من أرض مونديال العرب يبدأ اليوم التحدي الكبير لليوث الرافدين، وليس وحده مجبل فرطوس يشعر بالتفاؤل أزاء رحلة الأولمبي مثلما صارح المدى أمس، بل يشاطره الشعور بالإطمئنان جميع العراقيين الذين علّقوا آمالاً عريضة على جهود لاعبي المنتخب بإنتظار ما تسفر عنه المواجهة مع اليمن الشقيق لتكون البداية خير حافز للمضي الى حصد مزيدٍ من نقاط التفوق حتى تحين لحظة خطف كأس الدوحة وتذكرة ريو معاً.
من دون شك، ينتاب الملاك التدريبي بقيادة الطموح عبدالغني شهد الحرص الشديد خوفاً على ضياع هكذا فرصة ثمينة من تاريخ الكرة العراقية بعدما توفرت له أفضل أجواء الإعداد بوجود جميع لاعبيه الأساسيين ومعاضدة الاتحاد لمهمته بإصدار قرار إيقاف عجلة الدوري الممتاز مخلفاً الكثير من المعترضين الذين عدّوا ذلك حالة استثنائية تشهدها جميع الاتحادات الدولية باعتبار أن أعمار الأولمبي يفترض أن تشكل الخط الثاني للاعبي الفريق الأول في انديتهم، لكن هذا الأمر تفتقده إدارات الاندية التي لا تعير اهمية في ستراتيجيتها لبناء قاعدة رصينة من الشباب وبالتالي واجهت حرجاً كبيراً باستدعاء 3-5 لاعبين لا تمتلك بدلاء لهم.
لهذا لا يوجد أي عذر أمام شهد في حالة عدم نجاحه، فالاتحاد لم يترك طلباً في أجندته إلا ونفذها ، ولم يتدخل حتى بإختيار الملاك المساعد أو التغيير المفاجىء لمدرب اللياقة البدنية د.ضياء ناجي قبل ليلة السفر الى الأردن، مع تأمين أربع مباريات تجريبية مع منتخبات ذات اسلوب فني عالٍ خدم رؤية المدرب في توظيف لاعبيه كل حسب قدرته، فماذا بقي غير أن يترجم شهد احلامنا الى صورة واقعية تقوده مرفوع الرأس الى البرازيل؟
ما يؤخذ على الملاك التدريبي عدم التنسيق المبكر مع اتحاد الكرة من أجل إقناع الاندية التي يلعب فيها بعض لاعبي الأولمبي أمثال شيركو كريم وضرغام اسماعيل وهوبير مصطفى على أقل تقدير لضمان تعزيز قوة المنتخب وتفادي حالات الوهن التي تسيطر عليه في أوقات مختلفة من المباريات نتيجة عدم تكامل لياقة بعض العناصر ممن اصطحبهم شهد لتمثيل المنتخب أول مرة في هكذا تجمع قاري يتطلب مقاومة اللاعب لجميع الظروف والتكيّف بمواجهة اساليب كروية خاصة أمام كوريا الجنوبية التي تتسلح بصفوة من افضل لاعبي المنتخب الأول الذين بامكانهم إحداث الفارق في أية لحظة.
وتماهياً مع الظروف الراهنة التي تعيشها كرتنا، أجد أن المنتخب الأولمبي يمتلك مفتاح الانقلاب لإعلان ساعة الانقاذ باحتلال مقاعد المنتخب الأول لاحقاً في التصفيات المزدوجة المؤهلة الى المونديال وأمم آسيا إذا ما أكد جدارته في تحمّل المسؤولية ومنح الثقة للمتابعين أنه البديل المثالي لتكملة المشوار يضاف اليه بعض اللاعبين المؤثرين لدعم مراكزه، وهذه تجربة سبقتنا اليها منتخبات متقدمة في التخطيط والإعداد بعدما تجد التوليفة الأصلح للدفاع عن الاستحقاق المونديالي والقاري، وهو انقلاب أبيض يدرك صعوبته المدرب شهد لكنه لن يكون مستحيلاً أمام لاعبيه خاصة ان كرتنا تمر بفترة تغيير قسري بعد تداعيات الأداء غير المقنع للأسود في التصفيات ومأزق مدربه يحيى علوان برغم تصنّعه الثقة في اجتياز تايلاند وفيتنام!
من دون الاجتهاد لن تكون هناك معجزات، وتكاتف شهد مع لاعبيه لبلوغ الدور النهائي يعني الكثير للكرة العراقية الصابرة على تخبط منظومتها الإدارية وتشتت المتخصصين الفنيين وإهمال نخبة من الخبراء لم يتفاءل إلا عدد ضئيل منهم بامكانية الاصلاح ،لكن بشائر الدوحة تُدفّق في عروق الجميع أمل التغيير القادم للارتقاء مع الحدث المرتقب هناك... في ريو وموسكو.
لا عذر لشهد
[post-views]
نشر في: 12 يناير, 2016: 09:01 م