أعترف بأنني لم استطع اكمال كتاب " تجربة حكم " ، وفي كل مرة أجد نفسي غير قادر على ذلك ، وأكتفي بتقليب بعض صفحاته، أو بسماع أجزاء منه في الخطب المستمرة التي يلقيها علينا السيد وزير الخارجية مشكوراً ، لماذا اتذكر كتاب ابراهيم الجعفري الآن ، هل لانني اكتشفت انه يقدم الحل الناجح لمشكلة الحكم في العراق ، لا ياسادة ، لأن قارئا كريما كتب في باب التعليقات ينتقد هوسي باستعراض مذكرات الحكام " الاجانب " كما أسماهم ، ولم ينس أن ينبهني الى ان تجربتنا السياسية لاتزال وليدة وتحتمل الخطأ والصواب ، مثلها مثل تجارب البلدان الاخرى ، وسأقول له كلامك على عيني ورأسي ، لكن ياسيدي ، لماذا لم تنتج لنا هذه التجربة الوليدة سوى قائمة لا تعد ولا تحصى من الأخطاء والنكبات والفواجع وأخيراً المسخرات التي نقرؤها في الصحف ، وتدمع أعيننا ونحن نتابعها في الفضائيات ؟ وكان آخرها ما صرح به النائب عباس البياتي الذي بشّرنا ان العراق أنهى سبات الجامعة العربية ، كيف ياعزيزي ؟ ، سيجيبنا السيد البياتي العائد توا من الصين بعد ان ينتهي من مذكرات باني الصين الحديثة دنغ كسياو بنغ ، اذن إنحلت مشكلة العراق ، ولم يبق أمام الجماهير إلا الانتظار لسماع خطب السادة المسؤولين ، ومن لم يتمكن من متابعة الفضائيات ، عليه بنسخة من " تجربة الحكم ، على مسؤولية السيد عباس البياتي طبعاً .
جميل أن يتردد اسم "جامعة الدول العربية" في نشرات أخبارنا وجلسات سياسيينا ، بعد أن كاد العراقيون ينسون هذا الاسم، والأجمل أن تعود عبارة "موقف عربي " بعد أن صارت كلمة عربي تثير حساسية الكثير من ساستنا الافاضل الذين ظلوا حتى يوم امس ، يريدون ان يقنعوا هذا الشعب بانه خليط من أردوغان ونجاد.
واعتذر من القارئ الكريم لأنني ساعود للحديث عن خبر لايتعلق بتجربتنا ، فقد امتلأ ت نشرات الأنباء أمس بصورة الفتاة العراقية الأيزيدية التي تعرضت للاغتصاب من داعش ، وهي تجلس قبالة الرئيس ، أتمنى ان لايذهب بكم الخيال وتعتقدون إنها تجلس امام فخامة او معالي او سيادة واحد من كبار مسؤولينا ، بل إن الذي استقبلها وأجلسها أمامه ، واستمع لمعاناتها هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .
بماذا يذكركم هذا الخبر ، حتما بالهتافات والخطب الرنانة عن الوحدة الوطنية ، واحترام الآخر ، وبخطبة الجعفري عن الفسيفساء العراقية ، فيما الواقع يقول ان الجميع سعى الى أن تنموعلى هذه الارض ثقافة طائفية ، ترى في تحقير الآخر وإقصائه غاية ومنهجاً.. وتؤمن أن هذا البلد لا يتحمل أكثر من طائفة واحدة.
هل السيسي رئيسي ؟
[post-views]
نشر في: 26 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
كمال يلدو
شكرا لكتاباتك يا رائع