اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نتيجة صادمة

نتيجة صادمة

نشر في: 30 ديسمبر, 2015: 09:01 م

مركز عربي للابحاث أعلن أخيراً عن أن نتائج استبيان للرأي أجراه في عدة بلدان عربية أظهرت أن 89 بالمئة من المستبينة آراؤهم لديهم موقف سلبي تجاه داعش، وأن 7 بالمئة فقط لديهم موقف إيجابي تجاه التنظيم الارهابي.
بالطبع نسبة 89 بالمئة تعني أغلبية ساحقة فيما نسبة 7 بالمئة أقلية ضئيلة، لكنّ الأمر ليس كذلك في قضية تتعلق بالموقف من داعش بالذات، فالنسبتان لا تبعثان على الفرح والاطمئنان برغم الفارق الشاسع بينهما. الأمر يتعلق هنا بالموقف من تنظيم إرهابي شديد التطرف، يستعيد العدوانية الوحشية والاستبداد السافر للحكومات الثيوقراطية والقبلية في العصور الغابرة.
الاستبيان الذي نظّمه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، أُجري في 12 بلدًا عربيًّا، هي: موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السّودان، فلسطين، لبنان، الأردن، العراق، السعوديّة والكويت، وشمل 18 ألفاً و311  شخصاً أجريت معهم مقابلات شخصيّة وجاهية ضمن عيّناتٍ ممثّلة لتلك البلدان. تاريخ إجراء الاستبيان مهم جداً، وهو امتد من شهر أيار/ مايو الى شهر أيلول/ سبتمبر من العام الحالي، أي بعد مرور سنة كاملة على احتلال داعش ثلث مساحة العراق تقريباً بمدنه الكبيرة المهمة. وعلى مدى تلك السنة كانت قد تجسّدت عدوانية داعش ووحشيته بأوضح الصور، من قطع الرؤوس والحرق في أقفاص مغلقة بالنسبة للمسلمين إلى القتل الجماعي والسبي والاغتصاب بالنسبة لغير المسلمين، فضلاً عن تدمير الصروح الثقافية والتاريخية بما فيها جوامع ومكتبات ومتاحف.
نسبة 7 بالمئة كبيرة جداً. إنها تسمح بالتمثيل القوي في الهيئات التمثيلية الحاكمة. هذه النسبة تعني أن داعش يمكن أن يكون له في الأقل 27 عضواً في البرلمان المغربي، مثلاً، أو 35 عضوأ في البرلمان المصري أو 23 عضواً في البرلمان العراقي.. كثير من الأحزاب في بلداننا تحلم بأن تحقق نسبة كهذه في الانتخابات العامة والمحلية ... وداعش بهذه النسبة يمكن أن يكون كتلة برلمانية مؤثرة للغاية في اتخاذ القرارات وسن التشريعات وتوجيه الرأي العام في بلداننا.
هذه النسبة العالية في تأييد العرب لتنظيم إرهابي متطرف تعني أننا مجتمعات مريضة، ترتضي لنفسها  أن توفّر الملاذ الآمن للقتلة السفاحين.
كيف لنا أن نخرج من هذه الحال المرضية؟
العلاج معروف، والمشكلة أن الذين في قدرتهم العلاج لا يوفّرونه، وأصحاب القدرة هم الذين في أيديهم السلطة والنفوذ والمال في بلداننا العربية.. نتائج الاستبيان أظهرت أن المستطلعة آراؤهم لديهم وجهات نظر محددة تجاه الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل القضاء على الإرهاب وتنظيم داعش، فقد أفادت أكبر نسبة منهم (28%) بأنّ دعم التحول الديمقراطي في البلدان العربية هو الإجراء الواجب اتخاذه للقضاء على الإرهاب وداعش، فيما أفاد 79% بأنّ النظام الديمقراطي التعدّدي هو نظام ملائم ليطبَّق في البلدان العربية، واعتبر ما بين 61% و 75% أنّ أنظمة مثل النظام السلطوي أو نظام الأحزاب الإسلامية، أو النظام القائم على الشريعة الإسلاميّة، هي أنظمةٌ غير ملائمة لكي تطبَّق في بلدانهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    ان انصار ومحبى الداعش ليسوا من اهل العلم بل من المتعصبين دينيا وفهمهم للانسان خاطىء ويعيشون فى ظل حكومات متعصبه ودكتانوريه مثل المملكه العربيه السعوديه او ينحدرون من جمهوريات سوفيتيه سابقا وفيهم المسلمون الدين يعيشون فى اوروبا ويكرهون الغرب-------ان ه

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram