TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شجابرك على المرّ؟

شجابرك على المرّ؟

نشر في: 25 ديسمبر, 2015: 09:01 م

اعتقد أن من بين أجمل أنباء الانتصارات العراقية في الرمادي هروب عراقيي داعش. الأخبار تقول انه لم يبق سوى الأجانب يقاتلون. اما العراقيون فقد فرّوا. خبر أكثر وضوحا يقول ان "تنظيم داعش اقدم على إعدام 50 عنصرا من أبناء الرمادي التابعين له وذلك بعد مخالفتهم ارتداء الأحزمة الناسفة". طبيعي، لأنها صارت صدك. في الحقيقة انها ظاهرة مهمة تستحق التحليل بموضوعية. نحتاج الى جواب ليس عنجهياً او مزاجياً، في أقل التقديرات عن: لماذا يهرب العراقي ولا يفعلها الأجنبي؟
لست عسكريا لأعطي جواباً جازماً. لكني من خلال دراستي في مجال الحرب النفسية أعرف ان الهروب من ساحة المعركة، أية معركة، ليس وليد اللحظة. انه يحتاج استعداداً نفسياً مسبقاً للقيام به. وهذا الاستعداد له سببان أوليّان: أما عدم قناعة المحارب بحربه أو انه أُجبر على خوضها رغما عنه. هنا ينبثق السؤال المهم: من يا ترى أجبر ابن الرمادي على دخول حرب مع جماعة لا يؤمن بها بحيث انه يتركها لو وصل الامر الى التضحية بحياته؟ ولماذا لا يفعلها الأجنبي؟  هل ان العراقي جبان والاجنبي شجاع؟ لا أظن ذلك وأشك فيه. الذي أراه برأيي ان الأجنبي مؤمن بوطء السبايا والحور العين اللواتي ينتظرنه بالآلاف لذا يستعجل نفسه بتفجيرها. اما العراقي، فلا اظنه قاتل او حارب من اجل ذلك مطلقا.
نقل لي عراقي محطّ ثقة ان ابن عمه وقع أسيرا بيد داعش في الموصل وتم إطلاق سراحه بعد 6 أشهر. يقول العراقي ان ابن عمه لاحظ أنه طيلة فترة سجنه لم يشاهد عراقياً داعشياً واحداً صلى ولو فرضاً واحداً؟ سألته سؤالاً مباشراً: هل من تفسير لدى قريبك لتلك الحالة؟ اجابني بأن ابن عمه سأل احدهم فرد عليه: شجابرك على المرّ غير الأمرّ منه؟
المرّ اذن هو داعش. لكن ما هو هذا الأمرّ منه؟ هنا سر البلاء. وهنا حتى الذي فينا يعرف الجواب لا يستطيع البوح به. ليش؟ لأن "الربع" سيبلونه على عمره!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram