يوم الجمعة الماضي ، وبالتحديد في الساعة التاسعة صباحا عند مدخل سيطرة الدخول الى حي الاسكان بجانب الكرخ ، منع "جنرالات السيطرة" اصحاب المركبات الخاصة من الدخول والذين كانوا يريدون زيارة اهلهم واقاربهم . سبب المنع انهم لايحملون بطاقة السكن ، مفاوضات الراغبين في الدخول الى الحي مع المسؤول الامني برتبة عريف في اعتماد سنوية السيارة والسماح بالدخول باءت بالفشل ، لأن العريف في تلك اللحظة تقمص شخصية جنرال فاصدر اوامره مصحوبة باطلاق عبارات التهديد والوعيد والتلويح بالاعتقال بموجب المادة اربعة ارهاب ، تعامل عناصر السيطرة بذريعة تنفيذ الاوامر واصدار ايعاز لمراجعة مقر اللواء في مطار المثنى للحصول على موافقة الجهات العليا لدخول الحي ، كان القرار الاخير لمن تقمص شخصية هتلر في حي الاسكان .
طبقا لمنظمات المجتمع المدني ، تعد اقامة عشرات السيطرات في الاحياء السكنية خرقا لحقوق الانسان ، في ظروف العراق الأمنية خاصة في العاصمة بغداد ، العسكرة اصبحت مظهرا مألوفا ، تضاف اليها اجراءات مشددة على نقل اثاث من مكان الى آخر ، لأن القادة الأمنيين حريصون جدا على تطبيق خطة فاشلة باعتراف مسؤولين ، لكن الاصرار على تبنيها يعطي اشارة واضحة الى ان ادارة الملف الامني بحاجة الى اعادة نظر تمنع جنرالات السيطرات من اصدار اوامر تثير الضحك والشفقة .
مع كل تقدير واحترام اهالي الاسكان للاجراءات الامنية المعتمدة لحفظ امنهم فهم يناشدون المسؤولين تخفيف الاجراءات ، وتفهم الحالات الانسانية ، ولكي لايحصل مثل هذا اللبس في الايام المقبلة ، لابد من اعلان المنع عبر وسائل الاعلام ، لكي تكون الصورة واضحة للجميع ، ويتخلص عناصر السيطرة من هموم واعباء الدخول بمناقشة وسجال مع اصحاب المركبات .
في جميع احياء العاصمة بغداد تضطر الاجهزة الامنية الى غلق الشوارع والطرق المؤدية الى اماكن اقامة الصلاة ، لتفادي حصول حوادث مؤسفة يروح ضحيتها الابرياء ، والاجراءات تستمر لثلاث ساعات وربما اقل ، ويتعاطى معها المواطنون بايجابية لشعورهم بأن رجال الأمن يقومون بواجباتهم .
الممنوعون من الدخول الى حي الاسكان قدموا هوياتهم التعريفية وسنويات مركباتهم ، لاثبات حقيقة انهم من المواطنين الصالحين وسجلهم المدني يخلو من ارتكاب مخالفة قانونية ، وليست لديهم علاقة بالمجاميع المسلحة وعناصرها من التكفيريين والصداميين . وجود هتلر في حي الاسكان عزز القناعات بان التمهيد لدخول داعش واحتلال اجزاء واسعة من الاراضي العراقية كانت اسبابه سوء تعامل الاجهزة الامنية مع اهالي المدن الخاضعة حاليا لسيطرة التنظيم الارهابي .
حضور شخصية هتلر لم يقتصر على حي الاسكان، توجد نسخ مماثلة اخرى في سيطرتي بزيبز والرزازة منعت الهاربين من دواعش الرمادي من الدخول الى بغداد وكربلاء، خشية افشال خطة امنية استخدمها عنترة بن شداد في حروبه ضد اعدائه .
"هتلر" في حي الإسكان
[post-views]
نشر في: 26 ديسمبر, 2015: 09:01 م