TOP

جريدة المدى > سينما > مخبوءات نفسية تضيء عوالم الشاعرة "انطونيا بوتسي"

مخبوءات نفسية تضيء عوالم الشاعرة "انطونيا بوتسي"

نشر في: 7 يناير, 2016: 12:01 ص

يتمحور فيلم انطونيا ( Antonia ) حول السيرة الذاتية للشاعرة"  انطونيا بوتسي "  وحياتها المؤثرة  . حيث استطاع المخرج "فرديناندو شيتو فيلومارينو" Ferdinando Cito Filomarino اظهار تفاصيل علاقته القوية مع قصائدها التي تتغلغل في اعماق كل مشه

يتمحور فيلم انطونيا ( Antonia ) حول السيرة الذاتية للشاعرة"  انطونيا بوتسي "  وحياتها المؤثرة  . حيث استطاع المخرج "فرديناندو شيتو فيلومارينو" Ferdinando Cito Filomarino اظهار تفاصيل علاقته القوية مع قصائدها التي تتغلغل في اعماق كل مشهد يحمل حسيا روح كلماتها الشاعرية،  لاستخراج جوهر شخصيتها ومعالجتها داخليا لتتواءم مع لغة التصوير وقوتها في ترجمة الحركة التفاعلية للشاعرة التي تلعب دورها الممثلة ( ليندا كاريدي) حيث تفاعلت مع الشخصية بقوة اندمج معها المتلقي.
لأن الشاعرة "انطونيا بوتسي"  بدأت كتابة الشعر في سن السادسة عشرة منذ المراهقة،  وبحساسية مرهفة وسلوكيات حالمة بالحرية والحب،  لكنها لم تستطع ان تثير اهتمام من حولها لتتبوأ كشاعرة مكانتها داخل الاوساط الادبية كما يجب ،  ولم تحصل على الاهتمام  الكامل بأعمالها في الوسط الثقافي آنذاك كما ينبغي ان تكون تبعا لما تحمله قصائدها من مضمون انساني عامر بالحب،  فلم تنشر أعمالها إلا بعد وفاتها في سن السادسة والعشرين حيث قامت بالانتحار وهي المولودة في أسرة ثرية من مدينة ميلانو الايطالية عام 1912م.
فهل استطاع المخرج نقل شغفه بالشاعرة انطونيا الى جمهور فيلم يستحق التصفيق بحرارة فعلا؟
تقارب ملموس بين المخرج والشاعرة التي استطاع منحها نبض رؤيته الشاعرية في الاخراج المتقن ان من حيث التعابير الناطقة على وجه الممثلة ليندا..او من خلال الاجواء المحيطة بها والديكور المتلائم مع الزمن والموسيقى التصويرية التعبيرية المنسجمة مع الاداء،  والقصائد المختارة في زمن عانت فيه الشاعرة انطونيا من حب سلطوي قادها الى الانتحار بعد فورة المشاعر التي ترجمتها الى قصائد ما زالت حتى الآن،  فهل استطاع المخرج "فرديناندو شيتو فيلومارينو " الحصول على بطاقة حياة لتدخل الشاعرة الى فيلم سينمائي يجسد حياتها برؤية مخرج استطاع خلق حبكة درامية شاعرية  تناغمت بها الممثلة "ليندا كاريدي "Linda Caridi بعد تقمص بارع ولعب في تفاصيل المشاهد بلغة جسد حسية لها فتنتها البصريه عند المشاهد،  ما يساعد في فهم حياة هذه الشاعرة الايطالية ومعاناتها في ظل زمن لم يحمل لها الا الالم والاضطرابات النفسية والكبت والحب المتأزم في تفاصيله المؤرخة في قصائدها التي انتشرت بعد وفاتها،  فهل للثراء والسياسة دورهما في تأزيم حياة شاعر انهى حياته بلحظة تسرب فيها اليأس الى نفسه؟
يكشف الفيلم عن مخبوءات نفسية تضيء عوالم الشاعرة "انطونيا بوتسي"،  فتغمر المتلقي برومانسياتها التي تضفي على المشاهد جمالية الممثلة "ليندا كاريدي"  وقدرتها على خلق شاعرية جسدية مضافة الى مواقفها الاجتماعية التي تمت دراستها من خلال السيناريو،  وتوافقه مع التمثيل والاخراج،  وكأن طاقم الفيلم تتوحد بينهم صفة الشاعرية الفنية المتناغمة مع ادوار العمل السينمائي بكافة تطلعاته حيث استطاع المشاهد الدخول الى عالمها الحسي،  وترسباته النفسية الحساسة جدا لامرأة تكشف عن روحها الشاعرية ومفاهيمها في الحب والحياة  الى جانب الموسيقى التصويرية المشبعه بالاحاسيس الايقاعية التي تساعد المشاهد في الدخول الى عمق الفيلم،  وقيمه الاخلاقية والاجتماعية ومعايير الادب الذي يحتاج الى الحرية.  لتشرق حروفه في انفس القراء الذين ادركوا حياة الشاعرة بعد موتها كالمخرج " فرديناندو شيتو فيلو مارينو".
الخطاب البصري في المشاهد الخاصة  تخطى باسلوبه الديناميكي التفاصيل الصغيرة بدقة التصوير والخلفيات المدروسة والمدعومة بالتفاوت الزمني و الحركة والاضاءة مع بعض المرونة في التصوير الخارجي الذي يشكل بصمته في بعض الاحيان قوة تعبيرية بصرية،  وكأن السيناريو التصويري هو جزء من السيناريو العام،  وقد نجح المخرج في رؤيته الدقيقة والعميقة التي استطاعت تحقيق المتعة عند المشاهد،  ليجمع بذلك بين التقنيات كلها في الفيلم لتتوحد مع الرؤية الاخراجية بشكل عام.
فيلم ( Antonia )من اخراج"  فرديناندو شيتو فيلو مارينو "Ferdinando Cito Filomarinoمن مهرجان بيروت للافلام 2015.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

ماذا تبقى من القانون الدولي؟

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

ديالى تتجه نحو الطاقة الشمسية لمواجهة "أسوأ أزمة" كهرباء مرتقبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram