TOP

جريدة المدى > عام > علي المندلاوي:لاني أرسم بعاطفة وأسكب أجزاء مني في كل عمل

علي المندلاوي:لاني أرسم بعاطفة وأسكب أجزاء مني في كل عمل

نشر في: 11 يناير, 2016: 12:01 ص

كاتب، ومصمم جرافيكي، ورسام كتب ومجلات، وكاريكاتيرعرضت أعماله في معارض شخصية (اقيمت في العراق وعدد من دول العالم، وله مشاركات في مهرجانات، وأعماله الفنية تتوزع على متاحف، ومراكز فنية عربية، وأوروبية، ومجموعات شخصية . عمل رساماً للكاريكاتير في عدة صحف

كاتب، ومصمم جرافيكي، ورسام كتب ومجلات، وكاريكاتيرعرضت أعماله في معارض شخصية (اقيمت في العراق وعدد من دول العالم، وله مشاركات في مهرجانات، وأعماله الفنية تتوزع على متاحف، ومراكز فنية عربية، وأوروبية، ومجموعات شخصية . عمل رساماً للكاريكاتير في عدة صحف عراقية وعربية مع عدد من رسامي الكاريكاتير العراقيين مثل مؤيد نعمة وعبد الرحيم ياسر وغيره.

عمل منذ عام 1975 في صحافة الأطفال، ووضع الرسوم لأكثر من 40 كتابا للاطفال صدرت عن دور نشر في بغداد (دار ثقافة الأطفال) وناشرين في كردستان العراق ، و (دار الفتى العربي) في القاهرة ، و(دار الاداب ) و(دار النورس) في بيروت ، و(منشورات المزغني ) في تونس ، كما رسم لمجلات وصحف (مجلتي والمزمار ) و(ئه ستيرة – النجمة ) في بغداد ، و( هه نك ) في اربيل ، و(العربي الصغير) في الكويت، و(ماجد ) في أبو ظبي. نقل نشاطه إلى صحافة الكبار في عام 1983 فرسم الكاريكاتير، وانتشرت رسومه للشخصيات عبر النشر في الصحف والمجلات في العراق والبلدان العربية، ووضع الرسوم لعدد من أغلفة الكتب، ودواوين الشعر، لشعراء كرد، وعرب، كـ شيركو بيكس و لطيف هلمت و عبدالوهاب البياتي و عدنان الصائغ وموسيقيين، كـمنير بشير . وفي أعوام التسعينات، وأثناء اقامته في هولندا نشر رسوما توضيحية لمجلات تصدر هناك، ورسم الكاريكاتير لمجلات ( الجديدة والمجلة ) اللندنيتين، لينتقل بعدها إلى العاصمة البريطانية للعمل في صحيفة (الشرق الأوسط) الدولية ( 1999 – 2003 ) . بعد سقوط النظام في بغداد ( 2003 ) قدم استقالته من الصحيفة، وعاد إلى بغداد  حيث أقام وأسس مشروعا ثقافيا باسم(ميديا) نظم على قاعته عددا من المعارض والفعاليات.
حصل على جوائز كثيرة منها الجائزة الكبرى للدورة 14 للمهرجان الدولي ميهاي امنيسكو 2015 ، والجائزة الاولى مناصفة معرض الكاريكاتير العربي الأفريقي – قاعة الاوبرا القاهرة - مصر 1990.
(المدى) كان لها هذا الحوار مع الفنان علي المندلاوي:
* هل نبدأ من دار ثقافة الاطفال التي رعت موهبتك .. ام من البداية التقليدية لك .. ما دور الاسماء المهمة في هذه الدار على مسيرتك الابداعية؟
- قبل أن تصدر (مجلتي) ، وتكون (دار ثقافة الاطفال) كنت، وأنا في طريقي الى مدرستي الابتدائية قرب ساحة الفردوس في بغداد أتوقف عند أكشاك كانت تعرض مجلات (سمير وميكي، وبساط الريح، وسوبرمان، وغيرها) وكتب حديثة للاطفال كانت تصدر من لبنان ومصر، لأشتري بعضها بمصروفي اليومي، واستعير بعضها الاخر ليوم أو يومين بأجر زهيد، وتطور الأمر الى الجلوس طويلا بجانب الكشك، وعند باعة يفرشون كتبا ومجلات مستعملة عند بوابة سينما الفردوس المطلة على الساحة الواسعة لمطالعة المزيد، والمزيد منها دون اكتراث للوقت، ولأي شيء اخر عدا الرسم!                                                                                                                      ولأني كنت مأخوذا بالرسم، كنت اتوقف طويلا عند الرسوم التي كانت تبهرني في هذه المجلات، وكنت اضيف احيانا شخصيات من خيالي على ما كنت اراه واطالعه فيها، واجسدها رسما، وبطبيعة الحال كانت رسوم رسامي (مجلتي) في أغلبها، ومنذ بداية صدورها تمتاز بحرفيتها الفنية العالية، وبخصوصية لافتة توحي بوضوح الى هوية رساميها العراقيين، وهو ما بنيت عليه عندما أصبحت رساما فيها لأتوصل الى صياغة اسلوب لا اخفي تسرب تأثيراته من مدرسة الواسطي، ومن جواد سليم، ومحيي الدين اللباد، طالب مكي، وحتى بيكاسو، وغيره من فناني العصور الحديثة.
* بدأت بالكاريكاتير في وقت كانت فيه الساحة مزدحمة برسامي الكاريكاتير من مختلف الاجيال واستطعت ان تجد لك مكانا بينهم.. لكنك تحولت الى البورتريه.. هل لك ان تحدثنا عن ذلك؟
- لم يكن الرسم الكاريكاتيري الانتقادي الساخر بالشكل الذي نعرفه، والمرسوم للصحافة حصرا من ضمن اولوياتي، ولكني وفي العام الاول من دراستي للفن 1973 في معهد الفنون الجميلة عرضت مجموعة رسوم كاريكاتيرية موضوعها تأميم النفط في نادي المعهد، وبعدها بعام او عامين شاركت في معرض للملصق السياسي لطلبة المعهد بتصميم فكرته الكاريكاتيرية، وتنفيذه يزاوج بين الفوتوغراف والكاريكاتير، كان موضوعه اغتيال الزعيم السياسي اللبناني "كمال جنبلاط" وحدث ان عملي اختير ليبعث الى لبنان، وتم نشره كطابع من هيئة البريد العراقية في ذلك الوقت المبكر من عمري الفني.  غير ان شغفي بالرسم لمطبوعات الاطفال ادى بي في تلك الفترة الى التردد على مرسم مجلتي وتخصيص جل وقتي للدراسة والرسم لمطبوعات الاطفال.                                                             وعن تحولي الى رسم البورتريه الكاريكاتيري، فإنه بدأ كنزوة في درس التخطيط الاكاديمي في معهد الفنون عندما خالفت قواعد لعبة التدريب الاكاديمي الصارمة، التي كان علينا الالتزام بها حرفيا بنقل ثوابت نسب شكل الموديل، برسمه كاريكاتيريا!                                                                                                      ولعل الله كان رحيما بي لان المدرس كان الفنان الراحل"محمد علي شاكر" الذي اشار الي بصمته المعهود، باشارة تشجيع أن استمر.. وهو ما لاقى استنكار زملائي الطلبة!
ويجب ان انوه الى تشجيع استاذ جليل اخر هو الفنان الراحل ايضا"رافع الناصري" الذي كان يطالبني بين الحين والحين في تلك الفترة وامام الطلاب والاساتذة ان ارسمه باسلوب كاريكاتيري.
كان البورتريه الكاريكاكاتيري يجد هوى في نفسي، وكنت اتوقف عند رسوم بورتريه بالاسلوب الكاريكاتيري مذهلة لمشاهير تشغل اغلفة وصفحات داخلية لمجلات مهمة كـ (دير شبيغل) و(شتيرن) الالمانيتين، ومجلة (باريس ماتش) الفرنسية، التي كانت ترد مكتبة (دار ثقافة الاطفال) حال صدورها، وكانت دافعا لي لاختيار شخصيات عراقية، والتدرب على رسمها بطريقة اولئك الرسامين، وتقنياتهم اللونية، ومن بين تلك الشخصيات التي رسمتها للتدريب احتفظ بصورة لبورتريه اللاعب والمدرب الدولي الراحل"عمو بابا".                                                                                                  وكان الاعلان الرسمي عن تحولي الى هذا النوع المدهش من الرسم الكاريكاتيري نشر لوحة (بدر شاكر السياب) في مجلة (الف باء) عندما عملت فيها لفترة قصيرة من عام 1983 والتي شكل استقبالها بحفاوة كبيرة  نقطة التحول، والانطلاق للبدء بالتحضير لمعرض شخصي هو الاول من نوعه في هذا التخصص في العراق باعتقادي وجعلت عنوانه (وجوه من الداخل) وأقمته في عام 1986 على قاعة (الاورفه لي) في بغداد.                                                                                              وحدث لاحقا اني تلقيت اقتراحا للعودة الى (الف باء) من الدكتور"مالك المطلبي" بفكرة رسم شخصيات ثقافية ابداعية عراقية في صفحة ثابتة يشارك في كتابة نصوص تعريفية بالشخصيات المختارة معظم الادباء والكتاب المعروفين في ذلك الوقت، وفي مقدمتهم المطلبي نفسه، و"سهيل سامي نادر". استمرت الصفحة بالصدور بشكل منتظم لاكثر من عامين، حتى جاء الوقت الذي وجد المطلبي باننا قدمنا أهم تلك الشخصيات، وعلينا ان نتوقف.
* هل نستطيع ان نتحدث عن مدرسة عراقية بالكاريكاتير على غرار المدرسة المصرية خاصة بعد ان ترسخ هذا الفن كممارسة او كفنانين؟ ام ان الوقت لم يحن الى ذلك؟
- ان لم تكن مدرسة، فهي على الاقل خلقت تميزها عن المدرسة المصرية، بموجة من فنانين شباب منذ اواسط السبعينات من القرن الماضي بمعرض كبير اقيم على احدى قاعات المتحف الوطني للفن الحديث، ومكان اقامة هذا المعرض له دلالته الرمزية التي تصب في الاتجاه (الفني) الابداعي لهذا النوع من الرسم، بالاعتراف به رسميا على انه لوحة ابداعية، وبالحضور الكثيف للجمهور شعبيا، وهو اعتراف متقدم، خاصة وان الفنانين الذين شاركوا في هذا المعرض ( الفنان الراحل نزار سليم، ومؤيد نعمة، والفنان بسام فرج، وعبد الرحيم ياسر، وموسى الخميسي، ورائد نوري، وضياء الحجار ) حسبما اذكر اعلنوا بأنهم جماعة فنية، كالجماعات الفنية التشكيلية الطليعية الاخرى التي كانت سائدة في ذلك الزمان.  ثم جاءت مساهماتنا كجيل جديد، وتتالت المعارض والمشاركات الدولية، وحصد عدد من الفنانين جوائز دولية مرموقة، فذاع صيت الكاريكاتيرالعراقي، وجاءت شهادة الفنان المصري الشهير"محيي الدين اللباد" مدوية في مقال نشره في صحافة بلاده عن تميز الكاريكاتير العراقي، والاعتراف بأنه لم يخرج من تحت معطف الكاريكاتير المصري، وكان عنوانه: "كاريكاتير معداش على مصر! "
وهناك اكثر من اعتراف من رسامي كاريكاتير عرب، وغيرهم بخصوصية الكاريكاتير العراقي قرأته، وسمعت بعضه شخصيا من اكثر من مصدر.
* على الرغم مرور زمن على ممارسة هذا الفن في العراق إلا انه لم يشكل حضورا لافتا في المشهد الثقافي ، بمعنى اننا لم نسمع على قضية اثارها رسم كاريكاتير باستثناء قضية الراحل احمد الربيعي.. هل تحدثنا عن ذلك؟
- مع احترامي الشديد للرحيل المفجع للفنان"احمد الربيعي" الذي رسم الكاريكاتير السياسي لسنوات طويلة، وبرع في رسم البورتريه الكاريكاتيري الذي اودى نشر احدها بحياته، بطريقة دراماتيكية، الا ان الرسمة نفسها لم تثر قضية، بقدر اثارتها لجماعة لم تستسغ ما رسم، فأثارت زوبعة ترهيب غير مسبوقة أفزعته، وهزت كيانه.                                                                                                                  ولكني على يقين بأن فنانا مثل "مؤيد نعمة" اثار زوابع من القضايا برسومه اللاذعة، وحصل على اجماع محلي، واعتراف دولي بحصوله على جوائز متقدمة في مهرجانات دولية مهمة، وكان "بسام فرج "يثير الكثير من القضايا في رسومه، التي كانت خرقا اسلوبيا جوهريا لنمط الرواد في الرسم الكاريكاتيري وفي التفكير والمعالجة وتقنيات الهزل والسخرية، والرسم ايضا، فكان جسرا بين التقليدي والحديث.                                                                                                                     وما جاء به "رائد الراوي" من تحول في الاسلوب والتوجه،  بالاضافة الى الحضور المهم لـ "خضير الحميري" و "عبد الرحيم ياسر" الذي اشارت صحيفة دولية كـ (الغارديان) البريطانية الى خصوصية رسومه الكاريكاتيرية، فعدتها اعمالا فنية متقدمة من بين عشرات الاعمال الفنية المشاركة في بينال فينيسيا لكبار فناني العالم المعاصرين.                                                                                  ولو نعود بالذاكرة الى رسوم الفنان"عباس فاضل" رغم تواضع موهبته في الرسم كفن، باثارته لقضية او ظاهرة (الدلالات) وما حققته من جماهيريه كبيرة خلال السبعينات، وليس من قبيل المبالغة، اوالغلو اذا قلت بان رسومي في حقل البورتريه الكاريكاتيري حققت تاثيرا واجماعا على حضورها اللافت منذ المعرض الاول الذي اشرت اليه، وحتى اليوم، وجعلت من الاسود ابيضا في معادلة رسم الوجوه كاريكاتيريا في العراق على الاقل، باستقبالها بحفاوة وترحيب من الكثيرين، بل بمطالبتي وبالحاح ان ارسمهم بهذا الاسلوب!                                                                                                 ومن الامثلة، وهي كثيرة، التي لن انساها الغاء احد قادة الفرق العسكرية ايام الحرب مع ايران نقل اخي الاكبر الى الجبهات الامامية، لمجرد معرفته بأنه اخي، لفرط اعجابه برسومي، وارساله صورته الشخصية معه لكي ارسمه بأكثر ما يمكنني من حرية في المبالغة!
* في ظل وجود الكثير من القيود الاجتماعية والدينية والسياسية ، هل ينبغي لرسام الكاريكاتير ان يضمن وصول رسالته الرمزية بنجاح الى المتلقي؟
- سبق لرسام الكاريكاتير العراقي أن عمل بعناد على ايصال رسالته التنويرية، بمعارض، ونشر في الصحافة في ظل الوجود الثقيل لواحدة من أعتى الدكتاتوريات في العالم، واستمر مع تقلبات التغيير والتحول المختلفة تارة بالرمز، واخرى بوضوح تام، وبالقلم العريض عبر معارض، ومنشورات مختلفة، وعبر الانترنيت، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفيسبوك.
* نعود الى البورتريه الذي هو ميدانك في رسم الصفة لا الوصف للشخصيات التي تتناولها ، لكن برجسون يرى ان الكاريكاتير ينطوي على صدق اكثر من البورتريه.. ما تعليقك؟
- قرأت كتاب (الضحك) لبرغسون قبل اكثر من عشرين عاما، وذاكرتي لا تسعفني الان في استحضار فلسفته، ولكن هناك مغالطة في مفهوم الكاريكاتير لدينا، ينبغي الالتفات اليها، فالـ ( كاريكاتور) في الفكر الغربي الذي اسس هذا الفن( ولا ادري لماذا ترجم الى كاريكاتير في العربية) هو البورتريه بجرعة المبالغة التي تحويه، اما الكاريكاتير السياسي او الاجتماعي النقدي الساخر في مفهومنا، فهو كرتون في المفهوم الغربي، وعليه علينا ان نراجع ما نسب الى برغسون لنفهم بدقة ان كان ما تقوله هو ماعناه بالضبط!                                                                                                 المنطلق في الكاريكاتير الذي هو البورتريه مع جرعات المبالغة التي تحويه هو الاصدق في مفهوم برغسون، ومفهومي المتواضع ايضا، ولنعد الى مقولة لبرغسون عن الكاريكاتير في كتاب (الضحك) ونتمعن فيها، لنتوصل الى جواب قد يكون شافيا على السؤال:" ماذا يفعل رسام الكاريكاتير ؟ إنه يحاول أن يسلط الضوء على الوجه البشري لكي يلتقط حركاته، تغضناته غير المرئية ويجعلها مرئية أمام كل الأعين بتكبيرها: إن الذقن البارز أو الناشز لشخص ما يشير إلى وصوليته، والأنف المعقوف يمثل الجشع والعينين الصغيرتين الغارقتين تصور المكر والمراءات وإلخ.                                                                                         إن رسام الكاريكاتير يبالغ في إبراز الملامح التي يمكن تأويلها، ولكي يكون رسما هزليا، يجب أن لا يظهر هذه المبالغة كهدف بحد ذاتها، وإنما كوسيلة لإبراز الالتواءات المختبئة في الطبيعة البشرية.
وهذا كله يعتبر عملا رائعا، لأنه يثبت قانون الازدواجية بين المادة والروح أو الموضوع والعقل."
* تتفاوت الشخصيات من حيث رسمها فاحيانا التركيز يكون على الخواص الفيزيائية واحيانا على الصفة، واخرى على تاثرك بالشخصية نفسها.. واظن ان من يطالع كتابك (وجوه) سيكتشف ذلك هل لذلك علاقة بالشخصية التي ترسم؟
- جميل هذا الاستنتاج منك، واشكرك على السؤال اللماح هذا، والجواب هو ان العلاقة ليست فقط بالشخصية التي ارسم، وانما في المسافة بيني وبينها، وهل رسمتها بدافع شخصي كتأثر بمنجزها الابداعي مثلا، أو سيرتها، ام لأداء وظيفي كرسم يومي او اسبوعي لمطبوع ما.
لكل من هذه الدوافع تأثيره علي وأنا أختار الشخصية التي ارسم، أو تلك التي تقترح علي من مطبوع ما كعمل، وهذا ينعكس بشكل غير ارادي حتى على طبيعة الخط ، وحيويته، وتوهج اللون، من لوحة الى اخرى، ولاني ارسم بعاطفة واسكب اجزاء مني في كل عمل انجزه، فإن ظروف انجاز العمل، وحالتي النفسية تنعكس شئت ام ابيت في التوصل الى النتيجة المرضية التي اريد، لهذا الغي بعض ما ارسم، واعيد رسم شخصيات سبق ان رسمتها.
* يلاحظ المتلقي انك في بعض الوجوه كنت تشكيليا من حيث اللون والكتلة والتكنيك هل هذه تدخل على الدوام في رسوماتك؟
- نعم الجرعة الكاريكاتيرية كمبالغة، وحتى جرعة الهزل اوالسخرية في بناء فكرة العمل وموضوعه ، والمعاجلة  الفنية والتقنية تختلف من عمل الى اخر في رسومي، ولهذا قد يضع شخص ما تصورا معينا عن البورتريه الذي اضعه له، ثم يفاجأ بتصور اخر مختلف كليا عن المتخيل لديه، كما حدث مع الفنان الراحل"نوري الراوي"وهو فنان أعتز به كانسان وكفنان محب ومندفع لفن الكاريكاتير، ومتابع لاعمالي ولمنجز زملائي من الكاريكاتيريين العراقيين حين رسمته لصفحة (في دائرة الضوء) في مجلة الف باء. حينها تأثرت بمحتوى النص المصاحب للرسم في الصفحة التي كتبها عنه "سهيل سامي نادر" فأوحت لي بوضعه في مسبح ماؤه بلون الشذر، وهو غاطس فيه ويداه تمسكان حافة المسبح الذي حولته الى اطار مذهب للوحة فنية!
والامثلة كثيرة باختلاف الايحاءات التي تثيرها الشخصية، فما يوحيه السياب بمأساته وشكل ابداعه غير ما يوحيه جواد سليم، وشاكر حسن ال سعيد، ويوسف شاهين ونجيب محفوظ مثلا.
* هناك شعور بان الكاريكاتير يتراجع في الصحافة. في وقت هيمنت فيه الصورة الفوتوغرافية بسطوتها خصوصا بعد دخول التقنيات الحديثة مثل  الفوتوشوب التي لها ان تشكل الرسم بالطريقة التي تريد؟
- التراجع باعتقادي يحصل عندنا، وربما في منطقنتنا، وفي منطق رؤساء تحرير صحفنا، ومالكيها،  فما زال "بلانتو" الفرنسي ومنذ عقود يتربع على عرش الصفحة الاولى من (لوموند)، وهو ما لم تفعله صحيفة عراقية او ربما حتى عربية مع رسام كاريكارتير، سوى مرة واحدة ولفترة محدودة عندما تولى الصحفي الراحل"احمد المهنا" رئاسة تحرير صحيفة العالم البغدادية، وعرض علي نشر يورتريه كاريكاتيري اسبوعي في صدر الصفحة الاولى. هناك خوف واضح من الكاريكاتير، ومن البورتريه الكاريكاتيري في صحافتنا، وهناك تحجيم، ومنع نشر، ولهذا تخلو صحف ومجلات عديدة من هذا الفن الهام الذي هو عنصر حيوي مهم جدا في اي صحيفة ناجحة، وهناك رسامو كاريكاتير مهمون مع وقف التنفيذ، وهذا بدوره ينعكس سلبا على تنمية المواهب وتطور فن الكاريكاتير في البلاد، وعلى فسحة الحرية التي تضيق يوما بعد يوم.
* كيف سيؤثر الاعتداء على "شارلي إيبدو"  باعتبارها مجلة كاريكاتير على عمل رسامي الكاريكاتير خصوصا، والرسامين الساخرين عموما، في كل أنحاء العالم؟  
- ما حصل لـ "شارل ايبدو" لن يزيد رسامي الكاريكاتير الا عنادا واصرارا على الاستمرار في عملهم.
* هل ينهض الكاريكاتير برايك بدور مهم في تمثل الاحداث الكبرى في العالم خاصة تلك التي لها علاقة بالانسان؟
- اعتقد بانه يقوم بدوره كاملا في هذا المجال ، كما يحصل مع باقي الفنون كالسينما والتصوير والمسرح ..الخ.   فعملية التنوير مستمرة في تقدمها وتطورها، وهي عجلات متسارعة تحمل العالم الجديد الى افاق ارحب.
* هناك الكثير من المشاريع التي ترتبط باسمك مثل (ميديا) و(القافلة) و (فنانون ضد القمع) و(أدد) ... مالذي تبقى منها وخصوصا أدد؟
- كانت ( ادد ) تجمعا فنيا للتصميم الطباعي اكثر منه مشروعا تجاريا ضم اربعة فنانين اسسوا المشروع، واشتغلوا على النهوض بالواقع المتردي لهذا الفن في العراق، وهم "عبد الرحيم ياسر" و"د. بلاسم محمد" والفنان "سهام كوركيس" وانا، وتحول مبناه الى مركز فني وواحة للقاء الفنانين من احبتنا واصدقائنا، فكان نبض حياة في وقت كانت الحرب ونذر الموت خلال الثماني سنوات المريرة من ثمانينات القرن الماضي تحصد فرص التقدم والنهوض.
وكل هذه التجمعات التي كنت من مؤسسيها ادت مهامها في وقتها، وانتهت لاسباب يطول شرحها، ومنها ادد، وما هو قائم حاليا هو مشروعي كرسام متعدد الاهتمامات انتج اعمالي الكاريكاتيرية في حقل البورترية، ومشاريع كتب للاطفال احيانا، ولوحات لمعارض، وكتب من طاولة صغيرة يتوسطها لابتوب رشيق يتصل بالانترنيت، بجانب الايباد، والموبايل للترويج والاتصال بالعالم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. شريف روما

    اخي الحبيب الفنان الكبير علي, فقدت رقم هاتفك النقال ,فكيف الوصال اليك وليس في الامر حيله !!! تعال حلها. تحياتي ومحبتي واشواقي- جمع شوقية-

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

تقاطع فضاء الفلسفة مع فضاء العلم

الذكاء الاصطناعي والتدمير الإبداعي

موسيقى الاحد: "معركة" المغنيات

فيلم "الحائط الرابع": القوة السامية للفن في زمن الحرب

"الشارقة للفنون" تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة

مقالات ذات صلة

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة
عام

عباس المفرجي: القراءة الكثيرة كانت وسيلتي الأولى للترجمة

حاوره/ القسم الثقافيولد المترجم عباس المفرجي بمنطقة العباسية في كرادة مريم في بغداد، والتي اكمل فيها دراسته الأولية فيها، ثم درس الاقتصاد في جامعة الموصل، نشر مقالاته في جرية الجمهورية، ومجلة الف باء، قبل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram