اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الرمادي ورطة للجميع

الرمادي ورطة للجميع

نشر في: 2 يناير, 2016: 09:01 م

لازالت الساعات تمر بصعوبة في معارك الرمادي، لكن كل المؤشرات تؤكد ان داعش مستعدة لهزيمة كبيرة، وكان خطاب خليفتهم واضحا في هذا الاطار، كما ان الشباب المقاتلين في الجيش يريدون إعادة الاعتبار لهيبة الدولة بأي ثمن، والفخر يعلو على وجوههم عبر رموز واضحة فهمها الجميع، ولهذا ايضا أمكن القول بحصول أوسع إجماع عراقي على شرعية المعركة، رغم كل الانقسام.
لكن النشوة بكل هذه المعاني المشروعة لا يصاحبها حتى الآن تقدم سياسي يذكر، لا في السياسة البغدادية ولا في الفوضى الاقليمية المعجونة بالغضب، ولا في مواقف التحالف الدولي التي ظلت تراوح مكانها في معظم المقاربات السياسية.
الكثير ممن كانوا يطلبون التباطؤ في الحرب، انما كانوا يطلبون ترتيبات سياسية تسبق المعارك. فالحرب تبدأ باتفاقات لكي تجري ادارة التضحيات وحماية الانتصارات. اما نحن فقد ذهبنا نحو المعركة بلا اتفاقات. وهكذا بقيت اسئلتنا بدون أجوبة، فكيف سندير الأمن والسياسة وحقوق الانسان في الرمادي، بحيث نصحح اخطاء مرحلة المالكي؟ لم تصبح هذه الاستفهامات مادة لسجال جدي بعد. وهذا الفراغ خطير سيجري ملؤه بارتجال حكومي، وسيرد عليه بتسرع اجتماعي وسياسي مضاد، ولا نعلم اي بيئة من الاحتجاج الجديد ستنشأ في الرمادي وغدا في الموصل، وهو غضب تستغله نظائر داعش وامثالها اسرع مما نتصور. ولهذا ظل حلفاؤنا المتعقلون يقولون ان بغداد لا تدير معركة ميدانية بل عملا سياسيا يجب ان يكون حاذقا لبناء المستقبل السياسي للموصل والرمادي. وهذا بدأ فعليا مع وصول حيدر العبادي الى السلطة، ثم توقف وصرنا في لحظة انجماد تطول وتستطيل.
وماذا عن تكريت وقد كان يفترض ان تكون اول تجربة للتحرير وبناء مستقبل سياسي معاكس لن ينتج العنف. وهل درسنا نموذجها بشكل مناسب؟ وهل عادت هيبة النظام السياسي هناك بشكل مقنع؟ وهل توفرت العدالة التي تمتص الغضب، والتسامح الذي تحتاجه المجتمعات المحتربة؟ انا شخصيا لا اشعر بالتفاؤل حين أدرس حالة تكريت. ولذلك اعتقد ان الفرصة الاكبر تكمن في نموذج الرمادي، وان الوقت لم يفت بعد، لكن المزيد من تأجيل المشاكل السياسية ذات الصلة سيتحول الى عنصر مزعزع للاستقرار، وقد يجعلنا نخسر الرمادي ثانية، لان الجيوش تكر وتفر وتصعد وتنزل، والمجتمعات انما تصمد بالارادة والتماسك المستندين للشعور بالرضا. وهذا أمر يعاني في الانبار من عقدة "بزيبز" وسنوات من اللاتفاهم الدموي أحيانا.
لقد كنا نقول ان انهيارنا على يد داعش كان صدمة سياسية كبيرة يفترض ان توقظ العزائم وتدفع نحو تدبير جديد وشجاع. وفي لحظة انتصار جيشنا في الرمادي الذي يمكن ان يحوله الساسة الى ورطة جديدة، سنختبر مستقبلنا السياسي برمته، لنرى هل سنكرر خطايا نوري المالكي، ام نكون قادرين على الابتكار والمبادرة واثبات ان نظامنا السياسي ولد من جديد.
الامر لن يحصل في ساعتين او بضغة زر، لكننا نترقب اشارة البدء

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram