اعتقد أن من بين أجمل أنباء الانتصارات العراقية في الرمادي هروب عراقيي داعش. الأخبار تقول انه لم يبق سوى الأجانب يقاتلون. اما العراقيون فقد فرّوا. خبر أكثر وضوحا يقول ان "تنظيم داعش اقدم على إعدام 50 عنصرا من أبناء الرمادي التابعين له وذلك بعد مخالفتهم ارتداء الأحزمة الناسفة". طبيعي، لأنها صارت صدك. في الحقيقة انها ظاهرة مهمة تستحق التحليل بموضوعية. نحتاج الى جواب ليس عنجهياً او مزاجياً، في أقل التقديرات عن: لماذا يهرب العراقي ولا يفعلها الأجنبي؟
لست عسكريا لأعطي جواباً جازماً. لكني من خلال دراستي في مجال الحرب النفسية أعرف ان الهروب من ساحة المعركة، أية معركة، ليس وليد اللحظة. انه يحتاج استعداداً نفسياً مسبقاً للقيام به. وهذا الاستعداد له سببان أوليّان: أما عدم قناعة المحارب بحربه أو انه أُجبر على خوضها رغما عنه. هنا ينبثق السؤال المهم: من يا ترى أجبر ابن الرمادي على دخول حرب مع جماعة لا يؤمن بها بحيث انه يتركها لو وصل الامر الى التضحية بحياته؟ ولماذا لا يفعلها الأجنبي؟ هل ان العراقي جبان والاجنبي شجاع؟ لا أظن ذلك وأشك فيه. الذي أراه برأيي ان الأجنبي مؤمن بوطء السبايا والحور العين اللواتي ينتظرنه بالآلاف لذا يستعجل نفسه بتفجيرها. اما العراقي، فلا اظنه قاتل او حارب من اجل ذلك مطلقا.
نقل لي عراقي محطّ ثقة ان ابن عمه وقع أسيرا بيد داعش في الموصل وتم إطلاق سراحه بعد 6 أشهر. يقول العراقي ان ابن عمه لاحظ أنه طيلة فترة سجنه لم يشاهد عراقياً داعشياً واحداً صلى ولو فرضاً واحداً؟ سألته سؤالاً مباشراً: هل من تفسير لدى قريبك لتلك الحالة؟ اجابني بأن ابن عمه سأل احدهم فرد عليه: شجابرك على المرّ غير الأمرّ منه؟
المرّ اذن هو داعش. لكن ما هو هذا الأمرّ منه؟ هنا سر البلاء. وهنا حتى الذي فينا يعرف الجواب لا يستطيع البوح به. ليش؟ لأن "الربع" سيبلونه على عمره!
شجابرك على المرّ؟
نشر في: 25 ديسمبر, 2015: 09:01 م
يحدث الآن
الإطاحة بأربعة دواعش بينهم الوالي الشرعي لقاطع سليمان بيك في صلاح الدين
حماس: عملية الدهس رد طبيعي على جرائم الاحتلال والمقاومة مستمرة حتى زواله
طهران: لم نحسم بعد مكان الجولة الثانية من المفاوضات مع واشنطن
العراق يواجه كوريا والأردن في حزيران ضمن تصفيات المونديال
أسعار صرف الدولار تنخفض بمقدار 250 ديناراً بالأسواق العراقية
الأكثر قراءة
الرأي

التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين: تحديات القرن الواحد والعشرين
محمد علي الحيدري التنافس بين الولايات المتحدة والصين أصبح في السنوات الأخيرة أحد أبرز القضايا التي تحدد ملامح السياسة العالمية، حيث يشتد في المجالات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية بشكل يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل...