اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > الحقيقة النافقة مع العجول

الحقيقة النافقة مع العجول

نشر في: 6 يناير, 2016: 09:01 م

لا ينبغي أن نفرح بأي شكل وأي مستوى بانكشاف أمر العجول النافقة المستوردة التي ضعنا فيها مع التصريحات المتضاربة لمسؤولي الدوائر المعنية بالقضية،  فما عدنا نعرف إن كانت العجول قد نفقت في عرض البحر أم في ميناء خور الزبير أم عند نقلها إلى بغداد!
  ليس ثمة ما يُفرح  في أمر الانكشاف، فهذا التضارب في المعلومات المتدفّقة إلى الإعلام جعل رأس الخيط ضائعاً، وعندما يضيع رأس الخيط ليس في وسع أحد أن يغزل. الدوائر المعنية أو ذات الصلة بالقضية ( وزارتا الزراعة والصحة وإدارة ميناء خور الزبير) قدّمت معطيات غير متوافقة، ومن الواضح أن كلّ طرف سعى لإخلاء مسؤوليته وإراحة باله، ولن نعجب إن انتهت القضية برمتها إلى أن تُسجّل ضد مجهول، حالها حال آلاف القضايا المشابهة والمختلفة التي ظلّ فاعلوها مجهولين، مع أنهم معلومون في الواقع. هل كان التضارب في التصريحات والمعلومات مقصوداً هذه المرة أيضاً كيما "يضيع الدم بين القبائل"!؟
القضية موضوعة الآن في عهدة التحقيق بحسب آخر "التطمينات"، لكن هذا أيضاً لا يبعث على البهجة والسرور، فليس ثمة أمل في أن ينتهي التحقيق إلى نتيجة مثمرة تفيد في الإفصاح عن واقع ما جرى، وفي عرض حقيقة المسؤول عمّا جرى.
وحتى لو أسفر التحقيق عمّا يجب أن ينتهي إليه، كيف لنا أن نتوثق من أن المسؤول عمّا جرى، تاجراً كان أم موظفاً حكومياً، لن ينجح في تقديم الرشى وتوسيط النافذين من أفراد الطبقة السياسية الحاكمة؟ .. كيف سنتأكد من أنه سيواجه العدالة وينال العقاب المستحق، ومنه دفع التعويضات عن الأضرار أو المخاطر الناجمة عن هذا الفعل؟
على الدوام كان الفاسدون والمفسدون، وبخاصة الكبار منهم، قد برعوا في إخراج أنفسهم "مثل الشعرة من العجين" من قضايا كقضية العجول النافقة وأكبر وأخطر. والقلة القليلة ممن  لم يفلحوا في إخراج أنفسهم من العجين لم يمسّهم السوء ولا نالتهم يد العدالة، فقد فرّوا خارج البلاد مستحوذين على الجمل بما حمل، ولم تكلّف أيّ من الحكومات المتعاقبة نفسها ملاحقتهم واسترداد ما نهبوه. وما كان أحد منّا واهماً في إمكانية الملاحقة، فالفاسدون الفارون قياديون في الأحزاب الحاكمة أو شركاء لهم في "البيزنس" .. ومن يقدر على الأحزاب الحاكمة وميليشياتها؟!
قصارى القول في هذه القضية أن العجول التي نفقت بين الخليج العربي وميناء خور الزبير، أو بين هذا الميناء وبغداد ستنفق معها الحقيقة كالعادة في ما يبدو!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. بغداد

    بما ان الاستعمار وجد في عقلية القبلي غريزة حبه في تضييع الدم بين القبائل فعندما احتلت امبراطورية وحيد القرن العراق عام ٢٠٠٣ لكي يستمر مخطط السرقات ونهب ثروات البترول الذهب الاسود وملياراته وتهريبها بواسطة عملية غسيل الاموال بالوكالة كيف يطمطمون عملية تبخر

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram