اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ترافقها عمليات نصب واحتيال..اليأس يفاقم أعمال السحر والشعوذة

ترافقها عمليات نصب واحتيال..اليأس يفاقم أعمال السحر والشعوذة

نشر في: 27 ديسمبر, 2015: 12:01 ص

يبدو ان انتشار اعمال النصب والاحتيال وصل الى بعض القنوات الفضائية مستغلة حاجة بعض الناس الى معرفة امور عفوية وبسيطة تتعلق بحالتهم النفسية والمستقبلية. (منال) ، سقطت ضحية احدى القنوات التي تقوم بعرض شخص يعرّف نفسه بأنه يعلم كل شيء ويستطيع معالجة اي ام

يبدو ان انتشار اعمال النصب والاحتيال وصل الى بعض القنوات الفضائية مستغلة حاجة بعض الناس الى معرفة امور عفوية وبسيطة تتعلق بحالتهم النفسية والمستقبلية. (منال) ، سقطت ضحية احدى القنوات التي تقوم بعرض شخص يعرّف نفسه بأنه يعلم كل شيء ويستطيع معالجة اي امر يصعب على العلماء والاطباء علاجه. حتى انه يقرا لهم احوال الطقس ويعرض خارطة السياسة الجديدة ، ومع الاسف هناك من يصدق به.  ومنال واحدة من هؤلاء الذين وقعوا في فخ النصب والاحتيال اذ قامت بالاتصال على الهواتف الخاصة بالقناة وبرنامج (قارئ الطالع) وانتظرت اكثر من ربع ساعة حتى نفد رصيد هاتفها وطبعا المبلغ يذهب الى القناة حسب اتفاق مع شبكات الاتصال. قامت بالتعبئة مرة اخرى ومعاودة الاتصال لتكون هذه المرة محظوظة حيث بادرت بالسؤال عن سبب تاخر زواجها وهي فتاة جميلة ومثقفة. بعد شرح حالتها يطلب منها ارسال اسمها واسم والدتها بعد الانتهاء من المكالمة المباشرة عبر ابقاء الاتصال وبعد دقائق يرد عليها شخص ان الشيخ طلب منها ارسال مبلغ اربعمئه دولار تحوّل الى المكتب الفلاني والواقع في منطقة المنصور ليرسل لها المواد التي تستخدمها لفك السحر عنها لأنها مسحورة ولن تتزوج اذا لم يقم بفك السحر.

 

 فتاح فال .. وزوجته المحاسب!
في منطقة الكريعات يوجد رجل بالكاد يقرأ ويكتب يعمل مع زوجته التي تقوم بالترويج له بين نساء المنطقة بأنه يفك السحر ويجلب الحظ (ويفتح قسمة البنات) ، زرته برفقة احدى الراغبات بخوض هذه التجربة وفعلا : بيت قديم بوسادة فرشت على الارض وبعض الاوراق والاقلام وعلب معدنية وروائح بخور تعم المكان . دخلنا بانتظار فتاح الفال وفعلا أتى وكان ناكس الراس ولاينظر الينا ، وجاءت الزوجة مرحبة بنا. تكلمت الصديقة عن حالها اذ كانت تريد الزواج بشاب تحبه ويحبها لكنه لايرغب بالزواج في الوقت الحاضر. بعدها بدأ (الفتاح فال) بطرح اسئلة عجيبة غريبة اجابت عنها صديقتي. ثم طلب من زوجته ان تأتي بالماء الخاص بفتح القسمة وبقطعة ورق اسمها (الحجاب) وكان جاهزا وفقط دوّن اسم الفتاة واسم امها وقال لها تأتين بعد عشرة ايام لتكملة (العمل) . وخرجنا بعد ان استلمت الزوجة منها (150) الف دينار دفعة اولى لأن شغلها متعب ويحتاج الى وقت . وفي المرة القادمة سألت الصديقة عن النتائج فقالت انهم اخبروها بانها تعاني من (التابعة) وهي السبب في عدم الزواج وتحتاج الى وقت طويل حتى تخرج من جسدها واعطوها عظما صغيرا جدا قالوا لها انه عظم هدهد ويجلب لها الحظ والرزق وسعره (750) الف دينار وبعد ان راينا هذا العظم اكتشفنا انه عظم طير صغير، وهنا صحَت الصديقة من الغيبوبة عندما قالت (تذكرت كان هناك قفص للطيور عند المدخل).

