إياد الصالحي تصريحات غريبة تلك التي يدلي بها بعض رؤساء الأندية المشاركة في دوري الكرة الممتاز للموسم الحالي الذين يسعون الى طمس الحقائق وجرّ الآخرين الى قاع الفشل نفسه الذي ما زالوا يحاولون الخروج منه تفادياً لمخاطر أخرى ربما تودي بهم الى خارج أسوار أنديتهم التي يعرف الجمهور الرياضي كيف استحوذوا على إداراتها ،
وأي ورطة يمرون بها الآن بسبب رفضهم الامتثال الى منطق الحياة : انجد نفسك بقرار ينتصر لحكمتك بشجاعة ولا تبق قدميك في وحل الهزيمة الى الأبد!قبل ايام وجه رئيس نادي الزوراء سلام هاشم رسالة مفرغة من اليأس او الشك الى جماهير فريق الكرة خلال تصريح صحفي نشرته الزميلة ( الملاعب) في ما يأتي نصّه: إن مدرب الفريق حازم جسام سيبقى على رأس الجهاز التدريبي للفريق حتى نهاية الموسم وليس لدينا النية بقبول الاستقالة إذا ما أراد تقديمها لقطع الطريق أمامه إذا ما فكر بهذا الأمر )!غرابة التصريح هنا تكمن في استمرار رؤساء الأندية " الجماهيرية " على وجه الخصوص باستدراج الوسط الكروي الى قناعة ساذجة باتت لا تغني ولا تسمن من جوع في ظل النتائج السلبية والانهيار المعنوي الذي يمر به اغلب لاعبي فرقهم عندما يعلنون بين الحين والآخر تمسّكهم بالمدربين ومنحهم الثقة كل مرة ، بالرغم من الظروف الصعبة التي تواجههم وكأنهم يقولون لهم : لا تبالوا للانتقادات ، سجلوا ما تشاؤون من نتائج حتى لو دفع الفريق ثمنها من سمعته ، المهم البقاء حتى آخر مباراة في الموسم !المشكلة إنّ المدرب حازم جسام لم يكن عاطلا او غير مرغوب به في الخليج يوم قرر استدارة بوصلة مسيرته التدريبية نحو بلده وخوض أصعب مهمة مع لاعبين شباب بالكاد يحاولون كتابة أسطر قصة اجتهادهم في بطولة لا تعترف بالاستعراض الكروي الجميل بقدر ما يحققه الفريق من مكاسب تعزّز تقدمه في لائحة المنافسة ، ولهذا نستغرب ان تتم مصادرة حق جسام حاليا او اثناء مباريات الادوار اللاحقة بإنقاذ نفسه من مطبات او منحنيات خطرة اذا ما تعرض الى هزيمة مذلّة امام فريق متواضع وهو يواجه تحذيراً قاطعاً من رئيس النادي بعدم القبول باستقالته اذا ما فكّر بها .أي أنانية هذه في إدارة العلاقة مع المدرب عندما يتوهم رئيس النادي بأن سطوته الإدارية تبيح له امتلاك الرقم السري لحاسوب الفكر الشخصي للمدرب ، يعبث به متى ما يريد ويتصرف بما يخدم مصلحته بعيداً عن ( فايروس) الاستياء العارم الذي يحاول عزل رئيس النادي في دائرة الفشل لتحمل أسبابه اذا ما اراد المدرب ترك المهمة والتسليم بالاستقالة.من حق إدارة الزوراء ان تبحث عن مصلحتها حتى آخر دور في المسابقة طالما ارتبطت بالتزامات تجاه الهيئة المؤقتة لإدارة شؤون الدوري ( كما يفترض تسميتها) ومع الملاك التدريبي من حيث العقود المبرمة مع الطرفين والمحافظة على مسيرة الفريق في مشاركاته المحلية ومحاولة الوصول الى مشارف مواسمه الذهبية في تاريخ المسابقة ، لكن ليس من حقها فرض وصايا استباقية تهدد حرية المدرب جسام في اختيار البدائل المناسبة والضامنة لرصيده المعنوي بين المدربين العراقيين حتى لو اضطر الى تسوية الموضوع مع الإدارة في مرحلة قادمة يصعب بعدها خسارة المزيد من الرصيد مقابل عدم اكتراث الإدارة بمخلفات ازماتها المادية والتنظيمية داخل بيت الزوراء منذ عام ونصف العام !وشخصياً كنت أتمنى على المدرب الخلوق والكفء حازم جسام أن ينأى عن توريط نفسه في باكورة عمله المحلي مع الاندية العراقية ، وكان عليه معايشة واقع الكرة عن كثب وتدوين ملاحظاته في جولات ميدانية لأقطاب اللعبة ( الزوراء والطلبة والشرطة والقوة الجوية) ، وتقصّي أسباب فشل مدربين سابقين ملكوا الخبرة والعلمية لكنهم وقعوا ضحايا إدارات طامعة للشهرة ومكيّفة نفسيا وفنيا للتغذية من (فتافيت) الرعاية وفق منحة وزارة الشباب والرياضة وتتظاهر بالنجاحات الوهمية من دون ان تهتزّ مشاعر رؤسائها لدموع آلاف المشجعين المخلصين الذين يحزنون لإخفاقات فرقهم ويأملون لها الرقي في سلم الترتيب لا المراوحة في المراكز المتدنية ، من حق هؤلاء أن يحثوا الإدارة والمدرب معاً على إنقاذ الفريق لانه ليس ملكاً لهما ، بل ملك لجماهير النادي العريضة ومن حصة التاريخ الكروي في العراق.Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: الثقة تحت حراب التهديد!
نشر في: 16 يناير, 2010: 05:14 م