اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بسببها تصل متأخرة..الحواجز والزحامات عوائق دائمة أمام سيارات الطوارئ

بسببها تصل متأخرة..الحواجز والزحامات عوائق دائمة أمام سيارات الطوارئ

نشر في: 13 يناير, 2016: 12:01 ص

سيارات الإطفاء تنطلق من مقرها في العامرية مسرعة الى مكان الحادث في منطقة حي الجهاد في الساعة السابعة صباحاً من يوم الاحد المصادف 10/1/2016 وهو وقت الذروة ، الزحام كبير بسبب بداية دوام المدارس والدوائر الحكومية . بسبب (حريق منزل) هرعت سيارات الاطفاء ل

سيارات الإطفاء تنطلق من مقرها في العامرية مسرعة الى مكان الحادث في منطقة حي الجهاد في الساعة السابعة صباحاً من يوم الاحد المصادف 10/1/2016 وهو وقت الذروة ، الزحام كبير بسبب بداية دوام المدارس والدوائر الحكومية .
بسبب (حريق منزل) هرعت سيارات الاطفاء لفتح الطريق بصوت الصفارات طوال الطريق حتى وصلوا الى اول سيطرة أمنية "سيطرة السلام" المزدحمة بشكل كبير، وحتى طريق الطوارئ الخاص بالعجلات العسكرية تصطف عليه العشرات من السيارات التي تحاول الدخول من ثلاثة اتجاهات لمنفذ خروج واحد لعبور السيطرة، سيارة الاطفاء ترجع الى الخلف محاولة الدخول من الشارع الاخر وبعكس الاتجاه ، وفعلا حدث ذلك ولكن النتيجة ان هناك سيطرة اخرى ولابد من التأكد من مصداقية النداء الذي وصل الى الاطفاء حتى يسمحوا لها بالمرور عكس الاتجاة .

 الوقت هنا تجاوز السابعة وخمسا وعشرين دقيقة ومازالت السيارات تحاول الوصول باسرع مايمكن لمكان الحادث . وفعلا وصلت لكن بعد ان وقف اهل الدار امام منزلهم وهم يشاهدونه يحترق بعد ان كان الحريق صغيرا بسبب مدفأة نفطية  (لهبت نارها) في المطبخ وعدم السيطرة عليها من العائلة فتوسعت والتهمت اغلب اجزاء البيت . حادثة من بين عشرات الحوادث التي تعوّد عليها العراقيون الذين اصبحوا لايخشون المفاجآت.

25 % يفقدون حياتهم في الطريق
أمنية يتمناها اغلب العراقيين برفع الحواجز الكونكريتية من العاصمة بغداد ، فهل تنفرج ازمة الزحامات التي تفتعلها السيطرات وهذه الجدران العالية التي عزلت اغلب الشوارع والمناطق وكانت سببا في عدم وصول سيارات الإطفاء والإسعاف لإنقاذ عشرات المواطنين من الحريق والموت ، وما حريق منطقة الجهاد الا مثال على ماسببته هذه السيطرات من تاخير للوصول الى المكان  المقصود اضافة الى ان اغلب حالات المرضى الذين ينقلون في سيارات الاسعاف يفقدون حياتهم بسبب تأخر وصولهم الى المستشفيات . حيث اكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور احمد الرديني في حديثه الى الـ(المدى): ان الكثير من الحالات المرضية والتي تحتاج  الى سرعة لانقاذ  حياتهم مثل حالات الجلطة القلبية تعتبر (25%) من حالات الاصابة بها  في المنزل او العمل تنتهي بموت المصاب.بسبب التاخير في الطريق والزحامات التي يمكن ان تواجه المنقذين. متمنيا: على عمليات بغداد والجهات المسؤولة فتح الطرق ورفع الحواجز التي تعيق سير العجلات وتقليل الزحامات فالمواطن يستحق ان يعيش بسلام وامان.

سيطرتان في جسر واحد
الجسر الذي يربط  منطقة البياع بمنطقة اليرموك وصولا الى ساحة النسور يعاني كل يوم من زحام كبير جدا ويحتاج كل من يسلك هذا الطريق اكثر من ساعة لعبوره والسبب وجود سيطرتان في بدايته ونهايته  حيث علق علي حسن وهو سائق سيارة اجرة قائلاُ: اخرج من البيت في الساعة السادسة والنصف من اجل الذهاب الى مكان عملي في منطقة كراج العلاوي واحتاج الى ساعة كاملة لعبوره وسؤالنا هو (نريد نفتهم ليش سيطرتان) على جسر واحد و الزحامات من يستفيد منها وأين تصريح رئيس الوزراء بفتح جميع الطرق ورفع الحواجز وتقليل السيطرات.
بينما قالت نبراس قاسم ،وهي موظفة انها تضطر كل يوم للنزول من السيارة والسير من بداية جسر السنك بسبب الزحام الذي يصيب المواطن بالارهاق وهو يريد الوصول الى عمله فهي موظفة في محافظة بغداد وتسكن منطقة الكرادة وتقضي اغلب ساعات النهار في الذهاب والعودة بسبب الزحامات.

في الأيام المقبلة؟
فيما ترى امانة بغداد ،وحسب تصريح المتحدث الرسمي باسمها حكيم عبد الزهرة الذي صرح لـ(المدى) قائلاً: ان الامانة دائما تعمل على ازالة الحواجز وفتح الطرق وتسهيل امور المواطنين ولكن امانة بغداد هي جهه تنفيذية فقط ومن يقوم باصدار اوامر الرفع هي عمليات بغداد. مشيرا الى ان الامانة تعمل حاليا على رفع التجاوزات والاعلانات غير الرسمية وهناك مناطق كثيرة رفعت منها الحواجز مثل منطقة السيدية وشارع الرشيد والوثبة والكثير من الشوارع الاخرى سوف ترفع منها تدريجيا وحتى السيطرات وحسب تصريح قيادة عمليات بغداد سوف يتم تقليل اعدادها بشكل كبير في الايام القادمة.
الى ذلك ، اشار نائب محافظ بغداد جاسم البخاتي في تصريح لـ(المدى ): ان المحافظة تستقبل جميع طلبات رفع الحواجز الكونكريتية وعدم غلق اي شارع. مبينا: ان من يقوم بتنفيذ هذا العمل عن طريق المعارف ومن يساعده. مستدركا: لكن ذلك يعتبر مخالفة قانونية ويسبب الضررللمواطن الذي تعب من هذه الحواجز والسيطرات والزحامات التي استمرت سنوات طويلة واثرت نفسيا ومعنويا على حالته.
العميد سعد معن ،المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد، اكد لـ(المدى): ان فتح الطرق المغلقة ورفع الحواجز تتم وفق سياق محدد وسقف زمني معين وهناك طرق بحاجة الى فتحها وفعلا تم ذلك ومنها مناطق العطيفية والرحمانية وشارع الرشيد والوثبة واليرموك وبغداد الجديدة واغلب المناطق السكنية ،حيث فتحت شوارعها. مستطردا : ولايسمح باغلاقها عشوائيا من قبل السكان لأن الامر يتعلق بآلاف من الناس وليس بفرد واحد ومن يغلق طريقا فرعيا يحاسب وفق القانون .

حجز سيارة الإسعاف
يقال ان الحواجز الكونكريتية كانت ،وحسب من يعتقد، ومازالت تحمي المواطنين من القتل والتفجيرات لكنها اصبحت مصيبة من مصائب العراقيين حيث ان كل مسؤول يقوم باغلاق منافذ منطقة كاملة لأنه يسكن هناك ، الامر الذي يسبب عدم وصول سيارات الاسعاف والحريق الى مكان الحادث بسرعة ..
عن تأخر وصول السيارات الاسعاف والحرائق الى مكان الحادث ، ذكر سائق الاسعاف حامد حسين ان السيطرات الامنية تشكل احد العوائق التي تمنع وصولنا الى مكان المصاب بسهولة. مبينا: انه يجري  تفتيش سيارتنا اكثر من السيارات الاخرى وهذا عامل آخر للتأخير.
وعن بقية العوائق التي تسبب التأخير قال سائق الاسعاف: قامت مديرية المرور بحجز عدد من  سيارات الاسعاف ،ومنها سيارتي، بحجة السير عكس الاتجاه. مسترسلا: هذه الاجراءات وضعتنا في ورطة قانونية لأن الحاجة الانسانية تتمثل بإنقاذ مصاب من الموت. متسائلا: ماذا نفعل اذا كانت الشوارع مزدحمة والكثير من السائقين لايعرفون تقاليد وتعليمات المرور خاصة فيما يعرف بالجانب الايسر الذي يفترض انه مفتوح دائما امام الحالات الطارئة ؟

التجاوزات سبب آخر
امانة بغداد اعلنت عن إزالة جميع التجاوزات ضمن شوارع الثورة والجمهورية والرشيد بالتعاون مع قيادة عمليات بغداد .
وذكرت مديرية العلاقات والاعلام في بيان اطلعت عليه (المدى) ان ملاكات دائرة بلدية مركز الرصافة اعدت خطة متكاملة لازالة جميع التجاوزات على الشوارع والارصفة والاملاك العامة التي تعيق تقديم الخدمات البلدية للمواطنين وتشوه مظهر العاصمة الى جانب تسببها في الزخم المروري.
واضافت: ان الدائرة نفذت حملة كبرى شملت ازالة جميع التجاوزات ضمن شوارع الثورة والرشيد والجمهورية من ساحة الوثبة لغاية ساحة الرصافي شملت ازالة اكشاك الباعة الجوالين والمحال التجارية والمسقفات والبضائع المعروضة على الارصفة.
وبينت ان  الخطة ستشمل ايضا فتح عدد من الشوارع المغلقة في عموم القاطع لتسهيل انسيابية حركة السير والمرور وازالة اللوحات الاعلانية غير المرخصة وستكون الحملات مستمرة لمعالجة ظاهرة التجاوز غير الحضارية.

الشقة التي تحولت الى أنقاض
جمال ادريس ،سائق سيارة اطفاء، اشار في حديثه الى مشكلة كبيرة تواجههم في عملهم بعد السيطرات والزحامات متمثلة بالتجاوزات على الارصفة والشوارع. متابعا: كثيرا ما يحدث حريق في احدى الشقق او المحال التجارية ، ولكننا بعد الوصول بصعوبة الى المكان نصطدم بالتجازوات والبسطيات المنتشرة على الارصفة والشوارع. داعيا الى ضرورة وجود غرفة مشتركة بين الجهات المعنية خاصة شرطة النجدة التي يمكنها لعب دور كبير بهذا الخصوص.
أم زيد ، سبق وان احترقت شقتها في منطقة الكرادة ، وحسب قولها انه كان بالامكان السيطرة على الحريق لكن بسبب الزحام والسيطرة تأخر وصول سيارة الاطفاء. مضيفة: بعد وصولهم عانى رجال الاطفاء في الوصول الى الفرع بسبب البسطيات والتجاوزات على الرصيف الامر الذي تسبب بانتشار الحريق في الشقة المجاورة وبعد صعوبة بالغة تمت السيطرة واطفاء الحريق لكن بعد خراب الشقة وتحولها الى أنقاض.

تملك خط السير
الباحث الاجتماعي جهاد محسن ذكر لـ(المدى) : يبدو ان البعض من المواطنين وللاسف الشديد لايكترثون لمرور سيارات الطوارئ والاسعاف والحرائق، مضيفا: متناسين أن المواطن قد يكون بحاجة لوصولها بوقت ملائم ، لذا نجد الكثير منهم لايفسح الطريق لمرور سيارة الاسعاف او الاطفاء ، الامر الذي يسبب تاخر وصولها وانقاذ الناس اذا كان هناك مرضى او حريق.
واضاف محسن: هذا الامر يعود الى قلة الوعي وعدم الحرص على سلامة الاخرين. معللا ذلك بتردي الوضع العام وانعدام وسائل التوعية خاصة بقانون المرور مع الانفلات الامني الذي تسبب بكثير من حالات الوفاة لعدم وصول سيارات الاسعاف بالوقت المناسب. متابعا: ان البعض من سائقي السيارات يعتقدون ان الشارع ملك لهم ولا يبالون بحياة الاخرين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram