لم تبرح كلمات رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي ذاكرتنا يوم التقى نخبة من الإعلاميين الرياضيين في مؤتمر عُدَّ خصيصاً للإعلان عن برنامج الإصلاح الرياضي قبل اسدال الستار عن العام الماضي بأشهر قليلة حيث شدّد على عبارة " لا بديل عن الحوار" مع الجميع بمن فيهم المختلفون على آليات ونظم عمل المكتب التنفيذي للمضي بالمركب الرياضي بما يرضي طموحاتنا ويعزز آمالنا لبلوغ أعلى مستويات الإنجاز.
لا مناص من الحوار لمواجهة الحقائق والكشف عن مسببات النكوص الذي تعانيه رياضتنا منذ سنين عدة بإستثناء قفزات ايجابية عَبرت خلالها محن صعبة بإرادة الرياضيين وصبرهم، وهنا نجدد الثناء للروحية الكبيرة التي يتحلى بها رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي في تعامله بهدوء وانتقائه الأسلوب المناسب لكل قضية وكيفية تذليلها للمحافظة على الأطراف المعنية من تشظّي الموقف لا سمح الله وما يعود بالضرر على سمعة البلد التي تسمو وتهاب متى ما سَمَت سمعة العراقيين في جميع الأزمنة فوق الأزمات والضغائن.
لكن، مهلاً.. هل دشّنَ رئيس اللجنة الأولمبية العام الجديد بحملة الإصلاح المزعومة بدءاً من نقطة الحوار وصولاً الى استتباب الأوضاع في المكتب التنفيذي والممثليات والاتحادات المركزية؟ ربما يكون الوقت مبكراً لإنصاف الرجل أو مواجهته بانتقادات موضوعية من أجل تذكيره بالتزاماته الأخلاقية أمام الإعلاميين، لكن تواصل طرق أبواب الرياضيين ببلاغات الحضور الى المحاكم للتحقيق في قضايا النشر وكشف المستور لن يصل بطموحات حمودي الى ما يتمناه من أجواء ربيعية واستقرار إداري تام ونزاهة ضمير ورُقيّ الأعمال بمسؤولية عالية، ابداً ، بل سيزيد مساحة تمدد الأضداد ويُعمّق شرخ العلاقات في غير مصلحة الأولمبية التي ستحاصر بأصحاب النيات غير الحسنة ، وبذلك نكون قد حكمنا على الرياضة بالعَزل في محيطها الداخلي بينما نحن نريد الإنفراج نحو العالم هذا العام بعد سنيّ الحظر الظالم.
حمودي مدعو لمغادرة مكتبه الى فضاء كل الألعاب برفقة خبراء ومتخصصين، لا يكفي اطلاعه على تقارير انشطة الاتحادات وروزنامة منتخباتنا في البطولات المقبلة في بريده اليومي الرتيب، ليجتمع بأسرة الفروسية إدارة وعمومية، وكذلك باتحاد كرة الطاولة لتعزيز عُرى الثقة، ويجالس اعضاء اتحاد كرة القدم ونخبة من ابرز ممثلي اللعبة سابقاً وحالياً ليقف عند اسباب الاختلاف والتقاطع اللذين تشهدهما منظومة الكرة وما الحلول الممكنة لاستعادة حجمها الطبيعي لاسيما أن حمودي خدمها في الفترة الذهبية ويعرف اسرار نجاحها.
استشهادنا ببعض الألعاب لا يعني انها وحدها تعاني عدم الاستقرار، بل أن معايشة رئيس اللجنة الأولمبية يجب ان تغطي جميع الاتحادات الثلاثة والأربعين المنضوية تحت راية اللجنة واحكامها وتوجيهاتها، لأنه طوال فترتي تولي حمودي قيادة العمل الأولمبي لم يكن قريباً من هموم الألعاب ويلمس احتياجاتها ويَطّلع على واقعها المزري بالنسبة لأغلبها، كان حضوره ولم يزل مقتصراً على احتفاليات التكريم وافتتاح البطولات أو توزيع جوائز خواتيمها، هذا لا يكفي من دون التماس المباشر من موقع أدنى لن يُثلم من قيمته، بل ستشعر المعنيين في الاتحادات أان الرجل قريب منهم ولا يفرّق بين رئيس اتحاد وآخر – كما يتناقل الوسط الرياضي – إلا بمقدار العطاء والتميز والحرص وليس لأمر آخر.
المصارحة المباشرة لا تتم عبر اجهزة الاتصال أو البريد الالكتروني ، بل في الميدان بمواجهة المظلوم ومناصرته وفضح الفاسد وإرساله الى القضاء، وعندها لن ينشغل رئيس اللجنة الأولمبية بالشكوى في المحاكم ويُقلق أسر الرياضيين فجميع الدعاوى أغلقت بمراضاة الطرفين أو تنازل أحدهما!
المشتكي حمودي
[post-views]
نشر في: 9 يناير, 2016: 09:01 م