بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد وضمن منهاجه الثقافي، احتفى منتدى نازك الملائكة في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين بتجربة الشاعرة سلامة الصالحي بمناسبة صدور ديوانها الخامس (ثيابها ماء) . فقد بينت مقدمة الجلسة القاصة ايناس البدران انه تضمن نصوصا ومضية
بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد وضمن منهاجه الثقافي، احتفى منتدى نازك الملائكة في اتحاد الادباء والكتّاب العراقيين بتجربة الشاعرة سلامة الصالحي بمناسبة صدور ديوانها الخامس (ثيابها ماء) . فقد بينت مقدمة الجلسة القاصة ايناس البدران انه تضمن نصوصا ومضية تعبر عن لحظات الذات الانسانية واغترابها عن المكان من خلال تصورات مدهشة تميل الى النزعة الصوفية. وقالت: نجد بين قصائدها حضوراً لنداء الوطن ترجمته الصالحي في اكثر من موضع وقد تجلى بقصيدة (ألم). لافتة الى انها طبيبة في عملها وشاعرة في قولها تنحدر من اصول وجذور عشائرية عريقة، فهي نخلة لم تنحنِ رغم كل عواصف الدهر وقد أعطتنا ثمارا يانعة من صور شعرية إبداعية تدل على أنها تمتلك لغة فيها طاقة كبيرة استطاعت أن تؤثر في المشهد الثقافي.
وفي حديثها ، بينت الصالحي انها تأثرت بالحلاج وابن عربي والصوفيين وإخوان الصفا لأن تساؤلاتهم وجرأتهم كانت تسبق زمنهم، فالصوفية حركة خرقت جميع العادات والتقاليد والأدب والثقافة عموماً. وقالت: ربما حبي للحلاج أوجد نوعا من التقارب الروحي بيني وبين ما يقوله. وبالنسبة للوطن فهو قلق وهمّ نحمله بين اضلعنا ، لذا كان حاضراً بتركيز في قصائدي برغم ما اشبعنا من عذابات. واضافت: منذ مرحلة الدراسة الابتدائية كنت اتوق الى قراءة القصص التي فتحت عيني على اشياء كثيرة واسماء لامعة في عمر مبكر، فقرأت للكاتب الروماني ستانت جوروجي وتوليستوي وبوشكين. ثم انني نشأت وترعرعت في بيئة ملائمة وارض خصبة ومحيط شعري ادبي متطلع حيث كانت مكتبة اخي زاخرة بالكتب والقصص والروايات وكذلك أبي رغم انه مزارع وفارس ومربّ للخيول الا انه يمتلك وعياً وموروثاً ثقافياً كونه ينحدر من اصول شمّر الذين جبلوا على الشعر والفروسية.
وفي ورقته ، اشار الناقد علوان السلمان الى ان الشاعرة سلامة الصالحي في نصها توظف الذاكرة وخزينها المعرفي والعلائقي مع الموجودات والمحيط عبر صور مشهدية فنية تقوم على المفارقة بصيغ تعبيرية تراثية ورمزية تكشف عن العلاقة بين الذات والذات الجمعية الأخرى لخلق لحظة التوهج الابداعي الشعري بدءاً من العنوان المفتاح الاجرائي المكتظ بشحناته الدلالية التي تزخر بها، كاشفة عن قدرة تعبيرية تتجاوز المألوف باعتماده بنية مختزلة متصلة في الذاكرة الجمعية ما بين قديم وحديث.
فيما بين الشاعر الدكتور سعد ياسين يوسف ان نصوص المجموعة تضمنت مفردات انيقة وبعيدة عن ما يخدش السمع والذوق، لذا فهي تبدو بجمال سومري مؤثر. مشيراً الى انها تعتمد الرموز العالمية لتوصل من خلالها فكرة انسانية تنطلق من محليتها التي تطغى عليها البيئة الجنوبية في حسها ولغتها وتشكيلها للصور الشعرية.
من جانبها ، لفتت الشاعرة منى السبع الى ان المجموعة تضمنت قصائد عميقة المدلول والمعنى تنم عن ثقافة وشاعرية وقدرة على الابداع.