من ابجديات علم الحروب أنك حين تحارب عليك ان لا تستهين بقوة عدوّك. هذه تعلمناها حتى من جداتنا ونحن في المهد من خلال قصة السلحفاة والارنب التي خسر الارنب فيها السباق لاستهانته بخصمه. لكن في المقابل عليك أيضا ان لا تنفخ في قدرة العدو كذبا على طريقة مصطفى العاني. هذا الذي يصفونه مستشارا ومديرا لمركز أبحاث مختص بمكافحة الإرهاب، ما ان أحس باندحار داعش في الانبار حتى هرول الى قناة "الحدث" ليبشرنا بأن لدى داعش "خمسة" مزايا تحبط أي تقدم نحوها. يتحدث عن هذه الـ "خمسة وخميسة" وهو يرى على الشاشة جيشنا البطل وأبناء العشائر الغيارى يسحقون رؤوس الدواعش. طبعا لم يضع في "خمسة" الدواعش نقطة احتمائهم خلف اطفال ونساء الرمادي. ولم يضع أيضا ان سبب بطء قواتنا هو الضمير الذي فيها، والذي يفرض عليها إنسانيا عدم التفريط بأرواح المدنيين الذين خطفهم اصحاب "الخمسة".
ليته يخرج علينا اليوم ليرينا اين كان أصحاب "الخمسة" من إنزال الحويجة الذي نفذه أبطال الجيش العراقي والبيشمركة على الدواعش، ألم يقتل رجالنا منهم 12 قياديا ويأسر أكثر من 20 مع العودة غانمين بكنز من الوثائق؟ لعد وين "الخمسة" يا دكتور؟
آخر ما أتصوره هو ان أجد عراقيا بقاط ورباط يعلو وجهه الحزن لو اندحر الهمج. فلو سمعت ما قاله العاني على لسان أفغاني او شيشاني بلحية وثلاثة ارباع دشداشة سأعتبره امرا عاديا جدا. أما ان يخرج لك املط بلا شارب ولحية ويحمل لقب دكتور ومحنبط اتحنبط ويتمعلج بلسانه ليصف داعش على انه عصي على الكسر، رغم انكساره المبين في تكريت وديالى وجرف الصخر واليوم في الانبار، فتلك تحتاج الى غيري من العراقيين المختصين بمنح الالقاب ليعطيه وصفا يليق به.
اكرر ما قلته فلعلّ أخانا بالله يقرأ: انه لو كان جيشنا فاشيا لأنهى تحرير الرمادي بين ليلة وضحاها. لكن حياة أطفال الرمادي ونساءها وابناءها وأهلها الشرفاء عزيزة علينا. وأني لأعلم جيدا بأن القائد العام للقوات المسلحة لو قيل له ان هناك طفلا عراقيا واحدا سيقتل لو حررنا المجمع الحكومي خلال دقيقة. لكننا قد ننقذه لو صبرنا يوما او يومين، سيقول لهم اصبروا حتى لو تطلب الامر شهرين او عامين. هذا هو الذي أخّر تحرير الرمادي يا عاني: ضميرنا الواحد وليس "خمستهم" كما تدعي!
العاني و "خمسة" الدواعش
[post-views]
نشر في: 27 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
د عادل على
العجيب فى البعثيين العراقيين انهم يريدون قيادة الدوله باى ثمن-----فى انقلاب 8 شباط البعثى الدى اصبح منبع ماساتنا العراقيه المستمرة تعاون او الادق اصبح البعث عبدا لاستخبارات قوة عطمى لاجل الوصول الى الحكم واستمر البعثييون فى الطاعه لتلك الاستخبارات الى
محمد فريد
السيدالمحترم العقابي لافائدة ياأخي ماالذي دعاك أن تهوي بذائقئك المحترمة وفنك المحبب بالكتابة على الرغم من الكثيرين لايطيقون الكتابة بالعامية العراقية الدارجة وتتمسخر من محلل فليكن مناهض لأرائنا وبشخصه تقول أملط ويتمعلج وأنت أملط ارجوك أعتذر للقراء لا