اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العبيدي يقاتل في الصين

العبيدي يقاتل في الصين

نشر في: 23 ديسمبر, 2015: 09:01 م

كان ذلك قبل خمسين عاما  ، في مثل هذا الشتاء لي " كوان يو " يقف وسط قبة البرلمان السنغافوري ليعلن انهم لايستطيعون تسديد الرواتب  لموظفي الدولة  ، ثم يخرج ملفا  يضم تصوره لبناء دولة  قوية شعارها " بناء مجتمع عادل وليس مجتمع رعاية اجتماعية "  كان الناتج  السنوي  أقل من مليار دولار ، ويوم ودع لي كوان الحياة قبل أقل من عام  ، كانت الارقام التي نشرتها الايكونومست عن مؤشر جودة الحياة ،على النحو التالي :"  حصلت سنغافورة على الدرجة الأولى في آسيا والمرتبة  الخامسة على مستوى العالم ،   وتمتلك ثامن  أعلى احتياطي في العالم "
سيقول البعض يارجل مالك تقلب بدفاتر الماضي ، ولا تريد ان  تلاحق المثير  وتلقي الضوء على الحاضر  ،  ياسادة الحاضر في العراق يخبرنا أصحابه إننا على وشك إعلان إفلاسنا ، وان  لا وظائف هناك حتى عام 2020  ، وإننا نقف على ابواب العالم  نقول " حسنة لله  يامحسنين "  ، كل يوم تهرّب أموال البلد لكن  القضاء يقف منها (محلك سر) ، لماذا لاننا نريد ان نستبدل قاعات المحاكم  ، بدواوين القبائل مثلما حدث في قضية النائب كاظم ةالصيادي ،  هل تريدون ان أروي عليكم آخر خبر مثير ، وزير الدفاع يعد حقائبه ويسافر الى بكين  ، فيما قوات الجيش تقود واحدة من أهم معارك تحرير الانبار من عصابات داعش ، بماذا يذكركم هذا الخبر ، بعالم المرحوم غابريل ماركيز الذي  اكتظ ماركيز بالجنرالات  الوهميين ،حيث مزج صاحب مائة عام من العزلة  ، السخرية بالغرابة . وكان من الأكثر عرضة للسخرية في رواياته  الفاشلون ممن يتوهمون صباح كل يوم ، ان الناس لاتستطيع العيش دون ان تهتف لهم في الساحات .
حين تكتب الفايننشل تايمز على صفحتها الاولى عام 1965 أن " هناك تنبؤاً بان سنغافورة لن تبقى على قيد الحياة أكثر من ثلاث سنوات ، ولايوجد في الموقف الحالي ما يوحي بانها قادرة على البقاء الى يوم غد " يرد لي كوان وبنفس الصحيفة :  " ان البلدان تموت حين تفقد القدرة على توفير الحياة الكريمة لمواطنيها ، وبما اننا قررنا ان نعيش أحرارا فلن تختفي سنغافورة من الخارطة "  وعندما يتلقى دعوة لزيارة اليابان  يعتذر  ويعلل الامر بانه بحاجة الى كل دقيقة يقضيها في شوارع سنغافورة ليعرف ماذا يريد الناس ، وكيف يمكن التخلص من الماضي الأسود ،  ويقول لمراسل الواشنطن بوست : " المناضلون الذين تناوبوا على حكم بلداننا تحولوا الى نهابين  وانحدرت المجتمعات بفضلهم الى التخلف ، ولهذا عندما أقسمت اليمين طلبت من جميع أعضاء الحكومة ان يرتدوا قمصانا بيض وبناطيل بيضاء لنرمز الى النقاء والأمانة في سلوكنا الشخصي "
كل مسؤول عراقي فاشل  محاط برجال ومصالح، همهم الوحيد أن ينهبوا ما تبقى من قوت الناس  ، لكي يجعلوا منا دولة تستجدي مئة مليون دولار من سنغافورة .. هذا ليس وهما انه اخر اخبار طرقنا لابواب الشحاذة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. د عادل على

    نحن العراقيين لم نحرر انفسنا بايادى عراقيه بل قوات اجنبيه جاءت الى بلادنا ليس لقلب النظام البعثى الدى هو جنين بلاد الجيش الدى حررنا كتاثير جانبى لعمليات جدب القاعدة الى بلادنا لينتحروا فى العراق وليس فى امريكا---القصف الجوى دمر البنيه التحتيه تماما وكدلك

  2. ابو سجاد

    ياسيدي الفاضل في عراقنا اليوم كل شيْ انهار البنى التحتية والاقتصاد والسياسة والامن وحتى الاخلاق والعلاقات الاجتماعية والمشكلة فينا نحن الشعب ننظر باعيننا دون فعل شيْ سوى رفع شعارات والهتاف باعلى الاصوات للمطالبة بالاصلاحات من لااصلاح له ولاشرف سوى الدونية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

 علي حسين مرت قبل أيام الذكرى السابعة والعشرين لرحيل شاعر العراق الأكبر محمد مهدي الجواهري، الرمز الوطني الذي أرخ للبلاد وأحداثها فكان هو العراق لساناً ودماً وكياناً.. صاحب يوم الشهيد وآمنت بالحسين وقلبي...
علي حسين

قناديل: عالَمٌ من غير أحزاب

 لطفية الدليمي ما يحصلُ بين الحزبين العتيديْن في الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الامريكية 2024 أمرٌ أبعد من فنتازيا جامحة. هل كنّا نتوقّعُ قبل عقدين مثلاً أن يخاطب رئيسٌ أمريكي رئيساً امريكياً سابقاً...
لطفية الدليمي

قناطر: العراقيون لا يتظاهرون!!

طالب عبد العزيز أمرٌ غريبٌ جداً، هو خلو شوارع البلدان العربية كالعراق وسوريا ومصر وليبيا وغيرها من التظاهرات المنددة بما يجري في غزة ولبنان والمنطقة بعامة، من انتهاكات، وتجاوزات، صهيونية وأمريكية، فيما شوارع العالم...
طالب عبد العزيز

تعديل قانون الأحوال الشخصية.. من منظور سيكولوجي

د. قاسم حسين صالح تذكير(في 23 تشرين الثاني 2013 انجز وزير العدل السيد حسن الشمري مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي جاء امتثالاً لمرجعه السياسي والفقهي السيد اليعقوبي المحترم، مع ان المسؤولية تفرض عليه...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram