صفير الريح يصارع اذرع الثلوج المتساقطة على البساط الابيض ... الضباب يحضن شجيرات صغيرة غارقة في صقيع الليل ... تلال من الثلوج تغطي كل الأزقة المؤدية الى منزلنا الطيني ... لا شيء سوى الشتاء ... الريح تكاد ان تخلع بابنا الخشبي ... البرد القارس يتدفق من
صفير الريح يصارع اذرع الثلوج المتساقطة على البساط الابيض ... الضباب يحضن شجيرات صغيرة غارقة في صقيع الليل ... تلال من الثلوج تغطي كل الأزقة المؤدية الى منزلنا الطيني ... لا شيء سوى الشتاء ... الريح تكاد ان تخلع بابنا الخشبي ... البرد القارس يتدفق من النوافذ المسدودة بأقمشة قديمة ... احاول جاهدا ان احتمي بأنفاسي الدافئة ... وبأصابعي الصغيرة المرتجفة كي امنع الريح من ان تطفئ بصيص شمعتي بلهيبها المتراقص كقلب عصفور صغير ينتظر امه في عشه ... انتظرت طويلا ... صدقني لن يأتي ... رأيتها واقفة خلفي ... تعال الى النوم ... هو لن يأتي غادرت الغرفة كعادتها ... للحظات ... نسيت البرد حلمت بقدومه ... بمعطفه الأحمر وقبعته المطرزة بأكاليل الثلج بلحيته البيضاء ... لمست انفاسه ... يداه تداعبان شعري ... لقد انتظرت طويلا يا صغير ... صوته كأجراس الكنائس تعزف لحن الامل ... صرخات الريح ايقظتني من حلمي وعالمه الجميل ... شمعتي تصارع الريح المجنونة تنتظر الفجر حتى تنام ... البرد القاسي يقطع انفاسي ... و نحن لا نملك حتى الحطب لنوقده نارا وندفئ اجسادنا ... وكما كل مرة خرجت امي من غرفتها ... نظراتها كانت تروي روايات لم تدون بعد ... تقدمت ... صمتت ... خلعت معطفها الصوفي ... وضعته على كتفي و خرجت ... لماذا لم تتحدث معي؟؟؟؟ لماذا لم تقل لي ... لقد انتظرنا كثيرا ... صدقني لن يأتي ... صمتها فجرّ في داخلي صرخات نائمة ... لم اعد افكر بـ بابا نوئيل ... تطايرت اجزاء بابنا الخشبي ... دخل ... لم يكن هو ... كان لا يشبه البشر باظافره الطويلة سرق احلامي ... و شمعتي و رحل ، صرخت ... بكيت ... حتى امي لم تسمعني ... دموعي تحولت الى صقيع جامد ... لم اعد احس بالبرد ... خرجت ابحث عن احلامي المسلوبة ... عن شمعتي المغتصبة ... عن بابا نوئيل ... سافرت ... تركت والدتي ... سألت الكثيرين ... البعض استهزأوا البعض لم يفهمني.. بين حين و اخر كنت التقي بأشخاص ... احس من نظراتهم بأنهم يفهمونني و لكن لم اجد من يساعدني ... في صباح باكر وصلتني رسالة بدون عنوان ... فتحتها ... كانت من امي ... تعجبت ... كيف عرفت مكاني .. ؟ انا لا اعرف اين اسكن ... كيف؟؟ .... في اسطر قليلة كتبت ... يا بني لو وجدت احلامك ... شمعتك ... و بابا نوئيل ... لا تنس ... ان تعود الى المنزل ... فانا جالسة في المكان الذي كنت تنتظره فيه.. احمل بيدي شمعة ... الريح تصارع الثلج .... الثلوج تغطي منزلنا واجلس هنا دون قوت او وقود.
جميع التعليقات 2
ابراهيم داود الجنابي
نص جميل بمعانيه ..النص يشي للمتلقي بانه ازاء طفولة مقموعة وحرمان استشرى حد فقدان ﻻبسط الحقوق..انها معاناة كبيرة دونها صديقنا بلغة شفافة ..
عمران العميري
قلم سخي وافق لايضمه خيال اجدت في ابحار وصفك واحسنت في انتقاء رصفك للمفردات دمت اسما وقلما ياصديقي تحياتي لك