مركز عربي للابحاث أعلن أخيراً عن أن نتائج استبيان للرأي أجراه في عدة بلدان عربية أظهرت أن 89 بالمئة من المستبينة آراؤهم لديهم موقف سلبي تجاه داعش، وأن 7 بالمئة فقط لديهم موقف إيجابي تجاه التنظيم الارهابي.
بالطبع نسبة 89 بالمئة تعني أغلبية ساحقة فيما نسبة 7 بالمئة أقلية ضئيلة، لكنّ الأمر ليس كذلك في قضية تتعلق بالموقف من داعش بالذات، فالنسبتان لا تبعثان على الفرح والاطمئنان برغم الفارق الشاسع بينهما. الأمر يتعلق هنا بالموقف من تنظيم إرهابي شديد التطرف، يستعيد العدوانية الوحشية والاستبداد السافر للحكومات الثيوقراطية والقبلية في العصور الغابرة.
الاستبيان الذي نظّمه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، أُجري في 12 بلدًا عربيًّا، هي: موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر، السّودان، فلسطين، لبنان، الأردن، العراق، السعوديّة والكويت، وشمل 18 ألفاً و311 شخصاً أجريت معهم مقابلات شخصيّة وجاهية ضمن عيّناتٍ ممثّلة لتلك البلدان. تاريخ إجراء الاستبيان مهم جداً، وهو امتد من شهر أيار/ مايو الى شهر أيلول/ سبتمبر من العام الحالي، أي بعد مرور سنة كاملة على احتلال داعش ثلث مساحة العراق تقريباً بمدنه الكبيرة المهمة. وعلى مدى تلك السنة كانت قد تجسّدت عدوانية داعش ووحشيته بأوضح الصور، من قطع الرؤوس والحرق في أقفاص مغلقة بالنسبة للمسلمين إلى القتل الجماعي والسبي والاغتصاب بالنسبة لغير المسلمين، فضلاً عن تدمير الصروح الثقافية والتاريخية بما فيها جوامع ومكتبات ومتاحف.
نسبة 7 بالمئة كبيرة جداً. إنها تسمح بالتمثيل القوي في الهيئات التمثيلية الحاكمة. هذه النسبة تعني أن داعش يمكن أن يكون له في الأقل 27 عضواً في البرلمان المغربي، مثلاً، أو 35 عضوأ في البرلمان المصري أو 23 عضواً في البرلمان العراقي.. كثير من الأحزاب في بلداننا تحلم بأن تحقق نسبة كهذه في الانتخابات العامة والمحلية ... وداعش بهذه النسبة يمكن أن يكون كتلة برلمانية مؤثرة للغاية في اتخاذ القرارات وسن التشريعات وتوجيه الرأي العام في بلداننا.
هذه النسبة العالية في تأييد العرب لتنظيم إرهابي متطرف تعني أننا مجتمعات مريضة، ترتضي لنفسها أن توفّر الملاذ الآمن للقتلة السفاحين.
كيف لنا أن نخرج من هذه الحال المرضية؟
العلاج معروف، والمشكلة أن الذين في قدرتهم العلاج لا يوفّرونه، وأصحاب القدرة هم الذين في أيديهم السلطة والنفوذ والمال في بلداننا العربية.. نتائج الاستبيان أظهرت أن المستطلعة آراؤهم لديهم وجهات نظر محددة تجاه الإجراءات التي يجب اتخاذها من أجل القضاء على الإرهاب وتنظيم داعش، فقد أفادت أكبر نسبة منهم (28%) بأنّ دعم التحول الديمقراطي في البلدان العربية هو الإجراء الواجب اتخاذه للقضاء على الإرهاب وداعش، فيما أفاد 79% بأنّ النظام الديمقراطي التعدّدي هو نظام ملائم ليطبَّق في البلدان العربية، واعتبر ما بين 61% و 75% أنّ أنظمة مثل النظام السلطوي أو نظام الأحزاب الإسلامية، أو النظام القائم على الشريعة الإسلاميّة، هي أنظمةٌ غير ملائمة لكي تطبَّق في بلدانهم.
نتيجة صادمة
[post-views]
نشر في: 30 ديسمبر, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
ان انصار ومحبى الداعش ليسوا من اهل العلم بل من المتعصبين دينيا وفهمهم للانسان خاطىء ويعيشون فى ظل حكومات متعصبه ودكتانوريه مثل المملكه العربيه السعوديه او ينحدرون من جمهوريات سوفيتيه سابقا وفيهم المسلمون الدين يعيشون فى اوروبا ويكرهون الغرب-------ان ه