسبقاً في العراق ، وفور ما عُرض العمل عليّ وافقت دون تردد ، ونتيجة إلى إن السينارست عمر السراي شاعر بالأساس فقد تميّز العمل بأمر آخر وهو رمزية العمل التي عملنا على الحفاظ عليها لنُعطي مساحة أكثر للمشاهد للتفكر بأبعاد الفيلم ."وأكد هاشم قائلاً : "مع شديد الأسف السينما في العراق قائمة بجهد فردي ، ولا يوجد أي دعم يذكر من قبل الحكومة بالرغم من الإنجازات التي حققها الشباب في هذا المجال إلا ان كل ما يُمكن قوله إن بعض الافراد يسعون للقيام بسينما رصينة ."