TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > متى يغلق فمه ؟

متى يغلق فمه ؟

نشر في: 8 يناير, 2016: 03:01 م

كان عالم الفيزياء الشهير البرت أينشتاين  يثير  الاهتمام أينما حل ،  بشعره المنفوش ،  وقدميه اللتين تنتعلان الحذاء دون جوارب وملابسه الفضاضة  ، وعندما استقبله ذات يوم  رئيس وزراء بريطانيا  تشرشل  ، طلب  منه أحد  الحاضرين  أن يشرح لهم النسبية، تأمل قليلاً ثم أجاب: إذا كان"أ"يرمز للنجاح فإن المعادلة يجب أن تكون على النحو الآتي: أ = س + ص + ع حيث يرمز" س "إلى العمل وحرف"ص"إلى اللعب.
وحين سأله الرجل عما يرمز إليه حرف"ع" أجابه آينشتاين: إلى إغلاق فمك..ربما سيقول البعض من القراء ها أنت يارجل تعود لهرطقاتك فتتبجح باسماء اينشتاين وتشرشل في وقت ، البلاد تعاني من الإفلاس وعصابات داعش .
ربما كانت الملاحظة صحيحة لو اننا نعيش في زمن سوي  ، لكن منذ أن ظهرت خطابات ساستنا  في بغداد والبصرة والانبار والحلة ،  وأنا والكثير من الكتاب نحاول ان ننبه الى الكابوس يحيط بنا ، سيفزعكم ياسادة ان البعض من سياسيينا يصرّون على التغاضي عن مآسي ملايين العراقيين  ، ولا يتذكرون هذا الشعب  إلا عندما يجلسون أمام الكاميرا .
تأمل من حولك قصة هذه البلاد ، مواطنون يعيشون أقسى الظروف ، وسياسيون يستحوذون على كل ثروات البلاد ،  أناس تحمل الهموم على اكتافها ، ونائب رئيس الجمهورية  يقول للحكومة عليكم الاقتراض من المواطنين لسد عجز خراب السنوات الماضية  
هل هناك أعجب من هذه المقولة ؟ نعم ، انها حكاية السيادة التي صدعوا رؤوسنا بها  ، فقد كشف لنا السيد نوري المالكي في آخر حوار له على قناة آفاق ، انه هدد الاميركان  في حالة عدم انسحابهم وانه  سيقود مقاومة مسلحة ضدهم ، كلام جميل وكلام معقول ، خصوصا بعد  ما اخبرنا السيد المالكي ان رئيس وزراء كوريا الجنوبية  قال له بالحرف الواحد " شلون كدرت تطلع القوات الاميركية .. احنه صارلنه 60 سنة ما كدرنا انطلعهم"
صحيح اننا أمام فئة جديدة من  السياسيين ،  لكن الذي نلحظه اننا أيضاً أمام فئة غير مألوفة من الذين يعيشون انفصالا كاملا عن الواقع.فلو كان للمالكي مستشارون لأخبروه ان كوريا الجنوبية هي التي تُصر على بقاء الاميركان لردع تهورات " الزعيم المبجل " في الجانب الشمالي والتي كانت آخر مغامراته تفجير قنبلة هيدروجينية ، والأهم ان مئات الآلاف من الكوريين الجنوبيين خرجوا قبل أشهر ليودعوا كتيبة اميركية عائدة الى بلادها .
لقد هزمت كوريا ، الاميركان ليس بتفجير الهمرات ، واعلان المقاومة المسلحة ، وانما بالعلم والتفاني والاخلاص ، واستطاعت ان تستعمر الاميركان في عقر دارهم ، وتحولت سامسونج الى أكبر منافس للشركات الاميركية  ، والسيارة الكورية تسير بالآلاف في شوارع واشنطن ونيويورك .
في مواجهة الخراب ، نجد ساسة  لا يرحمون أوطانهم بالصمت ؟ إنهم يصرون ان يخرجوا علينا كل يوم متفاخرين بما حققوا من بؤس وضياع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. محمد سعيد

    اخي الكاتب الحريص , كل كلامك لا ينطبق علي ابناء الرافدين ,الذين لا يعرفون ماهو التاريخ حيث ان معظمهم رعاع ,اضاعو المنطق والعقلانيه وغابت عن جموعه المسووليه والالتزام العام وفقد الوعي الاجتماعي , واصبح الفكر لديه مجرد مال وجاه وانتماء عشائري

  2. قيران المزوري

    استاذي الفاضل فاتك اهم قنبلة فجرها المالكي ولاول مر ة يكشف اسماء اللجنة المختارة من قبله ليفاوض الامريكان على الرحيل والهزيمة من العراق اتمنى ان تتابع اللقاء من جديد وتعرف اسماء الخبراء والعظماء لتعرف مستوى الاستهتار وعدم الادراك بمسقبل عظائم الامور المو

يحدث الآن

المنافذ تحقق أكثر من 2.2 تريليون دينار إيرادات جمركية في 2025

التشكيلة الرسمية لمنتخبنا الأولمبي لمواجهة عُمان ببطولة كأس الخليج

الأمم المتحدة: 316 مليون متعاطٍ للمخدرات عالمياً

القضائية تستبعد نجم الجبوري من مقاعد نينوى الانتخابية

ثلاثة منتخبات تحجز مقاعدها مبكراً في ربع نهائي كأس العرب 2025

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: مطاردة "حرية التعبير"!!

 علي حسين أبحث في الأخبار ومجادلات الساسة عن موضوع لعدد اليوم ، وربما عن فكرة أقنع بها القارئ المحاصر بقطع الطرق والأرزاق، وبالعيش في مدن مثل حقول الألغام، شعارها التمييز، ومنهجها الإقصاء، ودليلها...
علي حسين

قناديل: حين استيقظ العراقي ولم يجد العالم

 لطفية الدليمي لعلّ بعض القرّاء مازالوا يذكرون أحد فصول كتاب اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي. تناول الفصل إيجازاً لقصّة كتبها (إج. جي. ويلز) في سبعينات القرن الماضي، عنوانها (النائم يستيقظ The Sleeper Awakes)....
لطفية الدليمي

قناطر: أنقذوا الثقافة من الأدعياء

طالب عبد العزيز منذ قرابة عقد من الزمن وأتحاد الادباء في البصرة يعاني من أزمة في اختيار مجلس إدارته، وهو بعلة لا يبدو التعافي منها قريباً، بسبب الاقتتال على المقاعد الخمسة الأولى التي تمثله....
طالب عبد العزيز

الانتخابات العراقية عام 2025: التحديات الداخلية في ظل ضغوط دولية متزايدة ..

كارول ماسالسكي ترجمة : عدوية الهلالي في يوم الثلاثاء، 11 تشرين الثاني 2025، أجرى العراق سادس انتخابات برلمانية ديمقراطية منذ سقوط صدام حسين عام 2003. وقد حققت القائمة الشيعية «ائتلاف الإعمار والتنمية»، بقيادة رئيس...
كارول ماسالسكي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram