بغداد/ السومرية نيوزأعلنت وزارة التخطيط، امس الاول عن إطلاق أول ستراتيجية للتقليل من الفقر في البلاد، تستمر مدة خمس سنوات، فيما اعتبر نائب رئيس الوزراء، أن نجاح هذه الخطة مرهون بتنفيذها من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية.
 وقال وزير التخطيط والتعاون الإنمائي علي غالب بابان، على هامش الإعلان عن انطلاق الستراتيجية بحسب "السومرية نيوز" امس الاول: إن "الستراتيجية التي تبنتها الحكومة وستنفذها وزارة التخطيط بالتعاون مع البنك الدولي، تهدف إلى تخفيف نسبة الفقر من 23% حاليا إلى 16% في سنة 2014". وأضاف بابان أن "الوزارة ترى أن من الصعب التصدي للفقر ما لم تتحرك عجلة القطاعين الزراعي والصناعي وباقي القطاعات الإنتاجية الأخرى"، مبينا "أننا لا يمكن أن نعالج مسألة الفقر بعلاجات وقتية وإنما نحتاج إلى التعامل مع علل ومشاكل الاقتصاد المحلي وحلها". ودعا الوزير إلى "تشجيع الاستثمار وتحويل المجتمع إلى مجتمع منتج للخروج من الفقر والبطالة والتضخم"، كما دعا الدولة الى "تقليص حجم النفقات التشغيلية وزيادة النفقات الاستثمارية، وأن تصرف الأموال التي يتم استحصالها من النفط بطريقة استثمارية".من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الوزراء رافع العيساوي إن "أسباب الفقر في البلاد قد تم وضعها أمام اللجنة المشكلة من ممثلي عدد من الوزارات المعنية لتقليل الفقر بالتعاون مع البنك الدولي والمنظمات الدولية". وأضاف العيساوي: أن "الوثيقة التي اعتمدتها الوزارات والتي وضعت على أساس علمي ستقدم إلى الحكومة ابتداء من العام الحالي 2010 ولمدة خمس سنوات ليتم تبنيها من جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية"، مشددا على أن "نجاح الستراتيجية مرهون بتنفيذها من قبل الوزارات ومؤسسات الحكومة ". ولفت العيساوي إلى أن "رئاسة الوزراء ألزمت جميع الوزارات بتنفيذ توصيات ومقررات هذه الستراتيجية وتضمينها ضمن الخطط الخمسية لجميع تلك الوزارات، على أن تستمد تخصيصاتها من ميزانيات هذه الوزارات". وفي السياق نفسه، ذكر رئيس اللجنة العليا لسياسات التخفيف من الفقر في البلاد مهدي العلاق، أن "اللجنة قامت بتحديد مظاهر الفقر وأماكن تواجد الفقراء في البلاد، وأعدت بناء على ذلك ستراتيجية وطنية لمدة خمس سنوات لتخفيض الفقر من 23% حاليا إلى 16% عام 2014". واشترط العلاق لإنجاز هذا الهدف "العمل على تحقيق ست محصلات أساسية خلال هذه السنوات وهي رفع دخل الفقراء، وتعليمهم، والاعتناء بصحتهم، وضمان الحماية الاجتماعية لهم، وتقليل التفاوت الاجتماعي بين الرجال والنساء، وتوفير بيئة سكن مناسبة للفقراء". وكشف العلاق عن أن "ظاهرة الفقر تنتشر في المناطق الريفية بثلاثة أضعاف ما هي عليه الحال في المدن"، لافتا إلى أن "المحافظات الجنوبية من أكثر المحافظات تأثرا بالفقر، وخاصة في محافظات المثنى التي تصل نسبة الفقر فيها إلى 49%، وبابل 41%، وصلاح الدين 40%، في حين تقل هذه النسبة في إقليم كردستان إلى 10%". يذكر أن بيانات المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق لعام 2007 والذي أعدته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي كشفت أن نسبة الفقر في الريف وصلت إلى 39% في حين وصلت نسبتها في المناطق الحضرية إلى 16%، فضلا عن أن نسبة العمالة الناقصة في الريف وصلت إلى 43%، وإلى 21% في المناطق الحضرية.