تطرّق لنا مدرب المنتخب الوطني بكرة القدم الكابتن يحيى علوان بتصوّرات وأفكار كثيرة حول مصير منتخبنا الوطني وإعداده لما تبقى من الوقت حتى آذار المقبل موعد اللقاءين الحاسمين مع تايلاند وفيتنام نحو التأهل لمونديال روسيا 2018 وأمم آسيا 2019.
والحقيقة إن جميع التصوّرات والأفكار جديرة بالدراسة والمتابعة والتحليل لاستنتاج ما يمكن أن يصبَّ بصالح التأهل المنشود وإن كان كل منها يحتاج الى فترة مطولة قد يضيع معها وقت الذروة حتى موعد إقرارها من الاتحاد بعد الأخذ والرد بطبيعة الحال عملاً بواقع العمل العراقي والروتين الممرض خاصة انها لم تختمر حتى اللحظة بعقلية المدرب لكي تصاغ فيما بعد واقعاً عملياً متكاملاً.
فالمنتخب كما يصفه الكابتن علوان تجزَّأ بأعمدته الرئيسة بين الوطني والأولمبي ولم يعد مجدياً تجميع اللاعبين وهم يعانون النقص العددي حتى وإن توقف الدوري، بل العكس كما يراه الكابتن بأن دوري الكرة هو من يُحضِّر اللاعب الجاهز للمنتخب وما على المدرب إلا أن يختار المتميزين منهم والأكثر قدرة في الدفاع عن ألوان الكرة العراقية خارجياً وهذه حقيقة وواقع حال وعليه أن يتابع المحترفين وثبات المستوى لديهم وجاهزيتهم هناك في الجانب الآخر خلف الحدود وإن كنا نرى ويشاطرنا الرأي أهل الرياضة بأن تواجد تشكيلة متكاملة من لاعبي الوطني ضمن الأولمبي وخوضها غمار المباريات الودية ومن ثم بطولة آسيا تحت 23 عاماً في قطر أمام منتخبات كوريا الجنوبية وأوزبكستان واليمن الشهر المقبل ستكون لها انعكاسات إيجابية على اللاعبين أنفسهم والمنتخب بصورة عامة، المهم والحديث يعود للمدير الفني لمنتخبنا الوطني فإن الوقت المقبل يجب ان يشهد أول إعدادات المنتخب بمعسكرات داخلية تقام في المدينة الرياضية في البصرة أو إقليم كردستان أو حتى المنطقتين معاً على أن يصاحبهما جهدٌ كبيرٌ في أن يكون المعسكر جماهيرياً الى حدود بعيدة والتركيز على إقامة مباريات تحضيرية عبر تقسيم المنتخب الى فرقتين متباريتين بوجود حاشد للجمهور.
ويُعلل علوان ذلك بحاجة اللاعبين الى التناغم والاحساس بجمهورهم المحلي يقف معهم لتجاوز الضغوطات الكبيرة التي أثرت على مستوى المنتخب كمجموعة مع انهم كأفراد أفضل من جميع منتخبات المجموعة السادسة التي تضمّنا إضافة الى تايلاند وفيتنام وتايوان ولكن الأداء لم يصل الى حجم الطموح وآثار الريبة لدى المتابعين وهو نتاج طبيعي لحجم الإجهاد والضغط وتبعات السفر لبلدان الرطوبة والحرارة والأجواء الخانقة، يصف لنا الحال بإسهاب محللاً خطط اللعب والانتشار وطريقة تمركز اللاعبين والرؤيا الخاصة به التي وصفها بالواقعية عبر التأهل أولاً وعدم الاكتراث بالاقوال التي تصف مجموعتنا بأنها الأسهل آسيوياً وهو ما لا يراه أبداً ويصرّ على العكس من ذلك، ويعود في الجانب الآخر مطالباً الاتحاد أن يفي بوعده حول المعسكر الخارجي الضروري لتجميع اللاعبين قبل السفر الى إيران في آذار وتوفير عدد من المباريات الودية المهمة في ( فيفا دي) وهنا تتراكم الاحداث والطلبات التي كنا نتوقع انها قُدِّمت في برنامج إعدادي متكامل وهو ما سمعناه أكثر من مرّة عبر منافذ اتحاد الكرة الإعلامية لنكتشف فيما بعد من حديث الكابتن علوان أنها أفكار وطروحات من دكة الانتظار ولم يكن هناك أي برنامج يُذكر في المعلوم أو المجهول قد خُطِّط له بعناية لأجل تحقيق أملنا المنشود في التواجد بكأس العالم ثانية.
تحضير الوطني مجهول!
[post-views]
نشر في: 29 ديسمبر, 2015: 09:01 م