غضب مني بعض الإخوة في مكتب رئيس مجلس الوزراء ، لأننى تجرّأت وارتكبت حماقة لا تغتفر عندما طالبت بأن يستقبل أحد مسؤولينا " الأفاضل " ، المواطنة العراقية نادية مراد ، بعض ردود الافعال جاء عصبياً ، وبعضها كان ساخراً ، حين أتهمني بانني اتصيد الاخطاء ولا أنظر نظرة موضوعية لما يجري في البلاد ، بل ان أحدهم " رعاه الله " إدعى ان الكتابة عن موضوع هذه الفتاة في هذا الوقت ، هو محاولة من جنابي لحرّف الانظار عن انتصارات الجيش في الانبار ، رغم أننى لم أكتب عن هذه الفتاة " بطرا " كما قال أحد المتحمسين ، لهمسات ولمسات الحكومة ، بل لأن قضية هذه الفتاة ليست قضية فردية ، وإنما هي تتعلق بمكون عراقي تعرض للاضطهاد والقتل والتشريد ، فيما نوابنا يصرخون في الفضائيات مطالبين بالثأر من نيجيريا ، ونجد طارق الهاشمي يعلن الحداد على مقتل " الاخواني " زهران علوش الذي إرتبط اسمه بخطف الانتفاضة السورية من أصحابها الشريعيين ، وأرساء مبدأ قتل المسيحيين والايزيديين باعتبارهم كفرة . مرة أخرى أقول وأوكد إن ماجرى في قضية الفتاة الايزيدية هو نوع من التهريج السياسي بكل أشكاله .
ومن غضب الإخوة " المسؤولين " إلى مواضيع شديدة الأهمية ، الأول حملته صورة نشرها على صفحته في الفيسبوك القاص الكبير محمد خضير عن شارع المتنبي كتب تحتها هذا التعليق : " لو كانت هناك شاشة بحجم الكرة الارضية تعرض هذا المشهد المذهل، لقرّت شعوبها بأحقية العراق في أن يقود ثقافة العالم.. ترى كم يجهل العالم من حقائق عن العراق " !.
وصورة اخرى لأكثر من 2000 مواطن عراقي يذهبون إلى حفل للفرقة السيمفونية ويتفاعلون معها ، وهو مؤشر حقيقى على أن الانحياز للقبح ليس قدراً ولا عقيدة عراقية ، وأن فساد الذوق العام برغم كل محاولات عواطف النعمة ومحمد الصيهود والمطلك ، لم يصل إلى النخاع بعد.
واخرى أن يحقق الجيش العراقي انتصاراً على عصابات داعش ، فهذا سبب أكبر للبهجة وتأكيد على أن الفرح ممكن، بل وحتمي ، ولن يقف في طريقه محاولات البعض ممن افتى بأن الكريسمس " حرامس " ، ودليل على أن عروق العراق لا تزال تنبض بالحياة ، رغم تصلب الشرايين وتيبس المفاصل الذي تسببت به ثماني سنوات مالكية " عجاف "
سأواصل أنا وزملائي انتقاد ما يجري وبكل قوة ، لا ننا نريد عراقا كبيراً وعزيزاً ، وإن علا صراخ أصحاب نظرية التوازن الطائفي ، ياسادة نحن نمارس غضب المحبين الحقيقيين ، وهو أنبل وأرقى من دموع النصابين المحترفين .
محمد خضير ونادية وسيمفونية الانبار
[post-views]
نشر في: 28 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 3
خليلو...
1- هؤلاء الذين ذكرتم في مكتب رئيس الوزراء هم كأولئك الذين ذكرهم مظفر النواب في قضيدته القدس عروس عروبتنا 2-أذكر في مثل هذه الليالي قبل خمس وخمسين سنة كنا نشكل مجموعات شابات وشبان نخرج من الأقسام الداخلية نتوجه نحو البتاويين نزور بيوت المسيحيين بيتا بيت
خليلو...
الى الله نشكو أننا بمنازل .......تحكم في آسادهن كلاب
كمال يلدو
مرة اخرى اجد نفسي منشداً للكتابة اليك وتنبيهك بأن ما تكتبه جميل جدا جدا ، ولا ابالغ ان قلت بأنه (خارج عن المألون) لكنك تجيدة بطريقة فاخرة . كتاباتك تريح اعصابني وتمنحني الفكرة بأن هذا الوطن سيتمكن من (الجهلة والحرامية وتجار الدين) يوما، طالما عندنا كتاب