اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فوينتس: يؤلف السيرة الذاتية لفيدل كاسترو

فوينتس: يؤلف السيرة الذاتية لفيدل كاسترو

نشر في: 15 يناير, 2010: 05:37 م

ترجمة/ ابتسام عبد اللهوفرة الديكتاتوريين والطغاة والثوريين الذين يتحولون الى سلطويين في جنوب أميركا الشمالية قد أدت الى زيادة نوع من الأدب يمكن أن يطلق عليه،"رواية الرجل القوي في أميركا اللاتينية"، نوع يتضمن روايات تثير الرعب تستند على شخصيات تاريخية حقيقية، مثل رواية ماريو فارغاس يوسا المحيّرة،
 " وليمة الماعز"، التي تحدثت عن الخراب الذي أحدثه حكم رافييل ترو جيللو في جمهورية الدومنيكان، كما ان هناك شخصيات أسطورية متخيلة في مثل رواية غابرييل غرسيا ماركيز، "خريف البطريريك"، التي استخدمت أسلوب الواقعية السحرية لتصوير شخصيات طغاة أكبر من الحقيقة لوصف الفساد والخراب والقسوة. آخر الكتب في هذا المجال هي رواية نوربيرتو فيونتيس الجديدة والتي تحمل،" السيرة الذاتية لفيدل كاسترو"، والتي توهم القارئ أن النص هو كلمات القائد الكوبي نفسه. إن"الصورة الشخصية" التي تنبعث من بين الصفحات، تقدم الميكافيلي الباقي: المغرور الذي يصف نفسه بالثورية، ولكنه غير مخلص لأي قضية، أو ايدولوجية أو رفاقه، إلاّ لطموحه الشخصي. لقد اتسعت نرجسية فيدل مثل حياته. وهو أيضاً يحول باستمرار نفسه الى أسطورة وينجح في جعلها"المركز العصبي لأمة بأكملها"، منتهجاً أفكار نيتشه مؤمناً بقوة إرادته الشخصية، شاعراً أن"الحرباء ستبقى أطول تحت صخرته من الأسد على الرغم من زئيره وعضلاته"، انه ناجح جداً في المناورات ولديه موهبة وبراعة في فنون الدعاية ويريد باستمرار أن يبقي شعبه في حيرة وتساؤل. ونور بيرتو فيونتيس صحفي وباحث في أدب همنغواي، كان في يوم من الأيام مشجعاً للثورة وجزءاً من الحلقة الضيقة المحبطة بكاسترو نفسه، وتحرر من وهم القائد الكوبي بعد إعدام اثنين من ضباط الجيش عام 1989 بتهم مفبركة، وأصبح الكاتب بعدئذ تحت المراقبة وتم اعتقاله بعد محاولة فاشلة للهرب من كوبا بواسطة القارب، لكنه وبعد إضراب عن الطعام وتدخلاً من غارسيا ما ركيز، سمح له بمغادرة البلاد عام 1994، وبدأ منذ ذلك الوقت بمهاجمة كاسترو وديكتاتوريته ومحاولته القيام بأي شيء من أجل الحفاظ على سلطته. فكيف تناول فوينتس في كتابه الجديد شخصية يعكس الكتاب كراهيته للقائد الكوبي، والى أي حد يعكس معرفته الشخصية لكاسترو في الأعوام الأولى للثورة؟ ونجد أن بعض استذكارات فوينتس عن كاسترو وصعوده الى السلطة مع رفاقه تتحدث عنه كشخص أثار الثورة من أجل إرضاء مطامعه الشخصية في السلطة والشهرة. وكاسترو الذي جعله المؤلف يتحدث بكلماته يقول عن نفسه، "المهندس الكبير للخراب، والمستفيد الكبير من الموت". ويؤكد في فقرة أخرى وأيضاً عن لسان كاسترو الذي خلقه في الكتاب:"الخراب والدم من أعمالنا. قبل سنوات، كانت هناك أمسية لليأس والجوع والوحدة، وجدت نفسي على أعتاب جامعة هافانا، وعلمت أن الدرب الوحيد لإشباع رغباتي كانت ثورة الشعب الكوبي، ان كافة الفرص التي قدمت لي، حتى ذلك الوقت، جعلتني محامياً من الدرجة الثانية، صحفياً في الإذاعة، ممثلاً عم الحزب الارذدوكسي، رجل عصابات في الجامعة، رامٍ في فريق البيسبول"، وهكذا، ومن أجل تفادي مصيره ذلك، ينظم، كاسترو الخيالي"، عقداً مع الشيطان" ويدفع مقابل،" دخوله التاريخ" بـ"خراب ودماء". وفي هذا العمل، نجد تلك الشخصية تجادل النظريات من أن ثورته على الرأسمالية انبثقت منذ مولده ويبتهج مدركاً أن أزمة الصواريخ وعلاقاته مع الاتحاد السوفيتي جعلته جزءاً دائماً من التاريخ وجرّت العالم الى ما حافة حرب نووية كبرى، وهو يتحدث طويلاً عن أهمية الإستراتيجية في التقاط الأعداء الحقيقيين وفن وصناعة الدعاية، كما أنه يفتخر ينجاحاته في مجال الحصول على النساء، ويغني الأناشيد التي تشيد بجماله: المظهر الإغريقي لصورته الجانبية، طول قامته كالأبطال، وشفتيه الجذابتين. وفي الوقت نفسه، فان فيدل الخيالي هذا لا يمكن الائتمان به، فهو عدواني سلبي خطر، فهو يضرب شقيقه راؤول باستمرار ويلوم شي غيفارا باستمرار، الذي يجده منافساً يهدده. وفي الحقيقة، أن العلاقة بين كاسترو وشي تضيح بالحياة في أفضل أجزاء العمل، إذ نجد فيدل الذي صنعه غيفارا يشعر بالغيرة إزاء الشخصية الجذابة لغيفارا وصوره الفوتوغرافية ويقول إزاء ذلك" "أنه كان دائماً محظوظاً في اتخاذ السمات الجادة في اللحظات الحاسمة"، وقال عنه أيضاً: ان اعمال غيفارا كانت تهدف لخلق صورة مؤثرة عنه وليس عن الثورة الكوبية"، ثم يعلن "ان الجزيرة صغيرة جداً علينا، أنا وهو". ويقرر أخيراً التخلص منه وعندما يسافر غيفارا الى الكونغو يقول المؤلف على لسان كاسترو: "لقد فعلت كل ما بوسعي كي يكتشف الـ(CIA) مكانه ولكنهم لم يتوصلوا اليه". وعندما يقتل غيفارا في بوليفيا يتذمر لأن منافسه قد تحول الى "آخر قديس لنا، وهكذا انتصر عليّ في النهاية، وعلى السطح ان مأزق التاريخ ورجاله العظام يبقى كما هو ا لحياة أو المجد".لقد تحول غيفارا الى رمز للثورية المثالية ولتمرد وثورة الشباب، في حين غدا كاسترو الحاكم المسن لجزيرة صغيرة، شيوعية تشكل مفارقة تار

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram