يتابع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا جولته في المنطقة بعدما غادر دمشق، تاركا خلفه جملة من القضايا الخلافية بين الحكومة السورية والهيئة العليا للتفاوض ومركزها الرياض.وتبرز بين جانبي الأزمة السورية خلافات حادة لم تستطع القوى الدولية تقليصها
يتابع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا جولته في المنطقة بعدما غادر دمشق، تاركا خلفه جملة من القضايا الخلافية بين الحكومة السورية والهيئة العليا للتفاوض ومركزها الرياض.وتبرز بين جانبي الأزمة السورية خلافات حادة لم تستطع القوى الدولية تقليصها، فما تراه الحكومة السورية خطوة ضرورية وأولية على طريق الحل، تعتبره المعارضة محاولة للهروب من الاستحقاق السياسي وإطالة أمد الأزمة.
وبين الجانبين أيضا خلافات حول شكل ومضمون وبرنامج المفاوضات، في ظل جدول أعمال غير محدد، وضمانات دولية غير واضحة إلى الآن، وربما النقطة الأخيرة هي التي جعلت تصريحات دي ميستورا تقتصر على الجانب الإجرائي ـ التقني من المفاوضات وليس على جانبها السياسي. وقبلت دمشق المشاركة في مؤتمر "جنيف 3" مثلما قبلت المعارضة بذلك، لكنهما تذهبان إلى المؤتمر بنفس الرؤية والآلية اللتين ذهبتا إليها في "جنيف 2" 2014، دمشق تؤكد على أولوية محاربة الإرهاب، وتعتبر أن أي جهد في تحقيق ذلك لا يتم مع الحكومة السورية، سيعتبر خروجا على مقررات الأمم المتحدة، والهيئة العليا التفاوضية من جانبها تؤكد على مناقشة الحل السياسي وفق مقتضيات وثيقة جنيف والقرار الدولي 2118. ووضع دي ميستورا خلال هذه الجولة خطة أخرى لتجاوز هذه النقطة الخلافية، تنص الخطة على توجيه المبعوث الدولي الدعوات الرسمية للطرفين على أساس القرار 2254 فقط، أما برنامج التفاوض والأولويات فتحدد لاحقا مع انطلاق المفاوضات، وأغلب الظن أن المرحلة الأولى من التفاوض ستحدد الآليات والمواضيع التي يجب التفاوض حولها.وظهرت نقطة خلافية أخرى خلال الأسبوعين الماضيين، تتعلق أولا بمطالبة الحكومة السورية بمعرفة أسماء الشخصيات المشاركة في وفد المعارضة للمفاوضات، وثانيا بمعرفة لائحة المنظمات التي أدرجت في قائمة الإرهاب، وإذا كان بالإمكان تجاوز النقطة الثانية، فإن النقطة الأولى يجري إيجاد حل لها بأن لا يتدخل أي طرف في طبيعة الوفد الآخر، وأن يقوم كل طرف بتسليم قائمته إلى الأمم المتحدة بالتوازي ثم يبلغ دي ميستورا كل طرف بقائمة وفد الطرف الآخر من دون إعطائه حق النقض (فيتو) على الأسماء. لكن تبقى مشكلة القوى السياسية الأخرى التي تطالب الحكومة السورية بحضورها في وفد المعارضة التفاوضي (مجلس سوريا الديمقراطية الذي يضم قوى متعددة أهمها قوات سوريا الديمقراطية وتيار قمح بزعامة هيثم مناع والاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة صالح مسلم، جبهة التحرير والتغيير برئاسة قدري جميل). وحتى الآن غير معروف ما هي الصيغة التي سيتم على أساسها حل هذه المشكلة في ظل المعارضة وداعميها الإقليميين مع أطراف أوروبية يرفضون انضمام هذه القوى لوفد المعارضة، هل سيتم استبعادهم نهائيا من التفاوض؟ أم سيتم استبعادهم فقط من وفد المفاوضات مع إبقاء قنوات اتصال بينهم وبين الأمم المتحدة للاطلاع على آرائهم؟ وانطلق مؤتمر ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في جنيف، لتحديد العلاقة مع القوى السياسية والعسكرية التي انضمت للمجلس، والموقف من "جنيف-3" ومن قوى المعارضة السورية الأخرى. ويأتي هذا الاجتماع (أمس الأحد) تكميلا للاجتماع التأسيسي للمجلس الذي عُقد في مدينة المالكية (ديريك) في الحسكة شمال شرقي سوريا يوم الثامن والتاسع من يناير/ كانون الأول، وحضره ممثلو القوى السياسية التي أسست المجلس إضافة إلى قوى وحركات وشخصيات سياسية وعسكرية انضمت للمجلس مؤخراً آخرها جبهة ثوار الرقة. ومجلس سوريا الديمقراطية هو كيان سياسي سوري تأسس مؤخراً من قوى سياسية وشخصيات مستقلة، بينها وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ومعها بعض القوى السريانية والعشائرية العربية، وهدفه "انتقال البلاد من العنف والاستبداد والتطرف إلى دولة القانون"، حسب الوثائق التأسيسية، وانتخب المعارضان السوريان هيثم مناع وإلهام أحمد رئيسين مشتركين للمجلس.ولم تدعَ القوى المؤسسة للمجلس إلى مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في الرياض رغم أنها، حسب مناع، تسيطر على 16% من مساحة سوريا بينما تسيطر القوى التي اجتمعت في الرياض على نحو 5%.
الى ذلك ، أطلق مغردون على مواقع التواصل الإجتماعي "تويتر" و"فيسبوك" حملة بعنوان "حلّو يطلع الضو" لحشد شعبي داعم للجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي يحقق كرامة السوريين وسيادتهم. وكان راديو "شام إف إم"، الإذاعة الواسعة الانتشار في سوريا، أول الداعمين لهذه الحملة وسط ارتفاع وتيرة المعارك في سوريا بين التنظيمات المتطرفة وقوات الجيش السوري. وقال المدير العام للإذاعة سامر يوسف، لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "أرفض تسميتها بحملة، فهي صرخة كل مواطن سوري… وإطلاقنا لهذه الصرخة جاء نتيجة تواصلنا الدائم مع أغلب شرائح المجتمع في الداخل والمهجر".