استمعت قبل فترة إلى عمل موسيقي جميل أثار انتباهي لأصالته وتميزه، فبحثت في الانترنت عن مؤلفه النمساوي رومانوس فايخلاين (1652 – 1706) لكني لم أعثر سوى على تعريفات قصيرة به. هذا يدل على مدى النسيان الذي طال هذا المؤلف الموسيقي اللامع.ولد أندرياس ف

استمعت قبل فترة إلى عمل موسيقي جميل أثار انتباهي لأصالته وتميزه، فبحثت في الانترنت عن مؤلفه النمساوي رومانوس فايخلاين (1652 – 1706) لكني لم أعثر سوى على تعريفات قصيرة به. هذا يدل على مدى النسيان الذي طال هذا المؤلف الموسيقي اللامع.
ولد أندرياس فرانس فايخلاين في مدينة لينتس النمساوية عاصمة منطقة النمسا العليا الواقعة على الدانوب، وأخذ دروسه الأولى في الموسيقى عن أبيه، ودرس كذلك عند موسيقيين مثل أنتون سيدلر وبنيامين لودفيغ رامهاوفسكي وهو عازف اورغن من براغ عمل في لينتس وتزوج من اخت فايخلاين. دخل دير الرهبنة البندكتية العريق في مدينة لينتس سنة 1671 حيث اتخذ اسم الأخ رومانوس جريا على العادة المتبعة. لكنه انتقل لدراسة اللاهوت والفلسفة والموسيقى في مدينة زالتسبورغ في نهاية نفس العام، وهناك تعلم على أرجح الاحتمالات عند عازف الكمان والمؤلف الشهير هاينريش إغناتس فرانس فون بيبر (1644 - 1704)، حصل على الدكتوراه في 1678. عمل لاحقا في دير الرهبنة البندكتية في كلاوزن في تيرول الجنوبية (كيوسا في إيطاليا الآن) مديرا للموسيقى بمرتبة كبير المؤلفين الموسيقيين. من هناك انتقل للعمل الى منطقة بورغونديا في شرق النمسا سنة 1705 حيث توفي في العام التالي بالطاعون.
كتب فايخلاين لمختلف الأديرة في تيرول عددا من مجاميع السوناتات فقد البعض منها، بقيت منها مجموعة من السوناتات لعدد من الأدوات طبعت في 1695 وتوجد منها نسخة في المكتبة الوطنية الفرنسية. وهذه المجموعة سجلتها فرقة موسيقى الفنون القديمة النمساوية، وهو التسجيل الذي أثار اهتمامي. بقي من أعماله كذلك عدد من القداسات وسوناتا للكمان وبعض الأعمال الاخرى.
اسلوبه الموسيقي متميز وخاص لكنه يقرب من اسلوب مجايليه ومعاصريه الموسيقيين النمساويين فون بيبر ويوهان هاينريش شملتسر (1620 – 1680) والألماني جورج موفات (1653 -1704)، وجميعهم تمتعوا بشهرة فاقت شهرة فايخلاين بكثير.