TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > ورقة الفساد قبل ورقة الإصلاح

ورقة الفساد قبل ورقة الإصلاح

نشر في: 11 يناير, 2016: 09:01 م

كثر الحديث عن الفساد مثلما كثر أيضا عن الإصلاح. الفارق اننا قرأنا واطلعنا على كثير من اوراق الإصلاح او الإصلاحات. لكننا لم نر ورقة للفساد تكشف أنواعه وأماكنه، وصور أبطاله.
بدون هذه الورقة سأكون من اول المشككين في قدرة العبادي على تنفيذ وعده بالقضاء على الفساد خلال هذا العام. من يضع توقيتا محددا سيكون كما المقامر إذا لم يضع امامه خارطة الفساد بالأحداث والدلائل والاسماء. ثم يرتبها حسب الأولويات ويبدأ باستهدافها. وعليه ان يرينا ما تم إنجازه منها في نهاية كل شهر.
نحتاج ورقة لتبدأ مثلا من الفساد التربوي. نبدأ بالمناهج لنتأكد من انها لم تفسد العقول وتبث الطائفية. نكتب أسماء الذين تسببوا في ذلك مع نشر صورهم. ثم ننتقل لوضع المدارس واحوالها وأين ذهبت أموال مقاولات بنائها. ونمر على كل مدير تربوي من الروضة حتى الجامعة لنعرف لماذا تم اختياره ومن هو الذي اختاره. نستنطقه ثم نختبره لنتأكد من انه يجيد قول جملة مفيدة في معنى التربية وأهدافها. وهكذا حتى نصل لعقل الوزير لنتأكد من سلامته وانه فعلا صار وزيرا لأنه تربوي من الطراز الأول.
وعلى المنوال ذاته نمر على كل الوزرات واحدة تلو الأخرى. في كل شهر يجب ان نصفي وزارتين على الاقل من الفساد. بموازاة ذلك يجب ان تشتغل لجان بدعم من منظمات دولية مستقلة ومختصة بكشف الفساد لتبحوش كل مؤسسات الدولة من الباب الى المحراب.
ولأن فساد الحكومات السابقة لا يخفى على كل ذي ضمير ثاقب فالخطوة التي لا بد منها هي ان توجه تهمة الفساد لكل من عمل فيها في المواقع العليا من درجة مستشار الى رتبة رئيس مجلس الوزراء. الخضراء كلها شلع للمحكمة. تُنشر صورهم على أساس انهم متهمون وليسوا مدانين. والمتهم بريء الى ان تثبت ادانته كما تعلمون. وهنا طبعا اللي بعبه صخل راح يرفض. واللي مو حرامي من السلطان ما يخاف. والشريف والنزيه لا ترعبه المحكمة بل يسعى اليها بقدميه كما كان يفعل الإمام علي.
سوييها يالعبادي وشوف الشردة لوين توصل. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. فؤاد الصفار

    من الصعوبه القضاء علي الفساد عندما يكون القضاء فاسدا وحتي لو كان لدينا قضاة نزيهين وشرفاء فانهم مجبرون علي السكوت خوفا من المليشيات المرتبطه بالاحزاب المتسلطه علي زمام السلطه وفي تصوري انه يجب وضع حد لهذه المليشيات التي تصول وتجول في المدن وهي الحاميه للف

  2. د عادل على

    للقضاء على الفساد يجب اولا تشيص المصابين بهدا المرض الخبيث واقتلاعهم ماليا من كل الجدور حتى يعتبر المعتبرون-----الفساد مرض الاغنياء لان الفقراء هم ضحايا الفساد ولا يفسدون---المفسدون فى الارض يحبون المال حبا جما لكى يتلددوا بالحياة اكثر واكثر ويريدون دائما

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: جنرالات الطائفية

العمود الثامن: لماذا لا نثق بهم؟

الصراع على البحر الأحمر من بوابة اليمن "السعيد" 

كيف يمكنناالاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمود الثامن: رئيستهم ورئيسنا !!

العمود الثامن: بين الخالد والشهرستاني

 علي حسين أعرف جيداً أن البعض من الأعزاء يجدون في حديثي عمّا يجري في بلدان العالم نوعاً من البطر لا يهم المواطن المشغول باجتماعات الكتل السياسية التي دائما ما تطابنا بـ " رص...
علي حسين

قناطر: الربيع الأمريكي المُذِل

طالب عبد العزيز هل نحن بانتظار ربيع أمريكي قادم؟ على الرغم من كل ما حدث، وقد يحدث في الشرق الأوسط، نعم، وكم هو مؤسف أن تتحرك دفة التغيير بيد القبطان الأمريكي الحقير، وكم قبيح...
طالب عبد العزيز

تضارب المصالح بين إسرائيل وتركيا في سوريا وعواقبه

د. فالح الحمـــراني كما بات معروفاً، أن وزير الدفاع الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو*، خلال لقاء حول موضوع الوجود التركي في سوريا، طرحا مقترحاً لـ"تقسيم سوريا إلى مناطق مقاطعات (الكانتونات)". وذكرت صحيفة إسرائيل هايوم عن خطة...
د. فالح الحمراني

النظام السياسي في العراق بين الخوف من التغيير وسؤال الشرعية

أحمد حسن لفهم حالة القلق التي تخيم على النخبة السياسية في العراق مع كل تغيير داخلي أو إقليمي، لا بد من تحليل عميق يرتكز على أسس واضحة ومنطقية. فالشرعية السياسية، التي تعد الركيزة الأساسية...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram