كل ما يأتي من جديد يحمل معه متناقضاته مثلما يحمل معه اختلافات التأييد والتعارض سواء عبر المفهوم الاجتماعي او الثقافي او حتى الديني.. وهو ما ينطبق على شبكة التواصل الاجتماعي الذي حاول الكاتب (فرقد عز الدين) تناوله كعالم افتراضي له اشكاليات عددية وامتد
كل ما يأتي من جديد يحمل معه متناقضاته مثلما يحمل معه اختلافات التأييد والتعارض سواء عبر المفهوم الاجتماعي او الثقافي او حتى الديني.. وهو ما ينطبق على شبكة التواصل الاجتماعي الذي حاول الكاتب (فرقد عز الدين) تناوله كعالم افتراضي له اشكاليات عددية وامتدادات ثقافية قد تكون مختلفة من مجتمع الى اخر بعد ان اضحى هذا العالم طاغيا في كل انحاء العالم.
الأمسية التي اقامها نادي الكتاب وحملت عنوان (العالم الافتراضي .اشكاليات وامتدادات ثقافية ) قدم لها القاص فراس عبد الحسين قال في مقدمتها ان اشكاليات هذا العالم الافتراضي عديدة وكما يعلم الجميع ان التكنلوجيا سلاح ذو حدين ، فبالرغم من اختصار الوقت والجهد والمال وتأسيس حكومات اليكترونية كاملة وتحويل هذا العالم لقرية صغيرة، لكن عبد الحسين يفترض بوجود مساوئ متعددة وهذه المساوئ هي ليست من ذنب هذه الطفرات العلمية الراقية التي جعلت لنا الحياة افضل بكثير من السابق .
الكاتب فرقد عز الدين بدأ محاضرته عن تاريخية العالم الافتراضي عادا كل ما هو معلب افتراضي وكل ما هو مخيل افتراضي حتى ان الحيرة الذهنية تأتي حين يختل ميزان العقل في ما لا نتوقعه هنا بدء الافتراض.. ويضيف ان المعرفة العلمية تبدأ بالافتراض متوصلا الى أن حل المسألة اذا كان الافتراض مقوله نتقبلها على علاتها تختزل الزمان والمكان. تاريخ العلم الافتراضي قديم وهذا ما نلمسه في الفن المسرحي الذي كان يمارس في المعابد والاديرة بمحاكات الخيال والتطهير الروحي.
الامسية شهدت العديد من المداخلات المهمة بدأها الناقد الدكتور علي حسين يوسف بقوله ان الجدير بالذكر أن وسائل الإتصال المعاصرة خلقت مناخات ثقافية جديدة وغير مطروقة سابقا جعلت المعلومة مشاعة بيد الجميع فلم تعد هناك مرجعيات ولا تخصص ولا شيء مظنون به كما كان يعبر عنه قديما وباستطاعة اي متصفح أن يعطي ويأخذ بالقدر نفسه ، وبذلك فإن معطيات الثقافة لم تعد حكرا على ذوي الاختصاص.
فيما قال الدكتور علاء مشذوب ان هناك خلطا كبيرا لدى المحاضر فيما يخص عالم الافتراض ، والصحيح فضاء الافتراض.. ولفت الى ان المحاضر لم يميز بين الافتراض والفرض والغيب ، فالافتراض هو فضاء خاص بالآداب والفنون والإعلام ، وليست له علاقة بالفرض ، كونه مختص في عالم السياسة والاقتصاد، إذ ان بعض الدول تعمد الى برنامج يقوم على مجموعة فرضيات تحدد على أساسها سياسة قيادة البلد والمنحى الاقتصادي الذي تذهب به لرفاه المجتمع .
فيما عد الاديب علي لفته سعيد ان كل ما حولنا هو افتراض بدءا من السماء وما يجاورها من افكار ومعلومات مثلما عد المخيلة الادبية هي نتاج افتراض وان كان مستلا من الواقع.. عادا ان هذا العالم له تأثير ثقافي كبير على المهتمين بالشأن الثقافي وزيادة عدد الذين يتعاطون معه في كل انحاء العالم اضافة انه عالم يقرب العلاقات ويحصنها وعلى العكس مما يقوله البعض انها تحجم هذه العلاقات لان مثل هذا القول ينطلق من قبلية اجتماعية تحاول الاستناد على كل ما له عادات وتقاليد وحتى تأثير ديني.
الدكتور سليم جوهر قال ان المحاضر أصر على تسميته الواقع اﻻفتراضي ولم يبذل جهدا في تفسير هذا اﻻرتباط بين مفهومي الواقع من جهة واﻻفتراض من جهة اخرى وقد اصر على عدم واقعية هذا الواقع واضاف ان هذه الوسيلة هي لغة جديدة ووسيلة لتفاعل ثقافي حيث ستغير طبيعة التفكير والتعامل مع الأشياء فبدل ان نحفظ معلومات كثيرة وأرقاما عديدة جعلتنا هذه الوسائل نستغني عن ذلك وجعلتني اتواصل مع الكثيرين وبانتقائية عالية.
الباحث خليل الشافعي قال ان هناك عوالم افتراضية عديدة وهذا العالم يبدا عند المدينة الفاضلة وكذلك المرحلة الشيوعية حتى ان المخيلات عدها الشافعي والتأملات لدى الانسان هي عالم افتراضي تتناسب مع ثقافة المجتمع.. ويشير الى ان التأملات عند الفرد هي عالم افتراضي يسعى الى تحقيقها.. منوها الى ان هناك ضيقا في المخيلة تسعى الثقافة الى انه تجعله افتراضيا مثلما هناك فجوة بين الوعي بسبب التدهور الاجتماعي السائد رغم انه يوجد اختلاف.