العامل نفسي
الباحثة الاجتماعية عبيرالعبادي اشارت في حديثها لـ(المدى) الى ان انتشار البطالة والتخلف بين الشباب جعل من هذه الاعمال تجارة رابحة بالنصب والاحتيال على عقول الناس البسطاء. مضيفة: الامر لايقتصر عليهم فقط بل ان هناك الاغنياء وحتى برلمانيين وسياسيين يذهبون الى هؤلاء من اجل جذب الحظ لهم وبقائهم على الكراسي. مبدية اسفها على تزايد عدد المشعوذين والسحرة بسبب تشجيع بعض القنوات الفضائية التي تقوم بعرض اتصالات وكأنها من مواطنين يطرحون اسئلة اذا حللناها نجدها كلها امراضا نفسية وحالات يأس لا اكثر.
واضافت العبادي: الامر يعتمد على مدى استجابة المتلقي للعلاج الروحاني فهو عندما يأتي الى هؤلاء قد يكتبوا له ورقة صغيرة مدون بها اي شيء او حروف لكنهم يعتقدون بداخلهم انها سوف تجلب لهم الحظ. مستطردة:  في نفس الوقت يصبح لديهم حافز نفسي لتجاوز الصعاب ولكنهم في داخلهم يعتبرون ان مايسعدهم هو الورقة او الحجر الذي يحملونه ويدفعون احيانا الملايين للحصول عليه .

خمس سنوات حبس
وبشأن الجانب القانوني والمواد المتعلقة بهذا الشأن وكيف يتعامل القانون مع هكذا حالات ، اكد القانوني سنان حسين لـ(المدى): ان مزاولة اعمال الشعوذة تقع من ضمن مواد الاحتيال ويحاسب عليها القانون وفق المادة (456) من القانون المدني العراقي بالحبس من (24) ساعة الى خمس سنوات. موضحا:  لذلك لابد من تشديد الرقابة والتي تكون من المجتمع اولا بالاخبار عن اماكن هولاء اضافة الى تعاون القوات الامنية في ذلك الامر والقاء القبض على من يساعدهم بجذب الناس الى المصيدة والنصب عليهم.

الشهادات العليا والسحر
العطارون باتوا على اطلاع ومعرفة بالوجوه التي تزورهم وما تريد من اعشاب وما شابه من اشياء تدخل في صناعة السحر . (ابو رائد) ، صاحب محل عطارة في سوق الشورجة ذكر لـ(المدى) ان لديه عددا من الذين يقومون بعمل السحر ويجني من ورائهم المال الكثير لبيعهم الاعشاب والاحجار وحتى عظام الطيور والتي تجلب الحظ.  مشددا: حسب مفهوم البعض فإن الاحجار تجلب الحظ. مبينا: ان هناك من يدفع المال الكثير للحصول على بعض الاحجار المشهورة التي يقال انها تجلب الحظ.
واضاف العطار: ان البعض من الناس يعتمدون اعتماد كليا على من يحمل احجارا او حصى يقال انها مباركة او تحمل سرا. مضيفا: كما يعتقد انها قد تشفيه وتساعده على تحقيق مبتغاه. موضحا: ان أكثر زبائنه من النساء فضلاً عن الرجال والشباب وحتى بعض حملة الشهادات العليا.

سعر الوصفة 100 ألف دينار
اما العطار (ابو باسم) فقد بين لـ(المدى) ومن خلال تجربته وعمله مع بعض من يمارسون هذه الاعمال، ان مراجعيهم من مختلف الشرائح والفئات وبعضهم يعمل في مراكز اجتماعية وسياسية مرموقة ومعروفة. مشيرا الى ان بعض النساء يتحملن عناء الطريق الطويل لاجل زيارة احد السحرة المشهورين، مثلما يتعنين الى المقابر لفك ودفن سحرهن.
واسترسل العطار: ان هذا الامر يعتمد على الانسان نفسه ومتسع تفكيره ووعيه وحتى التزامه الديني. مردفا: الامر الذي يحد من ان يستغله هولاء المشعوذين بالحصول على المال. متابعا: هناك شاب يشتري البخور واوراق الاشجار بمبلغ لايتجاوز (10) الاف دينار يبيعه للناس كعلاج بآلاف الدنانير ربما تصل الوصفة الواحدة (100) الف دينار حسب قوله يدفعها الزبون وهو متفائل بالشفاء بعد ان يئس من علاج الاطباء .

إلقاء القبض بعد المراقبة
من جانبه ، اكد العقيد لؤي محمد من وزارة الداخلية لـ(المدى): ان هناك عمليات القاء القبض على كل من يقوم بهذه الاعمال الشريرة والتي يستغل فيها الناس البسطاء. مبينا: ان هناك أوامر القاء قبض كثيرة نفذت بحق الكثير منهم ومن تم الاخبار عنهم. موضحا: اذ يتم التأكد من صحة الخبر ايضا عن طريق وضع مخبرين سريين يراقبون المكان لاجل القبض بالجرم المشهود.
 وبين عقيد الشرطة ان الناس بحاجة الى توعية مستمرة تجاه ما تقوم بعرضه بعض القنوات الفضائية التي تشجع على اعمال السحر والشعوذة. وفتح قنوات اتصال من خلال برامج تروج لمثل هكذا اعمال. مؤكدا: على المواطنين ان يكونوا اكثر حرصا وتفكيرا قبل الولوج الى مثل هكذا طرق نهايتها فاشلة والسجن لمن يقوم بها. مشددا على التوعية للحد من هؤلاء المشعوذين وعدم السماح لهم بالترويج عبر بعض القنوات الفضائية والتي همها الوحيد هو الحصول على المال ليس الا .

القبور خير اماكن
المقابر التي يقال انها اماكن راحة الانسان الابدية ربما تثير الريبة والخوف في نفوس البعض لكنها غير ذلك للبعض الاخر الذي يتردد عليها من اجل السحر والشعوذة . يقول الدفان (سجاد حسن): مرات كثيرة اعثر على اعمال شيطانية وشعوذة اثناء حفر القبور. مبينا: ان بعض النسوة يترددن على اماكن معينة او قبور قديمة لاجل دفن هكذا اعمال.
ويضيف الدفان: في أحد الأيام وجدت في سرداب لبعض القبور المتجاورة تحت الأرض مجموعة من المسامير والأقفال المغلقة وخصلات شعر. لافتا: وعند استفساري عن الأمر اخبرت أنها أعمال سحر تقوم بها نساء ضد أخريات او ضدر ازواجهن. مشددا: عندها أخذت اكسر كل ما يواجهني من أقفال وغيرها من أعمال السحر والشعوذة.

اعمال خير ومحبة
تشير التقارير الى وجود أكثر من 9 آلاف شخص يتعاملون ويعملون ‏بالسحر والشعوذة في عموم العراق، غير من يعمل في الفضائيات وبعض مواقع التواصل الاجتماعي. وان قسما كبيرا منهم يمتلك ثروات مالية طائلة جراء الارباح الكبيرة من تلك ‏الأعمال، ومقدار ما يتحصلون عليه من أعمالهم لا يقل عن 5 آلاف دولار شهرياً.‏
(ابو سادن) مثلما يطلق عليه او كما يعرف في المنطقة يتحدث عن عمله الذي يبدأ بكشف الطالع مقابل 10 الف دينار عراقي غير مبالغ الخدمات الاخرى او الاعمال التي يقوم بها. مبينا: ان بعضها يصل الى مليون دينار تقريبا ونزولا. واصفا: ما نقوم به اعمال خير لانها تهدف الى مساعدة الاخرين وتقديم يد العون لهم. رافضا ما يطلق عليه من تسميات متمثلة بالسحر والشعوذة وغير ذلك.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram