الأجوبة المعلبة الجاهزة عمياء . الأسئلة المصيرية - وحدها- المبصرة .
حكمة قيلت منذ بدء الخلق ، وما فتئت حيّة ، وحضورها طاغٍ على اوسع مدى وعلى أكثر من صعيد ، رغم محاولات حجبها وتكبيلها المبرمج عبر الأسماع والأبصار والأفئدة .
………..
ما مجموع تفاحة عطنة وعثق رطب رطيب ؟؟ ها ؟
المجموع اثنان . هل العملية الحسابية منطقية ؟ معقولة ؟ عملية؟
ما حاصل جمع كلب وقطة ؟ عقرب وفراشة ؟ سنبلة وشجرة جوز ؟ قارورة ملأى وجفنة فارغة ؟ إنسان طويل القامة ضخم الجثة وقزم ؟
في كل الحالات أعلاه — نعم كلها — المجموع : اثنان .
فهل يا ترى يصح جمع الأضداد والمتناقضات، وتستقيم بعدها العملية الحسابية على أتم صورة ؟؟
………
نحن الجماهير الغفيرة ، غير الغفورة ، نحن الغالبية العظمى من المواطنين ، نحن الذين لا نشكو من عيّ أوصمم او عمى، نحن المنساقون مذعنين لمشيئة وإرادة أرباب الحكم والسلطة ، أن نصبر ونصابر ، ان يترسخ الوقر في أسماعنا ، والعشو في أبصارنا ، فلا نسمع إلا الأضاليل ، ولا نرى غير الغبش .
نحن الجمهور المعطل الإرادة ، العاطل عن العمل ، نحن أسرى الأخبار المشوهة نتلقفها مذعنين ، رغم اليقين المشوب بالشك والظنون .
……….
العقبى لهم والخلود ، اولئك الذين يثيرون الأسئلة المصيرية ، ويلحفون بالسؤال : ماذا ولماذا وأين وكيف وحتى متى ؟؟ الذين انتبهوا - بوعي - لإشكالية وعبثية جمع المتناقضات ، الذين شككوا بالمسموع ، وطالبوا بالمرئي والملموس ، الذين رفضوا ويرفضون جمع نملة وفيل ، وعالم وجاهل ، وفرقاطة حربية ونحلة . ليكسبوا رضى ويفوزوا بمغنم .
اولئك هم الجديرون بالحياة. وما عداهم لا أكثر من قطيع ، يعلف ليزداد سمنة ، بغية السوق للذبح عند الحاجة ، ولإغناء موائد الجياع ، الذين لا يشبعون من مال او جاه او سلطة . وما يدرون — او يدرون — ان وجبتهم الأخيرة لا اكثر من حفنة تراب !!
إسألوا
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2016: 09:01 م