شارك العراق في اربعة عروض مسرحية في مهرجان أيام قرطاج المسرحية بتونس من 16/10 وحتى 24/10 . وكان العرض الأول بعنوان (جلسة سرية) عن مسرحية لسارتر اخرجه (علاء قحطان) مع مجموعة من الممثلين الشباب المتمرسين في دراما الجسد ،واستقبل العرض بحماسة واضحة ، وكان العرض الثاني بعنوان (الدب) مأخوذ عن مسرحية للروسي (انطون جيكوف) قدمه شباب من كردستان وباللغة الكردية.وكان المفروض ان يردفوا نص العرض بترجمة الى اللغة العربية كي يفهمها الجمهور التونسي او ربما بالفرنسية ولكن للاسف لم يفعلوا لقلة خبرتهم في المشاركة في المهرجانات المسرحية.
وكان العرض الثالث قد جاء من السويد بعنوان (اطفال الحرب) لمعده ومخرجه (علي ريسان) .
اما العرض الرابع فقد كان للفرقة الوطنية للتمثيل – دائرة السينما والمسرح بعنوان (روميو وجولييت في بغداد) من اعداد واخراج (مناضل داوود) .
وسأتطرق الى عرض المسرحية في مقالة لاحقة.
من الملاحظات التي التقطتها حول ذلك المهرجان العربي الافريقي الدولي المهم ما يأتي: اولاً: قامت الادارة الجديدة للمهرجان بدعوة اعداد كبيرة من المجموعات المسرحية واعلام المسرح من جميع الدول العربية والافريقية وبعض الدول الاوروبية مما زاد عدد المشاركين على الالف شخص ومما حمل الادارة المنظمة للمهرجان عبئاً ثقيلاً لم تستطع حمله.
ثانيا: كانت العروض المشاركة في المهرجان كثيرة هي الاخرى بحيث استخدمت العشرات من ابنية المسارح وحدث مثل هذا لأول مرة وكان المفروض ان تشارك فرقة واحدة من هذه الدول او تلك بيد ان الذي حدث ان شاركت اكثر من فرقة وشاركت تونس نفسها باكثر من خمسين مسرحية مختلفة، وهو امر يحدث لأول مرة في هذا المهرجان.
ثالثاً: الغيت مسابقة العروض حيث لم تمنح جوائز للبارزين والمبدعين كما كان يحدث في المهرجانات السابقة وتم تكريم عدد من المسرحيين التونسيين الرواد فقط.
رابعاً: من الملاحظات الفنية التي التقطتها عن عدد من العروض التونسية هو ان المخرجين التونسيين يحاكي بعضهم البعض الآخر في استخدام تقينات معينة بما يتعلق باداء الممثلين ومنها الحركات المنفعلة والسريعة والاهتمام بالتعبير الجسدي منها قيام عدد من الممثلين بالاستعراض مشياً او ركضاً عبر خشبة المسرح من اليمين الى اليسار وبالعكس وبلا مبرر احياناً.
خامساً:تطرق عدد من المسرحيات الى الاوضاع الراهنة في عدد من البلاد العربية بما يخص العنف والصراعات الطائفية والارهاب والهجرة وعلى سبيل المثال تركزت موضوعة المسرحية الاردنية (بوابة رقم خمسة) من تأليف (ليلى الاطرش) واخراج (مجد القصص) في هجرة الشباب العربي الى الدول الاوربية ومنهم الشباب العراقي وقد استغلت المخرجة عدداً من الاغاني العراقية اداها احد الممثلين باتقان، للتعبير عن المعاناة والشوق الى الحبيب والى الوطن، وتعرضت المسرحية التونسية (التابعة) من تأليف واخراج المخرج المعروف (توفيق الجبالي) الى ما سمي (ثورة الياسمين) التي حدثت في تونس وما فيها من خفايا واسرار تم فضحها وما رافق تلك الثورة من سلبيات ومن عنف ومن جدل ما زال قائماً حتى اليوم بشأن ما سمي (الربيع العربي).
وفي مسرحيته (السقيفة) يتعرض المخرج الشاب (حافظ خليفة) الى الصراع على الخلافة بين الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول الكريم (محمد) (ص) محاولاً اسقاط الموضوع على الصراع على السلطة في عدد من البلاد العربية وقد اثارت المسرحية جدلاً قوياً ووجهت لها معارضة من رجال الدين في تونس . وقد دافع (حافظ) عن مسرحيته كونها لم تتعرض للتاريخ وحقيقته بل الى آراء عدد من الفلاسفة والمفكرين العرب حول المسألة تلك. وعند مشاهدتي لعرض المسرحية وجدت انها اشبه ما تكون بالدراما الاذاعية وليس الدراما المسرحية لكونها اعتمدت اساساً على الخطاب السمعي.
جدل (أيام قرطاج المسرحية) في دورته السابعة عشرة
[post-views]
نشر في: 11 يناير, 2016: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...