تمثل مجلة "ذوات" المغربية تحدياً فكرياً ملحوظاً وسط غابة المواقع الثقافية الإعلامية العربية، داخل المغرب وخارجه، من خلال اعتماد سياسة ثقافية تراهن على المختلف والاختلاف، باعتماد الكتابة الرصينة عن موضاعات فكرية وثقافية وسياسية ساخنة، حيث العنوانات ال
تمثل مجلة "ذوات" المغربية تحدياً فكرياً ملحوظاً وسط غابة المواقع الثقافية الإعلامية العربية، داخل المغرب وخارجه، من خلال اعتماد سياسة ثقافية تراهن على المختلف والاختلاف، باعتماد الكتابة الرصينة عن موضاعات فكرية وثقافية وسياسية ساخنة، حيث العنوانات الأكثر حضوراً في الشارع العربي، أو الأكثر إخلاصاً في الآداب والفنون، بمشاركة أكاديميين وآدباء ونقاد يشتغلون على الظواهر الأكثر سخونة في الساحة العربية ومتابعة الجديد في أحداث الفكر والثقافة والكتب والمدونات.
جاء في افتتاحية العدد التي كتبتها رئيسة التحرير سعيدة شريف: بصدور العدد العشرين من "ذوات" الثقافية الإلكترونية، الصادرة عن مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث"، تكون هذه المجلة قد أتمت عامها الأول، وحققت جزءا مهما من مشروعها التنويري، حسب شهادات العديد من الباحثين والكتاب العرب.
ثمة مجموعة من المواضيع الشائكة: الظاهرة الداعشية، حرية المعتقد في الإسلام، هوية المرأة العربية، الحوثيون، الإسلام والمستقبل، التطرف الديني، الفتاوى وفقه الأزمة، الترجمة في الوطن العربي، المرأة وقضايا التجديد في الفكر الإسلامي، الرواية العرفانية، أحاديث الفتن، التعليم العالي، الإعلام الديني، المعرفة الدينية، رُهاب الحرية، أزمة العقل الفقهي، المرأة العربية والمشاركة السياسية، العرب واقتصاد المعرفة، وما بعد الإسلاموية، وغيرها من المواضيع الثقافية والفنية، والتربوية، وقراءات في الكتب، أغنت المجلة، وجعلتها تحظى بالاهتمام، ويتابعها إلكترونيا الباحث والكاتب الكهل قبل الشاب، داحضة بذلك أطروحة أن كل ما هو رقمي لا يتابعه إلا الشباب.
شهادات (31 باحثا من مختلف البلدان العربية)، في باب "سؤال ذوات" لهذا العدد، والذي خصصناه للمجلة نفسها، أجمعوا على أنها "أداة فاعلة في المقاومة الثقافية ضد كل الأشكال العدوانية الآتية من غياهب التاريخ أو المعيش، ومجلة ترى أن النحت في خراب العقل العربي أمر ممكن".
وبفضل اهتمام القراء وملاحظاتهم القيمة، وإلحاحهم في طلب تحويلها إلى مجلة ورقية، سأسعى رفقة فريق العمل والمؤسسة طبعا، إلى إخراجها في حلة ورقية، نزولا عند طلب القراء والكتاب والمهتمين.
يضم ملف "الرواية العربية: التحول والتحدي"، الذي أعدته الكاتبة والناقدة المغربية زهور كرام، والذي جاء من أجل إلقاء مزيد من الضوء على أشكال التحولات، سواء المتعلقة بالنظام الداخلي للرواية، أوالتي لهاعلاقة بالتحول الذي يعرفه النقد الروائي في التجربة العربية، أربعة تصورات نقدية حول راهنية الرواية العربية، وشكل التحول وطبيعة التحديات، الأول للناقد والكاتب الجزائري، الدكتورعبدالقادرشرشار بعنوان "الرواية العربية: مسارمثقل وتحديات كبرى"، والثاني للناقد والباحث العراقي الدكتورنجم عبدالله كاظم بعنوان "المتغيّرات والتجديد في الرواية العربية المعاصرة"، والثالث للناقد والكاتب المغربي، الدكتورعبدالرحيم جيران بعنوان "نمذجة الرواية في العالم العربي: أفكارأولية"، والتصور الرابع للناقد والباحث والكاتب السوري هيثم حسين، بعنوان "الرواية العربيّة في مهبّ التحوّلات التاريخيّة". أما حوار الملف فهو مع الروائية والمترجمة العراقية لطفية الدليمي، التي ترى أن الرواية العربية أصبحت لها سياقات واضحة ومتعددة، وأثبتت أنها نص الحاضر والمستقبل، وأنها جزء أثيرفي حركة الحداثة المحاصرة في بلدانناالعربية، فهي "تقاتل وتتحدى وسط أنواء التراجع والتخلف المجتمعي".