TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الأنبار .. طائرة مختطفة

الأنبار .. طائرة مختطفة

نشر في: 23 ديسمبر, 2015: 09:01 م

الطريقة التي دخل بها الدواعش الى الموصل والرمادي وتكريت لم تكن احتلالا بمعناه التقليدي بل انها اختطاف كما يحدث للطائرات. هاكم الأنبار وانظروا لأهلها اليوم. هل هناك فرق بينهم وبين ركاب تعرضت طائرتهم للخطف من قبل عصابة قليلة العدد؟ المخطوفون بلا حول او قوة. من يحاول تحريرهم كما الذي يمشي على بيض. تذكروا انه ما من طائرة اختطفت الا وكان العيب في الناطور. لو لم يكن الناطور ملتهيا بصبغ شعره وتنويع عدد بدلاته وبهذيانه اليومي وعنجهيته الفارغة، لما تمكن الخاطفون من تحقيق أهدافهم بزمن قياسي. من يضع اللوم على الركاب اما بلا ضمير او معتوه. ومن ينادي بحرق الطائرة ومن فيها فاشيّ لا يقل خسّة عن الخاطفين.
استغرب من بعض الذين يسمون أنفسهم محللين وخبراء عسكريين ويمثلون مراكز للبحوث، انهم يعيبون على قواتنا تأخرها في تخليص الانبار من يد الدواعش وكأنها "عركة عشاير تنتهي بفنجان وتفض"، بحسب مطربنا الشعبي وحيّد الأسود. هذا الوقت الطويل لا يؤشر خللا في قدرات جيشنا ومتطوعينا. ولا هو دليل على قوة داعش. إنه يكشف عن حس انساني عند القادة العسكريين الذي ورثوا بلوى غباء الذين سبقوهم.
على من يرى نفسه فهيّم عصره ان يفهم نفسية الخاطف والمخطوف قبل ان يتفلسف. من يخطف طائرة او مدينة قطعا لا وجود لخلية واحدة من خلايا الرحمة او الشجاعة او النبل في جسده او ضميره. تظل عين المخطوف على القادم لتحريره. يأمل منه الرحمة وعدم التسرع مع وجود سيف الخاطف يحوم حول رقبته. انا على يقين من ان القائد العام للقوات المسلحة لو كان فاشيّا مثل الذين سبقوه لحرر الرمادي بأسبوع ليتسلمها محترقة هي والتي فيها.
ذات يوم لندني ضاع مني مفتاح البيت الذي اسكنه. اتيت بمختص لفتح الباب. استغرقت عملية الفتح ثلاث ساعات متواصلة. قلت له مازحا ان اللص يفتحه بثوان. رد علي: نعم، لأنه يكسره اما انا فأفتحه. هكذا هو جيشنا البطل الذي قصد الانبار لا ليكسر أهلها بل ليفك رقابهم من ايدي السفاحين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    صحيح مايقوله الاستاد هاشم العقابى حول تشبيه الاحتلال الداعشى لموصل وتكريت والرمادى ولكن كان هناك عراقيون واكثرهم من البعثيين الدين اصبحوا ادلاء خيانه وجواسيس للداعش-----وكان هناك ايضا سياسيون عراقيون الدين فتحوا الطريق لداعش ومنهم قادة عسكريون الدين انسحب

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram