TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلاش ... نكوف

كلاش ... نكوف

نشر في: 6 يناير, 2016: 09:01 م

باستثناء ابناء الريف ، تعرف  الشباب العراقي على السلاح  اثناء تأدية الخدمة العسكرية الالزامية في معسكرات التدريب الاساسي . بعد الانتهاء من تدريب المسير والى الوراء در وفتح النظام وضم النظام ، يمينا تراصف ، يطلب عريف الفصيل من الجنود جلب  قطعة قماش صفراء اللون وفرشاة  صغيرة  لتنظيف السلاح ، فيدخل الجنود  المستجدون الى مرحلة متقدمة في التدريب بحمل السلاح وتعلم تفكيكه وتركيبه ، في كل يوم يكررعريف الفصيل عبارته اليومية ، الغاية تعليم الرهط  استخدام  السلاح رشاشة  كلاشنكوف عيار ستة وسبعة بالعشرة ملم تعمل بقوة الغاز ونابض الارجاع ، ، ترمي الصلي والمفرد ، سعة المخزن 30 طلقة من العتاد الخارق الحارق . بعد الذهاب الى ميدان الرمي،  تنتهي الدورة  التدربية  ليستقبل عريف الفصيل مجموعة اخرى .
في سنوات اندلاع الحرب العراقية الايرانية  حمل معظم العراقيين  رشاشة الكلاشنكوف فاصبحت  ملازمة لهم طوال سنوات خدمتهم الالزامية والاحتياط التي عبرت الحد المقرر ، في المدارس الابتدائية  دخلت الكلاشنكوف اثناء مراسم رفع العلم في ايام الخميس من كل اسبوع تجسيدا لشعار "للقلم والبندقية فوهة واحدة"  . في منتصف التسعينات صدر قرار يقضي بشمول الوزراء وكبار قياديي الحزب الحاكم وكبار المسؤولين بالتدريب العسكري ، ونقل التلفزيون الرسمي  في ذلك الوقت  مشاهد مصورة تظهر مراحل التدريب واستعداد الرهط لتعلم  اساليب الرمي بوضع الانبطاح  لخوض المعركة ضد الامبريالية والصهيونية  باستخدام السلاح الابيض .
  بعد الغزو الاميركي للعراق ، اصبح السلاح يباع في أسواق الأرصفة ، احد الباعة في حي البياع كان ينادي على بضاعته بالقول "كلاش بمية  كلاش نص اخمص بمية وخمسين الف دينار"  المبلغ بحسابات ذلك الوقت كان كبيرا ، البضاعة المعروضة من اسلحة الجيش العراقي المنحل ، وصلت الى الباعة بطرق متعددة فعرضت للبيع  بموجب  قاعدة (سلاح الجيش للشعب) للدفاع عن النفس وسور الوطن .
مع تردي الاوضاع الامنية  اختفى باعة الاسلحة من الارصفة ، اصبح التعامل ببيعها وشرائها  بالخفاء ، ارتفعت اسعارها وتجاوز سعر رشاشة الكلاشينكوف ربع المليون دينار مع اقبال واسع على اقتنائها ، انتعش نشاط تجار السلاح ، مع تشكيل جماعات مسلحة بمزاعم الدفاع عن مكوناتها الاجتماعية ، وصدور بيانات  من جهات سياسية ودينية  تمنع  انضمام الشباب الى الجيش والشرطة.
 رغبة  الكثير من العراقيين  في اقتناء السلاح الشخصي جاءت نتيجة طبيعية  لعجز الاجهزة الامنية عن ملاحقة منفذي عمليات الاغتيال والاختطاف . في ضوء ذلك اصدرت الحكومة قرارات  تقضي بالسماح للإعلاميين والاطباء واساتذة الجامعات بحمل السلاح بموجب تراخيص من وزارة الداخلية  لم تسعف حامليها من التعرض للقتل على يد عناصر جماعات مسلحة تنفذ عملياتها  بدوافع تصفية حسابات سياسية ، اولاشعال نزاعات مسلحة ، تصب في صالح تجار الاسلحة ، ليس من المستبعد ان  يكون صاحب مقولة "كلاش بمية" واحدا منهم ، تحول الى تاجر تخصص ببيع الهاونات عيار 80 ملم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram