زعيم تنظيم سياسي يبدو الاكثر تفاؤلا بين زملائه من القيادة الحكيمة ،  يلقي في الاسبوع  الواحد   اكثر من خطبة   ليبشر العراقيين،  بانهم اصبحوا على موعد قريب جدا للدخول الى رحاب مستقبلهم الزاهر، سيودعون الفقر والعوز وكذلك الامراض المزمنة والمستوطنة كالنكاف الذي   ادى انتشاره في بغداد الى اجبار مديريات التربية على اغلاق ابواب عشرات المدارس الابتدائية في العاصمة قبل ان يحتفل الاهالي  بوصول نسيم مستقبلم الزاهر الزاهي بلون البمبي على حد قول الراحلة سعاد حسني .
  زعماء الاحزاب والقوى السياسية المشاركة في الحكومة  اختلفوا في كل شيء،  لكنهم اتفقوا على ان مستقبل العراق سيكون بألوان قوس القزح ، انطلاقا من ايمان كل قائد  ورمز تاريخي بأن تنظيمه هو الوحيد القادر على صنع مستقبل العراقيين  بخطوات سريعة ،  ولاتسرع يابابا  نحن  بانتظارك ، تفاؤل القادة  يستمد  حضوره في المشهد العراقي من حجم التمثيل في البرلمان ، والحصول على وزارات سيادية ، فضلا عن فاعلية اللجان الاقتصادية داخل التنظيمات في توفير الموارد المالية ، من خلال عقود تراخيص استيراد مفردات البطاقة التموينية من دول الجوار الداعمة للتجربة الديمقراطية العراقية .
قوس قزح  الساسة المتفائلين سكوب ملون يعرض يوميا على شاشات الفضائيات الحزبية ليقدم للمشاهدين مشاهد مصورة لتطبيق نظريات الحكم الحديثة في بلد يعد الاغنى بثرواته النفطية بين دول المنطقة،  لكنه يعاني ازمة مالية ، قد تفرض تداعياتها  اصدار "قرارات ثورية" بتاييد القيادة الحكيمة لاستقطاع مبالغ من مرتبات الموظفين والمتقاعدين،  واستثناء اصحاب الدرجات الخاصة ، اين يكمن  التفاؤل ياصاحب السعادة؟ العراقيون يتطلعون الى ان تكون خطبة الاسبوع المقبل مخصصة لتحديد موقع بوابات المستقبل، في عشوائيات ابو المعالف ام في موقع معسكر الرشيد او في منطقة المعامل الخاضعة لسيطرة الامراض المستوطنة ؟؟
البلد النفطي مهدد  بالافلاس ،  الدول الخليجية شرعت بمعالجة العجز باجراءات معلنة ، اما الحكومة العراقية وقيادتها الحكيمة المقيمة في المنطقة الخضراء، فانشغلت  بانتظار ارتفاع اسعار النفط  لتثبت صدقية اقوال الساسة بوجود قوس قزح لكي تسهم السلطة التنفيذية  بدورها في ترسيخ  ثقة ابناء الشعب بالقوى السياسية وزعمائها من اصحاب الخدمة الجهادية .
 محافظة البصرة تعيش هذه الايام في احد فصول خرابها ، احد المقاولين بعد فشله في الحصول على مستحقاته المالية من ديوان المحافظة اطلق النار على راسه  من مسدسه الشخصي ، مقاولان آخران فارقا الحياة نتيجة ارتفاع نسبة السكر ،  الخبر  نشرته وسائل اعلام محلية ،  وتناقلته صحف عربية ، من دون اضافة تعليق ،  لأن مضمون الخبر يعطي اشارة واضحة الى رجال الاعمال والشركات الاجنبية بأن العراق لايصلح ان يكون بيئة اسثمارية بوجود تنظيمات سياسية  فرضت على اصحاب محال بيع الخمور دفع الاتاوات مقابل ضمان حمايتهم من الخارجين على القانون والميليشيات المنفلتة الوقحة ، فعلا هذا  التوجه يعد  مبعث تفاؤل لعشاق المفرد المختوم ، وهبهب ابو الطبّة .