الإثنين، 14 إبريل 2025

℃ 26
الرئيسية > أعمدة واراء > سلاماً يا سنّة الرمادي

سلاماً يا سنّة الرمادي

نشر في: 3 يناير, 2016: 09:01 م

رغم ان فرحتي باسترجاع تكريت من داعش كانت بحجم البحر، الاّ انها باسترجاع الرمادي كانت بحجم المحيط. ليش؟ سؤال وجهته لنفسي غير مرة. لم انجح في إيجاد جواب جامع مانع كما يقول الأكاديميون. هذا الصباح كأني وجدت الجواب. انه: اللاطائفية.
بسبب كثرة الطائفيين، أحزابا وأفرادا وأنفاسا وعقولا، اكثرنا من الحديث عن الطائفي وصار من السهل علينا ان نعرّفه نظريا وإجرائيا: انه الذي يرى بأن طائفته اهم من الوطن، وان أبناءها هم وحدهم يستحقون الحياة، وليذهب أبناء الطوائف الأخرى الى الجحيم. الأخطر من ذلك انه مع ابن طائفته ينصره حتى لو سرق او أفسد او قتل:
وليت الذي بيني وبينك عامر    وبيني وبين العالمين خرابُ
ولندرة غير الطائفيين في هذا الزمن الأسود لم نفكر بتشخيصهم. ولم نمنحهم حقهم في الكتابة والتكريم. في النهاية ظلمناهم وظلمتهم الدولة حتى انها بخلت عليهم بالسلاح والعتاد. أين هم؟ بصراحة انهم أبناء الانبار وعشائرها السُنية التي قاتلت داعش بالكلمة والرفض والصمود والسلاح.
من اختار العيش نازحا في العراء ورفض البقاء تحت ظل ابن طائفته الإرهابي فهو غير طائفي. ومن وقف بوجه الدواعش الذين قد يكون بينهم ابن عشيرته، وليس ابن مذهبه فقط، يستحق وسام المواطنة والمجد. اما من ضحى بنفسه متحديا ابن طائفته المجرم فذلك سيثبت التاريخ انه حتى الفرات قد انحنى له تعظيما وتبجيلا.
سلاما يا سُنة الرمادي الذين قاتلتم الدواعش ورفضتموهم وفرحتم يوم كسرتموهم. سلاما لكم يا من وضعتم العراق بين اعينكم قبل الطائفة والعشيرة. سلاما لكل انباري مواطنا كان او مسؤولا خرج على الشاشات والفرحة تملأ عينيه بانتصار اهله على الطائفية.
أشهد انكم قدمتم أروع ردّ على من تاجر باسمكم، وعلى من ظلمكم من الطرفين. واشهد انكم اعطيتم للتاريخ درسا مشرّفا وبليغا لكل مجرم راهن على انكم ستحمونه او ترضون به. وصبرا يا كرام على ما حل بكم من بلاء ولحقكم من حيف. لقد اثبتم انكم أنفسنا حقا، نحن الذين مثلكم على الضفة الأخرى نحب العراق ونكره كل طائفي قميء.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. د عادل على

    لعراق كله ابلادى------موصل بصرة و رمادى------------------يا داعش الاوغاد ------احنا نارنا وقادى------------وانا اصلى بغدادى-يازمرة الاعادى-------------------اترك هسة ابلادى-------شعبى اهل امجاد-------عرب ترك واكرادى------يابو بكر البغدادى--------انت اقدر

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

قناطر: الزبير والمُستزْبِرون

العمود الثامن: من يحاسب ضباط الداخلية ؟

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

العمود الثامن: اربيل تقرأ

 علي حسين صبيحة كل يوم يجد المواطن العراقي المسكين نفسه محاصرا بأخبار الصراع على السلطة، بين الذين يجلسون على كراسي السلطة.. حالة غريبة وعجيبة. هذا المواطن بعد تجربة مريرة لن يصدق أكذوبة أن...
علي حسين

كلاكيت: "ندم" وعودة الفيلم الجماهيري

 علاء المفرجي الانتاج السينمائي الموجه للجماهير العريضة بهدف جني الارباح من شباك التذاكر، هو الظاهرة التي لازمت الانتاج السينمائي في كل مكان، وربما كانت السبب الأساس في تراكم خبرة السينمات التي أزدهرت فيما...
علاء المفرجي

مرور نصف عقد على رحيل رفعة الجادرجي 10 نيسان 2020

بلقيس شرارة منذ خمسة اعوام فارق رفعة الحياة، وترك فراغاً كبيراً في حياتي. فقد كان رفيق فكر منذ ان تعّرفتُ عليه، وارتبطت حياتنا بذلك التقارب الفكري الذي ثبّت الأسس التي بنيت عليها تلك الرفقة...
بلقيس شرارة

الحاكم بمنظور إمام سلطة الحق

د. قاسم حسين صالح يعدّ الأمام علي اول خليفة وأول رجل دين في الأسلام ينتبه وينّبه الى صفة غاية في الأهمية يشترط توافرها في الحاكم هي ان يكون متمتعا ( بصحة نفسية وعقلية!).. وتعني...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram