TOP

جريدة المدى > تحقيقات > وصلت إصاباتها ووفياتها معدلات قياسية..انتشار الأمراض الوبائية يُجابه بحلولٍ ترقيعية !

وصلت إصاباتها ووفياتها معدلات قياسية..انتشار الأمراض الوبائية يُجابه بحلولٍ ترقيعية !

نشر في: 9 يناير, 2016: 12:01 ص

تتكرر المخاوف عند الجميع في حال ظهور مرض انتقالي بين الحين والآخر يصيب الآلاف من أفراد المجتمع ويتساءل ابو سرمد وهو رجل في منتصف الستينيات عن الأسباب الحقيقية لظهور تلك ألامراض في حين يستذكر جيداً ان في مطلع السبعينيات كانت الاصابات محدودة. فلماذا هذ

تتكرر المخاوف عند الجميع في حال ظهور مرض انتقالي بين الحين والآخر يصيب الآلاف من أفراد المجتمع ويتساءل ابو سرمد وهو رجل في منتصف الستينيات عن الأسباب الحقيقية لظهور تلك ألامراض في حين يستذكر جيداً ان في مطلع السبعينيات كانت الاصابات محدودة. فلماذا هذه الأمراض تنتشر الآن مع التطور الطبي والتكنولوجي؟ هل هو فساد آخر، من اجل استنزاف مالي أم هي حقيقة تشير الى تردي الواقع الصحي والبيئي في العراق؟ متسائلا أيضاً الى متى سنبقى أسرى الأمراض الوبائية الفتاكة في مجتمع يعاني اصلاً من الحروب والتهجير وازمة السكن وتفشي البطالة وانتشار العصابات؟!

 

أمراض متوطنة
وزيرة الصحة والبيئة الدكتورة عديلة حمود صرحت لـ( المدى ) على هامش المؤتمر الصحفي الذي عُقد بخصوص الأمراض الوبائية: أن العراق والعديد من دول الجوار تتاثر بشكل واضح بظهور العديد من  الامراض الوبائية. مبينة: انه تم تشخيص هذه الحالة من قبل المنظمات الدولية، مشيرة: الى احصائيات رسمية توضح مدى تأثر البلاد بالعديد من  تلك الامراض الوبائية، والحالات المشخصة لدينا قياساً مع الحالات المسجلة في العديد من دول المنطقة.
واضافت وزير الصحة: ان هناك العديد من الامراض تم السيطرة عليها منها شلل الاطفال وغيرها من الامراض الوبائية. مستطردة: اما الامراض التي ظهرت موخراً مثل الكوليرا والنكاف والانفلونزا الموسمية  هي امراض متوطنة اصلاً  منذ عشرات السنين بالرغم من الجهود المبذولة من قبل الكوادر الصحية للسيطرة على تلك الامراض. مستدركة: لكن تبقي البنية التحتية والخدمات الاخرى المقدمة للمواطن تكون  عاملاً مساعداً للقضاء على تلك الامراض ومنها الامراض  الانتقالية تحديداً.

مخيمات النازحين أكثر عرضة
معاون مدير عام دائرة الصحة العامة  الدكتور محمد جبر يقول لـ( المدى ) إن وجود بيئة سليمة ونظام متابعة صحية  مستمر  سيسهم في السيطرة على الامراض الانتقالية والوبائية منها. مشيرا:  الى مشاكل عديدة تسبب هذه الوبائية منها الواقع البيئي، خاصة للمدارس وما يحيط بأبنيتها من نفايات، مبيناً: انها  أحد أسباب ظهور مرض النكاف.
وأضاف جبر: ان مخيمات النازحين  تشكل هي الأخرى مكانا ملائما لانتشار الأمراض والأوبئة الموسمية بسبب نقص الخدمات خاصة الصحية. مشيراً: ان الفرق الصحية المنتشرة في عموم البلاد تواصل متابعة حالات الاصابة بالامراض الانتقالية. لافتا: ان وزارة الصحة تقوم بالتنسيق والتعاون مع الوزارات الأخرى خاصة في ما يخص النازحين في المخيمات لانهم اكثر عرضة للاصابة بالامراض بسبب (بيئتهم غير المخدومة).

123 إصابة 6 وفيات
واسترسل معاون مدير عام دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة: أن الوزارة تقوم بحملة تلقيح في مخيمات النازحين للوقاية من الانفلونزا وشلل الاطفال والحصبة والحصبة المختلطة وحملات للتوعية ومتابعة ورعاية الحوامل . منوِّهاً: ان انتشار  الامراض الوبائية بشكل سريع ومنها  وباء الكوليرا والنكاف خاصة في المدارس كانت متوقعاً. مردفا: ان مرض الانفلوانز الموسمية سجل قرابة (123) اصابة بينها 6 حالات وفــاة.  

6000  إصابة بالنكاف  
من جانبه قال مدير اعلام  دائرة صحة بغداد / الرصافة  قاسم عبد الهادي لـ( المدى ) ان الحالات التي تم تشخيصها في الثاني من تشرين الثاني الماضي  وحتى قبل ايام  في مدينة الصدر (6000) حالة مشخصة  بمرض النكاف. مبينا: ويعود ارتفاع  الحالات الى اسباب عديدة منها عدم الاخبارالفوري من قبل الاهالي  والمدرسة  عن الحالات  المصابة  مما سبب ارتفاع الأعداد بشكل كبير.
وتابع عبد الهادي: بالاضافة الى عدم التزام الاهالي والمدرسة بالاجازة الاجبارية للطالب المصاب. مشيرا: الى   تشكيل (15) فريقا  صحيا لزيارة أكثر من (50) مدرسة  في المدينة  للقيام بحملات تلقيحية  وتوعوية  حول اهمية التلقيح وتجنب الامكان المزدحمة في الصفوف ذات الاعداد المرتفعة. داعيا: الى متابعة الصفوف المدرسية من اجل اكتشاف أية حالة جديدة من اجل تطويقها تجنباً لانتشارها.

لماذا هذا الانتشار ؟
المواطن سجاد حسين من سكنة مدينة الصدر يتساءل عن الاسباب الحقيقية وراء انتشار العديد من الامراض الوبائية في مدينة الصدر ، سجاد يقول لـ(المدى) إن الواقع البيئي الحقيقي لمدينة الصدر في غاية الحزن والتردي. مشيرا: الى تقصير واضح في جميع الخدمات البلدية  والصحية. مردفا: ان عدد وحجم المدارس لا يتلاءم مع أعداد  الطلبة !
واضاف حسين: ان بعض المدارس تضم اكثر من (700) طالب في 10 صفوف. متسائلا: هل هذا امر طبيعي؟ داعيا: الى التفكير الجدي والحقيقي لحل الواقع السكني والكثافة الهائلة في مدينة الصدر وايجاد الحلول المناسبة لها مع اهمية الحملات الصحية والتوعوية.

مسؤولية الصحة المدرسية  
اما المعلمة زهراء كاظم  في إحدى  مدارس  تربية الرصافة الثالثة تقول لـ(المدى) ان ظهور الامراض الانتقالية والوبايئة في العديد من مدارس مدينة الصدر كانت بسبب تقصير واضح ومجاملة قسم الصحة المدرسية في وزارة الصحة. مضيفة: اذ الواجب عليهم إعطاء وتقديم صورة واضحة عن الواقع الفعلي والحقيقي للواقع البئي للمدرسة نفسها. مردفة: بالتالي كانت النتائج واضحة امام الجميع وهو انتشار الامراض الوبائية، محمـّلة ( قسم الصحة المدرسية ) المسؤولية الكاملة.

كيلو نفايات 2000 ذبابة
الدكتور مثنى ابراهيم مدير مركز الامراض الانتقالية في وزارة الصحة أوضح لـ(المدى) ان توفر بيئة سليمة سيسهم في القضاء على الكثير من الامراض. متابعا: يعاني العراق من مشاكل ببئة واضحة اثرت بشكل كبير على الواقع الصحي وآخرها موجة الذباب بسبب تراكم وانتشار النفايات وسط الأحياء السكنية.
واسترسل د. ابراهيم: ان كل كليو غرام من النفايات يُسهم في تفقيس (2000) بيضة ذباب. مبينا: ان برنامج الاصحاح البيئي المعتمد في وزارة الصحة والبيئة من البرامج المتطورة اذ يمكن ان تُشكل فرق تضم العديد من الوزارات والجهات ذات العلاقة على تصيحيح الواقع البيئي من خلال تشخيص اماكن الخلل وأسباب تدهوره وسُبل الارتقاء به. مشدداً: ان برنامج الإصحاح أسهم في القضاء على موجة الذباب.

حلول ترقيعية
المهندس احمد نائل الربيعي  تحدث لـ( المدى ) بشان الواقع البيئي والصحي قائلا: نتحدث في موضوع شامل وهو كيفية ايجاد واقع بيئي صحي وملائم لحياة المواطن العادي والمتضمن توفير مياة صالحة للشرب وشبكة مجاري تستوعب الوضع العام للخريطة السكانية في عموم محافظات البلاد. مضيفا:  كذلك وجود طمر صحي حقيقي من خلال كيفية القضاء على النفايات الصلبة والسائلة. مبينا: ان هذا ليس من اختصاص وزارة الصحة فحسب بل مسؤولية الجهات التي انفقت المئات المليارات على مشاريع خدمية غير مكتملة ولا تصب في تاهيل الواقع الصحي والبيىء.
واوضح المهندس الربيعي: ان جميع الخطوات التى تتخد من قبل الجهات ذات العلاقة هي حلول ترقيقية ووقتية. مؤكدا: لذلك نرى ان الموجات الوبايئة والامراض الانتقالية تعود كل عام مما يسبب بمشاكل وذعر لدى المواطنين. مشيرا الى التبعيات المالية الضخمة الذى تنفقها الحكومة والمتمثلة بوزارة الصحة لغرض تطبيق خطة للقضاء على الوباء او المرض الانتقالي وهذا كله هدر للمال العام اذ قمنا باعداد مشاريع خدمية متطورة ومتكاملة مشيدة على اسس صحية وبيئية علمية.

تطبيق قانون تحسين البيئة
 المهندسة المتقاعدة جنان عبد الفتاح  توضح بحديثها لـ(المدى) أن اغلب ألامراض الوبائية المنتشرة في البلاد سببها عدم تنفيذ وتطبيق قانون حماية وتحسين البيئة والذي تضمن بنوده العديد من القضايا الهامة والخاصة في تحسين البيئة ومنها إزالة ومعالجة الضرر الموجود أو الذي يطرا عليها. مسترسلة: اضافة الى الحفاظ على الصحة العامة والموارد الطبيعية والتنوع الإحيائي والتراث الثقافي والطبيعي وهذا يتم  من خلال  التعاون مع الجهات المختصة بما يضمن التنمية المستدامة وتحقيق التعاون الدولي والاقليمي في هذا المجال .
واضافت المهندسة: كما عالج  القانون موضوع الملوثات البيئة أية مواد صلبة أو سائلة أو غازية والاهتزازات والاشعاعات وما شابهها من عوامل إحيائية تؤدي بطريق مباشر أو غير مباشر إلى تلوث البيئة. مشيرة: الى ان القانون حدد الحدود المسموح بها لتركيز كل ملوث من الملوثات التي يسمح بطرحها إلى البيئة بموجب المعايير الوطنية، كما ركز على موضوع النفايات  بجميع انواعها الصلبة والسائلة والغازية غير القابلة للاستخدام. مشددة: ان الحكومات المتعاقبة لم تعطِ أيَّ اهتمام  لموضوع تحسين البيئة مما أوصل البلاد الى هذه الحال، وان جميع الخطوات والإجراءات المتخذة هي ليست بالحلول الجذرية وانما وقتية واتفق مع الرأي القائل إنهــا ترقيعيـــة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram