TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلاماً يا سنّة الرمادي

سلاماً يا سنّة الرمادي

نشر في: 3 يناير, 2016: 09:01 م

رغم ان فرحتي باسترجاع تكريت من داعش كانت بحجم البحر، الاّ انها باسترجاع الرمادي كانت بحجم المحيط. ليش؟ سؤال وجهته لنفسي غير مرة. لم انجح في إيجاد جواب جامع مانع كما يقول الأكاديميون. هذا الصباح كأني وجدت الجواب. انه: اللاطائفية.
بسبب كثرة الطائفيين، أحزابا وأفرادا وأنفاسا وعقولا، اكثرنا من الحديث عن الطائفي وصار من السهل علينا ان نعرّفه نظريا وإجرائيا: انه الذي يرى بأن طائفته اهم من الوطن، وان أبناءها هم وحدهم يستحقون الحياة، وليذهب أبناء الطوائف الأخرى الى الجحيم. الأخطر من ذلك انه مع ابن طائفته ينصره حتى لو سرق او أفسد او قتل:
وليت الذي بيني وبينك عامر    وبيني وبين العالمين خرابُ
ولندرة غير الطائفيين في هذا الزمن الأسود لم نفكر بتشخيصهم. ولم نمنحهم حقهم في الكتابة والتكريم. في النهاية ظلمناهم وظلمتهم الدولة حتى انها بخلت عليهم بالسلاح والعتاد. أين هم؟ بصراحة انهم أبناء الانبار وعشائرها السُنية التي قاتلت داعش بالكلمة والرفض والصمود والسلاح.
من اختار العيش نازحا في العراء ورفض البقاء تحت ظل ابن طائفته الإرهابي فهو غير طائفي. ومن وقف بوجه الدواعش الذين قد يكون بينهم ابن عشيرته، وليس ابن مذهبه فقط، يستحق وسام المواطنة والمجد. اما من ضحى بنفسه متحديا ابن طائفته المجرم فذلك سيثبت التاريخ انه حتى الفرات قد انحنى له تعظيما وتبجيلا.
سلاما يا سُنة الرمادي الذين قاتلتم الدواعش ورفضتموهم وفرحتم يوم كسرتموهم. سلاما لكم يا من وضعتم العراق بين اعينكم قبل الطائفة والعشيرة. سلاما لكل انباري مواطنا كان او مسؤولا خرج على الشاشات والفرحة تملأ عينيه بانتصار اهله على الطائفية.
أشهد انكم قدمتم أروع ردّ على من تاجر باسمكم، وعلى من ظلمكم من الطرفين. واشهد انكم اعطيتم للتاريخ درسا مشرّفا وبليغا لكل مجرم راهن على انكم ستحمونه او ترضون به. وصبرا يا كرام على ما حل بكم من بلاء ولحقكم من حيف. لقد اثبتم انكم أنفسنا حقا، نحن الذين مثلكم على الضفة الأخرى نحب العراق ونكره كل طائفي قميء.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    لعراق كله ابلادى------موصل بصرة و رمادى------------------يا داعش الاوغاد ------احنا نارنا وقادى------------وانا اصلى بغدادى-يازمرة الاعادى-------------------اترك هسة ابلادى-------شعبى اهل امجاد-------عرب ترك واكرادى------يابو بكر البغدادى--------انت اقدر

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram