اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > منجم ذهب.. في مكبّ للنفايات!

منجم ذهب.. في مكبّ للنفايات!

نشر في: 28 ديسمبر, 2015: 09:01 م

 بعدما ذهبت سكرة النفط، من المُفترض أن تأتي الآن الفكرة.  ومثلما كانت سكرة النفط في السبعينيات من القرن الماضي قد ذهبت بعقل صدام ففعل ما يُقدم عليه المجانين في العادة، وهو إيقاد النار، مشعلاً الحرائق في الداخل والخارج،  فإن سكرة النفط قد ذهبت بعقول حكامنا منذ العام 2006، وهو العام الذي طفر فيه انتاجنا النفطي وأسعار النفط في السوق الدولية طفرة فلكية، فأشعلوا حرائقهم الداخلية التي أتت على الأخضر واليابس، فها نحن الآن على حافة مصير مرعب من المقدر له أن يواجهنا  في غضون أشهر قليلة من الآن، إن لم نمسك بالفكرة بعد السكرة.
الفكرة ليست فقط في أن نعود إلى زراعتنا وصناعتنا.. لدينا منجم من الذهب لا يحتاج الاستثمار فيه إلا الى القليل من المال والجهد، ولكن أيضاً إلى الكثير من الغيرة الوطنية والشعور بالمسؤولية حيال الشعب والوطن.
منذ أيام كنتُ أشارك في دورة تدريبية في موضوع صحافة حقوق الانسان، نظّمتها النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين، في مدينة الناصرية لعدد من الصحفيات والصحفيين في المحافظات الجنوبية. ويوم الجمعة بعد الظهر نُظّمت لنا زيارة الى مدينة أور الأثرية. كانت هذه هي المرة الأولى التي أصل فيها إلى هناك وأقف كغيري مندهشاً أمام الزقّورة الشهيرة وأرتقيها.. إنها تحفة معمارية مذهلة تنتصب بكل الأبهة والزهو وسط الأرض المنبسطة التي كان بعضها منذ أربعة آلاف سنة (تاريخ الزقورة) حافةً أو ساحلاً للخليج (العربي الآن).
هذا الأثر الفخم وملحقاته من بقايا القصور والمقابر الملكية،  يمكنها أن تغدو مصنعاً دائب الحركة لسبائك الذهب .. عشرات الآلاف من السيّاح من شتى أنحاء العالم يُمكن اجتذابهم شهرياً إلى هذه المدينة الأثرية الفريدة من نوعها الصامدة عمارتها  بزهو، وإلى الأهوار القريبة أيضاً، وهو ما يعني مئات ملايين الدولارات التي ستتدفق على محافظة ذي قار والمحافظات المجاورة، وبخاصة البصرة التي يوجد فيها مطار دولي يُمكن تنظيم رحلات جوية إليه لنقل السيّاح، وفي المستطاع أيضاً انشاء أسطول من الحافلات الحديثة التي توضع في خدمة السيّاح.
مشروع كهذا سيُنعش اقتصاد محافظات الجنوب الأربع كلها.. سيوفّر فرص العمل للآلاف من شبابها العاطلين، وسيحوّل مدن هذه المحافظات من مكبّات للنفايات والأنقاض، وهذي هي حالها الآن، الى جنائن ... كل ما يتطلبه الأمر أن تتعاون الدولة والقطاع الخاص في الإستثمار في هذا الميدان .. الدولة توفّر البيئة الآمنة والقطاع الخاص يقدّم المال، وكلاهما لديه القدرة الكافية.
النفط لعنة حقيقية، فها هو يُذلّنا ويُذلّ دولتنا مع انهيار أسعاره.. والسياحة في المقابل صناعة مزدهرة، لا تكسد بضاعتها ولا تتراجع عائداتها أبداً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram