TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > قاسم السبتي وحروفه المخبوءة

قاسم السبتي وحروفه المخبوءة

نشر في: 26 ديسمبر, 2015: 12:01 ص

    أقام الفنان التشكيلي قاسم السبتي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري معرضه الشخصي الحادي عشر على  جاليري الأورفلي في عمان تحت عنوان "حروف مخبوءه."يشكل هذا المعرض في موضوعاته وهواجسه امتداداً لمعارضه السابقة التي أقامها تباعاً ف

    أقام الفنان التشكيلي قاسم السبتي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري معرضه الشخصي الحادي عشر على  جاليري الأورفلي في عمان تحت عنوان "حروف مخبوءه."

يشكل هذا المعرض في موضوعاته وهواجسه امتداداً لمعارضه السابقة التي أقامها تباعاً في كل من باريس عام 2003 ، طوكيو عام 2007،كيوتو عام 2007، نويويورك عام 2009 .
ويقول السبتي عن معرضه هذا : "حروف مخبوءه" أعوام عشرة وانا أحاول أن أحصل على ماتبقى من متاهات الخرائط التي رسمها الدمار وأتى على ماتبقى من مكتبات مدينتنا المنكوبة (بغداد) !! ما السبيل للتخلص من ثمالة تجربة باتت لا تستفز هدأة ذاكرة متخمه بالتجريب! وما ذنب أصابعي التي أدمنت الإمساك بتلابيب الكتب المحترقة...لقد بات هاجسي اليوم التملص من ظلالها العتيقة! ولكن من أين أبتدئ المشوار وكل ما يحيطني بها يحيلني ثانية الى عوالمها الموغلة بالشجن!"
أي ألم هذا الذي كابده قاسم السبيتي وهو يرى بعينيه حرق أربعة مكتبات عامرة بكتب الفن، والتراث والأدب في محيط مساحة لايتجاوز كيلومتراً واحداً بعد دخول القوات الأمريكية بغداد عام 2003 ؟ وهو اليوم يقف شاهدا ودليله هذا الخراب وهذه الفوضى والنار التي تأكل تلابيب مجلدات ولم تبقِ منها سوى بعض العناوين والتي أحالها عبر تقنية الكولاج الى لوحات مدهشة.
لقد أبدع السبتي بمزج تقنيات الكولاج، والطباعة والرسم  على قماش وجنفاص وكارتون اللوحة بمهارة، مختزلاً المشهد الدرامي لتاريخ الحرق والسلب عبر مشهد بصري مؤثر ومعبر بصدق، وهو القائل:
 "فخرا بأنني قد فجرت على طريقتي الخاصة تجاربي السابقة وبدأت ارسم اعمالي على ما خلفته الحرب فوق كتب كانت تتداولها الأيدي بشغف ومحبة فحين وجدت آلاف الكتب قد احرقتها اصابع اللصوص لامبالية، تفجرت في داخلي رغبة مستبدة في الصراخ والرفض لما جرى من حرق وتدمير لمكاتبنا ومتاحفنا وحيث اوغلت في البحث تفتق ذهني عن تجربة فنية جديدة لم يتطرق اليها احد من قبل وصارت اغلفة الكتب المحروقة ساحتي التي ألعب فيها" في هذا المعرض يبدو أن مجال حركة الفرشاة معدوم، وسطح اللوحة خشن تعبيرا لنكد الحياة وقتامتها، وألوانه تتسم بأحادية تلتهب باللون الأحمر، أو الأصفر ، أو الفستقي، يتناغم التجريد عبر تآكل الكارتون، وتآليل الجنفاص، وتداعي الحروف.أما لون الصدأ فيطغى على قامة اللوحه شاهداً على تهشم الحياة وجنون الفجيعة.
قاسم يغوينا بالمواجهة وهو الشاهد على جريمة العصر، حين يتركنا أمام تمزق الأغلفة وثقل انطفاء الحروف والجمل.أية فجيعة تلك التي حلت بمكتبة اكاديمية الفنون الجميلة وتبعتها مكتبات أخرى ليتختتم المشهد الدرامي بقتل الثقافة والأبداع بنهب المتحف العراقي!!!
شكرا للسبتي على نافذةٍ فتحها لنا ونحنُ القادمين الى عمان من مجزرةٍ أخرى لغابات القصب والبردي وعذابات الجفاف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. باسل الكبيسي

    الاخ العزيز فاسم ارجو الاتصال بي انا في عمان 00962788000038

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram