TOP

جريدة المدى > سينما > ذاكرة السينما: فيلم "إلى أستاذي مع حبي"

ذاكرة السينما: فيلم "إلى أستاذي مع حبي"

نشر في: 7 يناير, 2016: 12:01 ص

• تمثيل: سيدني بوتير, ليليان• اخراج: جيمس كلافيل
ثيمة الفيلم مبنية على أن المعلم الحق هو إنسان موهوب لخلق علاقة صادقة وبناءة مع التلاميذ من أجلهم.وقصة الفيلم تدور حول مهندس (سيدني) يختار العمل كمدرس لحين حصوله على عمل يوائم اختصاصه . ومن س

• تمثيل: سيدني بوتير, ليليان
• اخراج: جيمس كلافيل

ثيمة الفيلم مبنية على أن المعلم الحق هو إنسان موهوب لخلق علاقة صادقة وبناءة مع التلاميذ من أجلهم.
وقصة الفيلم تدور حول مهندس (سيدني) يختار العمل كمدرس لحين حصوله على عمل يوائم اختصاصه . ومن سوء حظه انه ينسب للعمل في مدرسة من الصعب ادارتها بسبب مشاغبة طلابها المغفلين الذي سببوا انتحار احد المدرسين بعد أن يئس من اصلاحهم. ورغم هذه السمعة السيئة لهذه المدرسة يجرب العمل فيها فيبدأ بالتدريس ويعالج بصبر وأناة تصرفات هؤلاء الطلاب الشرسين حيث يتسلح بالهدوء والثقة مشفوعا بقلب ممتلئ بالمحبة والمشاعر الفياضة فيقتحم عالمهم الجحيمي بأسلحته المدروسة وبصبر عال.
تبدأ مشاهد الفيلم فترينا اول مماحكة تحدث معه وهو يسير في ساحة المدرسة عندما تقذف باتجاهه علبة صفيح فتصدم كفه فيصاب بجرح ما يستدعي تجمهر الطلاب حوله وينبهرون لدمه الأحمر معتقدين ان دم الزنجي يحمل لونا اخر يختلف عن دم الرجل الابيض . ورغم عمق الاهانة التي يتلقاها يمضي الى الصف غير مبال ولكنه يصدم داخل المكان برائحة عفنة تنبعث من المدفأة حيث وضع الطلاب فيها شيئا كريها- وهنا يزعق ويثور ويندى ويهذي ويشتد وقع المشهد اكثر عندما يستند بمرفقه على طرف المنضدة فتنهار به فيسقط على الارض . وهنا يعلو ضحك وصخب التلاميذ حوله فيعرف أنه مقلب مبيت وبعد ان يعصف به الغضب يسرع متجها الى غرفة المدرسين فلا يجد هناك سوى المعلمة جيليان- التي تتأثر لوضعه النفسي وهو يفرقع باصابعه منفعلا وهو يردد "اطفال ، اجل انهم اطفال."
وفي مشهد آخر للفيلم يدخل على الطلاب ويرفع حزمة من الكتب ويرميها في سلة المهملات فيما الطلاب ينظرون اليه بدهشة ثم يذهب الى عالمهم في اللهو والصخب. ثم ترينا مشاهد اخرى ذهابه الى صندوق البريد حيث ينتظر جوابا من الشركة الهندسية التي يروم العمل فيها فلا يجد جوابا ثم تأتي اللقطات متواترة حتى يقف سياق الموضوع عند استلام جواب الشركة فيشعر بالنشوة والخلاص من هذا الوسط الجحيمي فيخبر زميلته جيليان التي تسر لذلك ولكن تظهر على وجهها دلائل الندم والاسف على فراق هذا الشخص الذي اصبح أليفا اليهم ومن جانب اخر نرى تعلق احدى الفتيات له بينما ينظر هو اليها نظرة المدرس للطالب.
ويعكس لنا المشهد الأخير حفل توديع العام الدراسي والاستاذ سدني يقف بين الطلاب الذين يحيطون به بمحبة وينطلقون لتقديم هدية له عبارة عن اغنية "الى أستاذي مع اطيب التمنيات". وهنا تبرز مشاعر التعاطف اذ تغرورق عيون الطلاب فيما يخلو الاستاذ بنفسه داخل احد الصفوف وهو ينظر الى الهدية التي قدمها الطلاب له وقد بدأ الطلاب يعبثون بها وصدى هزئهم يدور من حوله وهنا يتذكر اليوم الاول الذي دخل فيه هذه المدرسة وينظر الى الطلاب ويخرج عقد العمل فيمزقه وهو يبتسم.
سيدني بوتير مواليد 1927 في فلوريدا حصل على جوائز  عديدة منها كولدن كلوب وجائزة الدب الفضي ثم جائزة الاوسكار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الذين يتمسحون بأذيال السيستاني

هل تنجح أسواق الهايبر ماركت في العمل في بيئة العراق؟

ماذا تبقى من القانون الدولي؟

اتحاد مقاولي ذي قار "غاضب" من تضرر 250 شركة: تخصيصات المشاريع الحكومية "غائبة"

ديالى تتجه نحو الطاقة الشمسية لمواجهة "أسوأ أزمة" كهرباء مرتقبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

أثار اهتمامي موضوع زوجات مقاتلي داعش فجسدت دور ربيعة

الفائزون في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

مقالات ذات صلة

سينما

"بغداد تثور"... مشاهد سينمائية ديناميكية من ساحة التحرير

قيس قاسم تطرح مُشاهدة "بغداد تثور" (2023)، للعراقي المقيم في النرويج كرار العزاوي، كغالبية الأفلام الوثائقية الراصدة حدثاً دراماتيكياً آنياً، السؤال الإشكالي نفسه: أينبغي التريّث والانتظار لتوثيقه، ريثما تنضج في ذهن السينمائي، المعني برصده،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram