اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تفجيرات بابل وخفّة التصريحات العجولة

تفجيرات بابل وخفّة التصريحات العجولة

نشر في: 4 يناير, 2016: 09:01 م

ما كان لزاماً على شخص كرئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل ولا حريًّاً به أن يكون بمثل هذه الخفّة لكي يسارع بتوجيه الاتهام إلى جهة أو أكثر بالمسؤولية عن التفجيرات الإرهابية التي طالت عدداً من المساجد في المحافظة فجر أمس.
أقول خفّة لأن رئيس اللجنة الأمنية لم يقدّم الدليل على أن إتهامه صحيح ويستند الى معلومات دقيقة وسليمة. وأقول خفّة لأن عواقب تصريح عجول وغير موثّق، مثل هذا،  يمكن أن تكون له عواقب جسيمة على صعيد إثارة الفتنة الطائفية في وقت يقتضي من المسؤولين في الدولة بذل كل جهد لتطويق الأمر والحؤول دون أية تداعيات طائفية محتملة.
رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل تطوّع بالقول أن تنظيم داعش والسعودية يقفان وراء التفجيرات التي طالت جوامع لأهل السنة في المحافظة، مع أنه أشار، وهو يوجّه اتهاماته، إلى تشكيل لجان تحقيقية لكشف المنفذّين! (المدى برس)، من دون أن يكشف لنا كيف تسنّى له أن يعرف أن داعش والسعودية قد اجتمعا على تنفيذ هذه التفجيرات!
ما يفضح خفة رئيس اللجنة الأمنية في بابل أن المعلومات التي تضمنها بيان لوزارة الداخلية، وهي أكثر من رئيس اللجنة علماً ودراية بأوضاع الأمن في البلاد، لم تتوافق مع ما ورد في اتهامات المسؤول البابلي.
 وزارة الداخلية قالت في بيانها أن "هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف العراقية ضد بعضها، وثمة جهود تعمل لإحياء الاحتقانات المذهبية على خلفية أحداث تشهدها المنطقة فإن هذه المحاولات تقوم بها عناصر مدسوسة لزرع الفتنة واستغلال الظروف الإقليمية الراهنة"، ولم يقطع البيان، كما فعل رئيس اللجنة الأمنية في بابل، بمن يكون المسؤول المباشر أو غير المباشر عن العمل الإرهابي، وهذا هو الموقف المسؤول، فالعبرة في معرفة الجناة للقبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء، وليس توجيه الاتهامات الجزافية التي قد تؤدي الى إفلات الجناة الحقيقيين من العقاب. وهذا بالضبط ما فعلته وزارة الداخلية التي دعت في بيانها  إلى "الحذر الشديد من هذه المحاولات، كما ندعو وسائل الإعلام الى التحلي بالمسؤولية الوطنية والمهنية والأخلاقية بعدم الترويج لما يهدف له أعداء العراق".
كان المنتظر من رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل أن يكون أكثر كياسة وحذراً، فلا يستعجل حتى تتكشف الحقيقة من التحقيقات التي تجريها اللجان التي أعلن بنفسه عن تشكيلها. بخلاف هذا فان المسؤول البابلي يعطي الإنطباع بأنه يسعى من وراء تصريحه العجول، إلى إبعاد النظر عن الجناة الحقيقيين الذين يمكن أن يكونوا من العناصر الشيعية المتطرفة طائفياً غير المنضبطة الموجودة بيننا والمسؤولة عن عمليات مماثلة حدثت في الماضي، مثلما هي موجودة العناصر السنية المتطرفة طائفيا وغير المنضبطة والمسؤولة هي الأخرى عن أعمال إرهابية  غير قليلة.
تصريحات من هذا النوع يمكن لها أن تضعف الثقة بالمؤسسات ومسؤوليها لجهة ما يُقدم منها ومنهم من معلومات بشأن الاوضاع الأمنية في البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. طارق الجبوري

    طرح موضوعي ورصين كنت اتمنى ان ينسحب على خبر التفجيرات المنشور في الصفحة الاولى من المدى وبرأي المتواضع كان يفترض ان تصاغ مقدمة الخبر بطريقة تزاوج بين رأي وزارة الداخلية في بيانها وبين تصريح رئيس الجنة الامنية .. واسف لهذه الملاحظة النقدية التي لااقصد منها

  2. ييلماز جاويد

    قد تكون مقصودة من رئيس اللجنة الأمنية في بابل ، فقد لبس بعض السياسيين لبوس الحريصين وتبوأوا المناصب ومنها يمارسون خلق الفتن طائفية كانت أو غيرها خدمة لمصالحهم . فلا يمكن تفسير مثل هذا العمل بهذه البساطة بالعجالة .

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram