ليس صحيحا أن جمهورية العراق نسيت مواطنتها الأيزيدية نادية مراد ، وتركتها لوحدها تتنقل بين البلدان تشرح مأساة الأيزيديات ، كل ما في الأمر أن جمهوريتنا كانت منشغلة بمناقشة خطة الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط للبحث عن بدائل للنفط ، من خلال " عَصر " موظفي " الدولة واستغلال طاقتهم في زراعة الاراضي العراقية البور ، أو جلست تناقش القرار الثوري الذي إتخذته جمهورية كربلاء بمنع النازحين من مملكة النخيب بدخول أراضيها ، لاسباب تتعلق بـ " الفيزا"
ولذلك لا أوافق أبداً على ما ذهب إليه البعض ، من أنه كان يفترض أن يترك كبار مسؤولينا " حفظهم الله " مشاغلهم الجسام ومسؤولياتهم العظام ليضيعوا دقائق من وقتهم الثمين في حديث صغير عن فتاة ايزيدية مشكلتها انها تعرضت للاغتصاب والتعذيب .
وما دام ذلك كذلك فلا أتصور مثلا أن يذهب ممثل العراق في الامم المتحدة إلى مطار نيويورك ليكون فى استقبال الشابة العراقية ، او ان تخصص السفارة مكانا لأقامة هذه المواطنة العراقية التي تبين انها خالفت القوانين وسافرت دون ان تخبر السادة المسؤولين بحكايتها ، وإنها دخلت الامم المتحدة حتى من دون ان تستأذن السيد السفير الذي يبدو انه لا يحب مشاهدة الفضائيات العالمية ، والحكومة " أعانها الله " على هذا الشعب لديها حسب ما أخبرنا الناطق الرسمي:" أولويات أهم في عملها، كالملف الأمني والإصلاح ومحاربة الفساد، " ويضيف المتحدث، أن هنالك "جهات عديدة تتابع مسألة الناجين من أسر داعش " أما بشأن البيان الذي ألقته هذه الفتاة داخل مجلس الامن الدولي ولقائها مع الرئيس المصري فقد تبيّن إننا ظلمنا الحكومة كثيرا ، وظلـم ذوي القربـى أشــدُّ مضـاضـة . على حد قول المرحوم طرفة بن العبد ، فالسيد الناطق يزيدنا علما بان :" "الحكومة لا تعرف كيف ذهبت هذه الفتاة إلى الأمم المتحدة ومصر "
وقد يتخابث أحدهم ويسألني : لماذا لم يصدر بيان من مجلس النواب ، أو لماذا لم يسعى رئيس مجلس النواب لاستضافة الفتاة تحت قبة البرلمان العراقي ؟ غير أن هذا التساؤل " المدفوع الثمن " حتما ، مردود عليه بأن السيد رئيس البرلمان ومعه اتحاد القوى لصاحبه النجيفي مهمومون ومشغولون بقضية الصيادين القطريين ، ثم إن لدى البرلمان ملفات أخرى أكثر أهمية من الاهتمام بقضية هذه الفتاة ، يكفيه أنه يواصل الليل بالنهار لكي يفسر الاختفاء المفاجئ لصوت النائبة عالية نصيف .
فلماذا إذن ياسادة تغضبون من استقبال الرئيس المصري لمواطنة عراقية ، ومن إهتمام الاعلام المصري فضائيات وصحفاً بقضيتها ، فنحن منشغلون الآن بمرحلة التحوّل التاريخي من موظفين الى فلاحين ، بعد ان حولنا القائد الضرورة قبل 30 عاما من عمال الى موظفين ؟
نادية مراد وعصر " الفلاحة "
[post-views]
نشر في: 27 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
ام رشا
أستاذنا الفاضل هي فكرة جيدة ان يتحول جميع الموظفين الحكوميين إلى فلاحين على الاقل ليصبحوا ناس منتجين افضل مئة مرة من الجلوس في مكاتبهم مغفين او يتسلون بالعاب الكومبيوتر وبذلك ينقذون العراق من الجوع الذي يهدده لو هم نستورد ناس يزرعون ويطعمونه .. وصدقني يا
مروه احمد
مع إحترامي لطرح الكاتب لكن لايمكن استقبال العزيزة نادية في بغداد فهي لاجئة في المانيا منذ شهور وتتعالج هناك هي ومجموعة من الازيديات ولايسمح ابدا لعودتها للعراق .. تقديري
سعد الموسوي
انا اعتقد بجدوى اقتراح الفلاحه وللتدليل على جدواه اقترح ان يبدا الشبوط بنفسه ويتحول الى فلاح ويترك هذه الكتابات التي شبعنا منها وليجرب افكاره الممتازه على ارض الواقع